بمسح ذهنى سريع لمدارس الضحك الأكثر نجاحا وجماهيرية فى مصر فيما عدا برنامج «البرنامج»، سيصدمنا الاكتشاف التالى: «معندناش»! بالطبع يوجد لدينا آلاف المحاولات نصف الناجحة والمتعثرة والتى لم يسمع عنها أحد من قبل، وهناك عشرات من الشباب يقدمون برامج شبيهة للبرنامج على موقع «اليوتيوب»، يمتلك بعضهم الموهبة ولكن تعوزه الخبرة، أو يفتقر إلى السيناريوهات التى تعرف طريقها لاجتذاب «قهقهة» المشاهدين من خلال التماس مع واقعهم والتعبير بصدق عن لسان حالهم. كما لم تحقق تجربة «الاستاند آب كوميدى» فى مصر نجاحا كبيرا بدليل أن أحدا من مئات من الشباب والفتيات الذين يقدمون على المسرح فقرات الاستاند آب كوميدى لم ينل شهرة أو جماهيرية كبيرة. أما وجبات الضحك والفكاهة اليومية التى كانت تقدمها الفرق المسرحية للجماهير فانقرضت مع رحيل أصحابها، وكذلك المسرحيات الكوميدية القليلة التى كانت تعرض فى العقود الأخيرة بين الحين والحين، توقفت تماما منذ عدة سنوات رغم وجود عشرات من كبار نجوم الكوميديا فى مصر القادرين على إنتاج المزيد من أعمال المسرح، وما تفعله القنوات الفضائية الكوميدية لتجذب المشاهدين هو اجترار هذه المسرحيات وإعادة عرضها آلاف المرات دون الاجتهاد فى تقديم برامج كوميدية جيدة تجتذب جمهورا من المشاهدين المداومين مثل برنامج باسم يوسف الذى لا يضاهيه أى برنامج آخر فى نسبة الإقبال على مشاهدته؛ بسبب تغلغله فى حياة المواطنين اليومية، وتعبيره بصدق عن واقعهم دون تجميل أو محاباة لأى شخص أو سلطة، وتحطيمه لجميع التابوهات، واجتهاد القائمين عليه من فريق الإعداد ومقدم البرنامج من أجل إضحاك المشاهدين، وإعادتهم لفن «المونولوج» الذى انقرض منذ أيام إسماعيل ياسين وثلاثى أضواء المسرح وأعاده مرة ثانية للحياة باسم يوسف وفريقه الثلاثى أيمن وتار وشادى ألفونس وخالد منصور.