يفتتح الرئيس الأميركى باراك أوباما، الخميس، متحفا يخلد ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 بعد ثلاث سنوات من التأخير والجدل والمشاكل المالية، فى مراسم تذكر بضحايا الاعتداءات التى غيرت وجه الولاياتالمتحدة. وعشية افتتاح المتحف، لم يخف تشارلز وولف حزنه لأن الموقع يذكره بزوجته كاثرين التى قتلت فى الهجمات. وقال وولف "أنا متشوق ومتوجس من افتتاح المتحف. فهو يعيد لى ذكريات كل شىء". وسيقطع أوباما الشريط مؤذنا بافتتاحه. لكن المتحف لن يفتح أبوابه أمام الزوار حتى 21 مايو. ويقع المتحف المؤلف من سبعة طوابق تحت الأرض تبلغ مساحتها 10210 أمتار مربعة، بين حوضى النصب التذكارى الذى افتتح فى 11 سبتمبر 2011 فى موقع الهجمات فى جنوب مانهاتن والذى زاره منذ ذلك الحين اكثر من 12 مليون شخص. ولا يمكن رؤية سوى طابق واحد من المتحف من الخارج ويبدو متواضعا مقارنة مع ناطحات السحاب التى تحيط به. ويمكن للزوار أن يسيروا فى المكان الذى كان يوما من الأيام موقعا للبرجين، والقيام برحلة عاطفية تعيد إلى الذاكرة المأساة التى لن تنساها مدينة نيويورك مطلقا، وغيرت الحياة فى الولاياتالمتحدة بعد أن تسببت فى إطلاق الحرب على الإرهاب. ومن أعلى الطوابق السبعة المقامة تحت الأرض، يمكن للزوار النظر إلى الداخل ومشاهدة قطعا ضخمة من جدار بنى لحماية المبنى من فيضانات نهر هدسون. وفى بداية المعروضات خارطة تفصل مسار الطائرات المخطوفة التى نفذت المهمة الانتحارية فى ذلك اليوم المشئوم قبل نحو 13 عاما. وتظهر صورة للبرجين سماء زرقاء صافية قبل الهجمات، بينما تسمع أصوات من غرفة قاتمة تعبر عن الصدمة والرعب. وبعد ذلك تقود الطريق الزوار تدريجيا إلى الداخل. ويظهر عمود حديدى ضخم هو آخر ما تم انتشاله من موقع الهجمات فى مايو 2002، إضافة إلى إدراج من شارع مجاور استخدمه المئات من الناس للفرار من موقع المأساة. ويستغرق الوصول إلى قاع المتحف وقتا طويلا، ويضم معروضات وقاعة ضخمة تظهر آثار أسس أحد البرجين. يقول كارل كيربس احد مهندسى المشروع "ياتى الزوار حاملين ذكرياتهم، واردنا ان يكون الامر تدريجيا". ويسعى المتحف لان يروى قصة صعبة للغاية، وفى الوقت نفسه تكريم نحو ثلاثة آلاف شخص قتلوا فى الهجمات. كما أنه يسعى إلى توعية أجيال المستقبل بما حدث. والمعرض الأول "فى ذكراهم"، مخصص لتكريم 2977 شخصا فقدوا حياتهم فى هجمات 11 سبتمبر، إضافة إلى ستة ضحايا تفجيرات سابقة لمركز التجارة العالمى عام 1993. أما المعرض الثانى "التاريخ" فإنه يغوص أعمق فى الهجمات ويحلل خلفيتها ويتفحص تبعاتها التى تزال ماثلة حتى اليوم. ويضم معرض "التاريخ" الذى يدرج الأحداث بحسب ترتيبها الزمنى، العديد من الصور للبرجين وهما مشتعلان، وسكان نيويورك وقد أصابتهم الصدمة، ولقطات فيديو من التغطية التلفزيونية الإخبارية، إضافة إلى عناوين الصحف. ويصرخ رجل إطفاء فى شريط فيديو "أرسل كل شىء لديك" بينما يعرض شريط آخر إطفائى شاب يستعد لصعود أحد البرجين. ويستطيع الزوار، الذين يحظر عليهم التقاط الصور، سماع تسجيلات لآخر رسائل هاتفية من ضحايا البرجين الذين علقوا فى المبنيين إلى عائلاتهم. كما سيتمكن الزوار من الاستماع إلى تسجيلات صوتية تجعلهم يعيشون اللحظات الاخيرة لركاب الطائرة التى تحطمت فى حقل فى بنسلفانيا قبل تحطمها. ووردت 37 مكالمة من الطائرة قبل تحطمها. ويسمع صوت مضيفة الطيران سيسى روس-ليلز، تقول فى مكالمة لزوجها "حبيبى، استمع جيدا. لقد تم خطف الطائرة. أخبر أطفالى أننى أحبهم كثيرا". أما عربة الإطفاء ذات السلم الملتوى فإنها تذكر بتضحيات 343 أطفائى قتلوا فى الحريق والحطام الذى رافق انهيار البرجين. وتنتهى الزيارة فى غرفة يروى فيها مذيع شبكة إن بى سى بريان وليامز قصة "ظهور تنظيم القاعدة" فى شريط مدته سبع دقائق. وقد آثار هذا الشريط انتقادات وسط مخاوف من أن يدفع زوار المتحف إلى الربط بين القاعدة والإسلام بشكل عام. إلا أن رئيس المتحف رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ رفض تلك الانتقادات، وأشاد بالمتحف مؤكدا أنه "سيبقى على روح الوحدة حية، أكثر من أى كتاب تاريخ".