ساعات قليلة، وتتحدد هوية الممثل الخامس للقارة الأفريقية فى كأس العالم 2010، حين يلتقى المنتخبان المصرى والجزائرى فى المباراة الفاصلة باستاد المريخ فى مدينة أم درمان. ساعات قليلة، ويُسدل الستار على "أقبح" تراشق إعلامى بين دولتين فى تاريخ المواجهات الإعلامية العربية، ساعات.. ويُعلن ، بإذن الله، تأهل أبناء المعلم حسن شحاتة إلى المونديال. لم تتبق إلا خطوة واحدة، تفصل الجيل الحالى من أبناء الفراعنة على تحقيق حلم يراود ملايين الجماهير المصرية منذ 20 عامًا. نقطة الصفر بعد الفوز الذى حققه المنتخب المصرى على نظيره الجزائرى السبت الماضى فى استاد القاهرة بهدفين دون مقابل، عادت الحسابات إلى "نقطة الصفر"، فبعكس مباراة القاهرة التى لم يكن يُجدى فيها إلا الفوز بفارق الهدفين، فإن مواجهة أم درمان حساباتها مختلفة، فالمنتخب المصرى غير مُجبر على الهجوم منذ أول دقيقة بحثًا عن هدف مبكر، وكذلك المنتخب الجزائرى أيضًا لن يعود ليدافع عن مرماه. عدم وجود فوارق مُسبقة سواءً فى الأهداف أو النقاط، يجعل كلا المديرين الفنيين يغير من سياسته التى انتهجها قبل أربعة أيام، وهو ما قد يتسبب فى "إرباك" الحسابات لأن ضيق الوقت بين المباراتين ليس وقتًا كافيًا لتغيير استراتيجية لعب كاملة، ولخلق دوافع جديدة لدى اللاعبين المصريين، الذين يبحثون الآن عن أى فوز يضمن لهم حجز تذكرة المونديال. ثغرات فنية.. وتغييرات واجبة مباراة السبت الماضى، كشفت العديد من الثغرات الفنية فى صفوف المنتخبين المصرى والجزائرى، جعلت إحداث بعض التغييرات فى تشكيلة الفريقين أمرًا حتميًا.. فى صفوف الفراعنة، لا خلاف أن الجانب الأيمن الذى شغله أحمد المحمدى يحتاج إلى لاعب آخر فى المباراة المقبلة، للوقوف فى وجه الظهير الأيسر الخطير "نذير بلحاج"، وسيكون أحمد فتحى لاعب الفراعنة هو المُرشح الأقرب لشغل هذا الجانب. وفى خط وسط الفراعنة، لم تُفلح ورقة "محمد حمص" فى المباراة الأولى، وستشهد المباراة عودة حسنى عبد ربه قائد وسط الفراعنة وأفضل لاعبى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة "غانا 2008" بعد تعافيه من الإصابة. وربما يشهد اللقاء تغييرًا آخر فى تشكيلة ثلاثى الهجوم المصرى، ويُنتظر الدفع بعماد متعب مهاجم الأهلى منذ بداية اللقاء على حساب محمد زيدان أو محمد أبو تريكة، ويبدو الأول هو الأقرب للخروج من التشكيلة الأساسية. على الجانب الآخر، فباستثناء التغييرات الاضطرارية للثلاثى..قاواوى ولموشية وحليش، فإن نجوم الجزائر الذين شاركوا فى مباراة السبت الماضى قد أدوا المطلوب منهم، فى ظل الخطة المرسومة من الشيخ رابح سعدان، والتى ارتكزت على التأمين الدفاعى واللعب على الهجمات المرتدة استغلالاً لاندفاع لاعبى المنتخب المصرى إلى الأمام من أجل الهجوم، بالإضافة إلى التحصل على ضربات ثابتة فى منتصف ملعب مصر. ويُعد الجانب الأيمن للمنتخب الجزائرى هو المركز الوحيد الذى يحتاج إلى الدعم، حيثُ فشل رابح سعدان خلال مباراة السبت الماضى فى الحد من خطورة سيد معوض، الذى تناوب على اللعب أمامه الثنائى.. كريم مطمور فى الشوط الأول، وياسين بزاز فى الشوط الثانى، وفشلا فى إيقافه، حيثُ كانت عرضية الظهير الأيسر للأهلى هى مفتاح الهدف الثانى الذى سجله عماد متعب فى الوقت بدل الضائع من المباراة. مفاجآت شحاتة وألاعيب سعدان مباراة الذهاب بين مصر والجزائر، والتى احتضنها استاد "مصطفى تشاكر" بالبليدة، شهدت قيام رابح سعدان المدير الفنى ل"الخضر" بإجراء بعض التعديلات فى تشكيلته التى بدأت المباراة، وكذلك أثناء سير المُباراة، وهناك "مُغامرة" قام بها سعدان فى هذه المباراة، ربما تتكرر فى مباراة الغد، وهى الدفع بكريم زيانى صانع الألعاب، فى مركز الظهير الأيمن وعدم إسناد أى واجبات هجومية إليه، وهو ما حدث فى أكثر فترات الشوط الأول فى مباراة الذهاب، قبل أن يُغير سعدان من تكتيكه فى الشوط الثانى ويُعيد كريم مطمور للجانب الأيمن، وهناك أيضًا تغيير آخر متوقع من سعدان وهو توظيف مراد مغنى لاعب لاتسيو روما فى مركز لاعب الوسط الارتكاز والاعتماد على الثنائى عبد القادر غزال ورفيق صايفى فى خط الهجوم منذ بداية اللقاء. على الجانب الآخر، وعد الجهاز الفنى للمنتخب المصرى، وتحديدًا المدرب العام شوقى غريب بإحداث العديد من المفاجآت فى مباراة السبت الماضى، وحين بدأت المباراة، لم نر مفاجآت فى التشكيل أو طريقة اللعب عدا البدء بمحمد حمص فى المنتصف وكان اضطراريًا فى ظل عدم اكتمال شفاء عبد ربه وابتعاد شوقى عن المشاركة فى المباريات. وعاد شوقى غريب نفسه قبل يومين ليؤكد أن مباراة الغد، ستشهد مفاجآت بالجملة، فى التشكيلة وطريقة اللعب، وعندما يلجأ حسن شحاتة المدير الفنى للفراعنة إلى إحداث بعض التغييرات فإن حالة من القلق تنتاب الجماهير المصرية على خلفية المفاجآت التى قام بها فى مباراة مصر وأمريكا فى كأس القارات والتى خسرها المنتخب بثلاثية نظيفة. التشكيل المتوقع.. مصر.. عصام الحضرى، هانى سعيد، وائل جمعة، عبد الظاهر السقا، أحمد فتحى، سيد معوض، حسنى عبد ربه، أحمد حسن، محمد أبو تريكة، عماد متعب، عمرو زكى. الجزائر..شاوشى، عنتر يحيى، مجيد بوقره، العيفاوى، كريم مطمور، نذير بلحاج، يزيد منصورى، مراد مغنى، كريم زيانى، رفيق صايفى، عبد القادر غزال.