رنة تليفون، نعم رنة تليفون أنقذت المطرب محمد فؤاد من تصرف ما كان يعلم غير الله عواقبه، المطرب المصرى ومن معه من المحاصرين فى الأتوبيس كانوا قد وصلوا لحالة من الهلع والذعر أفقدتهم أعصابهم. فجأة، انتبه المطرب المصرى أن فى الأتوبيس عسكرى شرطة يحمل بندقية آلية، لكنه مختبئ مثل الجميع.. فقال للمطرب هيثم شاكر ياعم العسكرى ده معاه بندقية وخايف زينا. زاد الضرب، ومعه زاد الهلع، فقال فؤاد بصوت مرتفع: «لازم العسكرى ده يضرب بالرصاص، وقال بعصبية للعسكرى لو مش هاتضرب هات أضرب أنا.. وبعدها بلحظات جرى الأتوبيس إلى فيلا تابعة لشركة طارق نور للإعلانات فى السودان لندخل فاصلاً جديداً من الخوف، ورن جرس تليفون محمد فؤاد المحمول فقلنا له طيب رد أولاً، فنظر إلى الرقم وبدأ الرد ونحن نطالبه بأن يقول لنا من المتحدث على الطرف الآخر.. رد: دى واحدة بتقولى أستاذ محمد فؤاد.. سيادة الرئيس مبارك هيكلمك، فرد: هيكلمنى أنا.. لكن يبدو أن محدثته لم ترد.. وفجأة قال فؤاد باهتمام: أيوه يا فندم.. ربنا يخليك لينا.. الحمد لله إحنا كويسين ومتأكدين إن الكابوس ده هاينتهى مادام سيادتك هاتتدخل.. طبعًا ياريس هاأقول لهم.. مع السلامة يا فندم، انتهت المكالمة وتجمعنا حول فؤاد الذى بدأ يستعيد رباطة جأشه ويطمئن الجميع وبطبيعة الحال نسى فكرة خطف البندقية الآلية من العسكرى فتنفس الصعداء، لأن البندقية كانت ستحول دفة الأمور نحو ما لم يكن يتوقعه. سألنا جميعًا فؤاد عن نص المكالمة، فقال لنا: اطمئنوا الريس قال لى خلال نص ساعة، هاتكونوا فى المطار بكل أمان. وسألنى عنكم وقال خليكم متأكدين إن مصر تقدر تحمى أولادها، بس عايزين إخوانا فى السودان يقوموا باللازم ياولاد، انتهت المكالمة وشعرنا بالهدوء.. وأصبح الأمل كبيرا، وبالفعل حدث ما اعتبرناه سحرًا، فبعد دقائق لم تتعد ال 15 دقيقة، وصلت قافلة من سيارات الأمن.. وقاموا بإيصالنا إلى المطار.