"فاطمة عليوة" أصغر رسامة كاريكاتير فى مصر تتمرد على قيود المجتمع

داخل صالة عرض امتلأت جدرانها بعشرات الرسومات الكاريكاتيرية التى عبرت عن مختلف قضايا المرأة، وقفت "فاطمة عليوة" إلى جوار رسوماتها، تشرح للمشاهدين أعمالها وتستقبل عبارات المديح والثناء، ليس فقط لجودة رسوماتها وما تنطوى عليه من أفكار، لكن لكونها أيضا أصغر رسامة كاريكاتير تشارك فى معارض فنية؛ فرصيدها فى الحياة لا يتجاوز السبع سنوات.
بصوت طفولى وابتسامة معسولة تقول الصغيرة: "بحب أرسم من وأنا صغيرة، ببقى مبسوطة وأنا برسم، عشان كده برسم كل حاجة بشوفها حتى الرسومات اللى موجودة فى كتب المدرسة".
سنوات "فاطمة" السبع كانت كافية لتدرك أن "الحياة حلوة بدون رجالة"، وهذا ما عبرت عنه خلال إحدى رسوماتها التى رسمت فيها فتاة صغيرة تقف على قدم واحدة وهى تلهو فى شقاوة وحب للحياة، وتخرج من فمها كلمات "الحياة حلوة بدون رجالة"، كما عبرت عن أزمة الزواج فى رسم آخر يظهر فيه رجل وفتاة ويسألها الأول "جبتى الشقة والوظيفة والعربية علشان نتجوز"، وتصور فيها بشكل ساخر الآية معكوسة، "مفيش حد بيتجوز من غير الشقة والوظيفة، عشان كده عملت الرسمة دى" هذا ما قالته ابنة السبع سنوات، وأكد والدها "على عليوة" مدير مدرسة الخط فى القناطر "بنتفاجئ بالأفكار والرسومات اللى بتعملها فاطمة من نفسها من غير ما حد يقولها حاجة".
فاطمة بدأت الرسم وهى بعمر 3 سنوات ويفخر والدها بأنها ورثت عنه موهبة الرسم، ونالت تشجيع من مدرستها فى مدرسة المجمع بالقناطر، مما جعلها تحسن من مستواها، وأضاف "المدرسة بتجبلها الألوان وبتشجعها على الرسم وعلى طول بترسم فى البيت وتعد تقطع اللى رسمته لو معجباش زى ما الفنانين بيعملوا، وبقولها احتفظى بيهم عشان تعرفى مستواكى اتحسن ولا لأ، ورغم أنها خجولة فى الحياة لكن الورقة والقلم هم أصحابها وبتعبر عن نفسها من خلال الرسم".