كان فوز اثنين من علماء مصر الأجلاء بجائزة التراث العربية باعثاً على الفخر، إذ إن مثل هذه المناقشات الشرسة تفرز دائما ما لا نتوقعه، خاصة أن التقدم فى مجال الجائزة وهو التراث اللامادى كبير فى العديد من الدول العربية كالسعودية والأردن والمغرب وتونس. كان الدكتور مصطفى جاد بدأ مشروعاً طموحاً مع مكتبة الاسكندرية لبناء مكنز للفلكلور المصرى يفيد فى توثيق التراث المصرى بل ويسهل الأمر على الباحثين المصريين والعرب والأجانب، أنجز هذا المشروع فى مجلدين كبيرين، اعتبرهما مقدمة لانجاز مكنز الفلكلور العربى. أما الدكتور سعيد المصرى أستاذ علم الاجتماع فى جامعة القاهرة، الذى اتبع منهجاً غير مسبوفاً لدراسة التراث الشعبى عن احياء هذا التراث لدى الفقراء، نشر جهوده البحثية فى كتاب صدر عن المجلس الأعلى للثقافة، جمع فيه بين مناهج علم الأنثربولوجى وعلم الاجتماع ودراسات التراث الشعبى، فهو يعمل على العلوم البينية العابرة للعديد من العلوم، وهو الجديد فى مجالات البحث العلمى. عالمين أعلم جيداً أن وسائل الاعلام لا تعرفهما، حصدا بجهودهما جائزة التراث العربى من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فى منافسة شرسة، فتحية لهما متمنيا أن يقرأ انجازهما العلمى، الذى اعتبره غير مسبوق عل كافة المستويات.