للهدايا وقع جميل جداً فى حياتنا، وما أجملها وأروعها عندما تعبر بها عن مدى حبك للآخر، أياً كان ذلك الشخص، وعندما تجعلها تترك أثراً طيباً، فعندما تجتهد فى اختيار الهدية فهى تعبير عن مشاعرك المتدفقة التى تكنها بداخلك من رقى أخلاقك تجاه من تحب. فلا تجعلها عبئا ثقيلا على قلبك، أو مجرد واجب مفروض عليك لابد أن تقوم به، بل اجعلها جسراً للتقارب والمحبة والمودة والرحمة، وتخلق بها حالة شعورية لا توصف عندما توفق فى اختيارك للهدية المناسبة، اجعل اختيارك لها كأنك أنت المتلقى للهدية فاختارها بعناية لأنها قد تغير الكثير والكثير فى حياة الطرف الآخر وتكون لها وقع السحر والتغيير عليه. الهدية تبادل للمشاعر والأحاسيس الطيبة بطريقة راقية، والقليل للأسف يتعامل معها بطريقة آلية، فقط رد فعل لمناسبة معينة، يحاول التخلص منها، لذلك كن حذر فى اختيارك للهدية فهى ليست بقيمتها بقدر ما هى قطعة منك للشخص الذى تحبه. الهدية اجعلها رسالة محبة رسول مودة، خيوط تنسج بها أجمل المعانى والمشاعر من أجل من تحبه، اجعلها ببعض كلمات بسيطة من القلب وليست بعبارات مستهلكة، تقرب القلوب وقد يستمر تأثير الهدية طول العمر لكونها أحدثت تغيير حقيقى فى الطرف الآخر لأنها جاءت مناسبة له فى وقت هو فى أشد الاحتياج لها وكأنك تقرأ أفكاره وتعايش ذاته، فكانت من العوامل المساعدة له فى النجاح والتغيير فى حياته. وما أجمل الهدايا التى نراها فى أفعالنا وسلوكنا، بالرغم من أنها ليست هدايا مادية، ولكن واقع الاهتمام والبسمة والرقى فى التعامل أجمل من هدية ليس لها أى أثر فى حياة الآخر. وتبقى أجمل وأغلى الهدايا التى لا مثيل لها، والتى لا يدركها الكثيرون، نعم الله علينا فى كل زمان ومكان، نعم لا تعد ولا تحصى نعم قليل من يستشعرها ويدركها ويسبح بحمده ويشكره، احرص عليها فهى من خالق الخلق رب السموات والأرض كن جديراً بهداياه لك وبوجودك فى الحياة لتفوز بجنته ورؤيته فهنيئاُ لكل من يدرك معنى وجوده فى الحياة.