كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية النقاب عن اتجاه الولاياتالمتحدة لدور التدريب فى قارة إفريقيا من أجل مكافحة الإرهاب فى ظل تنامى التهديدات هناك والتقشف فى الميزانيات داخليا. وذكرت الصحيفة فى سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكترونى نقلا عن مسئولين غربيين وأفارقة فى مجال مكافحة الإرهاب أنه فى جميع أنحاء إفريقيا تثبت أفرع تنظيم القاعدة وغيرها من المتشددين قدرة على التعافى وفى بعض الحالات توسيع نفوذهم من نيجيريا إلى ليبيا إلى الصومال. وتابعت الصحيفة أنه لذلك، ليس أمرا مفاجئا أن تراقب دولة النيجر الصحراوية الفقيرة الواقعة فى غرب إفريقيا، والتى ظهرت كحليف قوى لفرنسا والولاياتالمتحدة فى القتال ضد التشدد الإسلامي، بتوتر جماعة "بوكو حرام" فى نيجيريا المجاورة والتى يشتبه فى قتلها لما يزيد على 400 مدنى فى الأسابيع الخمسة الأخيرة فقط ومن بينهم أطفال كانوا يتابعون مباراة كرة قدم. وأضافت الصحيفة أنه بحسب المسئولين فإن مقاتلى الجماعة لديهم عادة التسلل عبر الحدود فى هدوء إلى داخل النيجر للراحة وإعادة التسلح والاستعداد، وهو خط إمداد تتحمس هذه الدولة لغلقه بمساعدة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلا من شن ضربات جوية أمريكية أو غارات للقوات الخاصة على المتشددين فإن المهمة المشتركة التى جرت مؤخرا بين الدولتين تضمنت شيئا آخر تماما، ألا وهو صناديق فيتامينات متبرع بها وأدوية وناموسيات ضد البعوض لمحاربة الملاريا. ولفتت الصحيفة إلى أن التهديدات تستمر فى القارة لكن الميزانيات تتقلص فى الولاياتالمتحدة ولا توجد شهية كبيرة لإرسال جيوش أمريكية إلى نزاعات خارجية. ونوهت الصحيفة إلى أنه لذلك فإن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تركز على تدريب القوات الأفريقية وتقديم النصائح لها للتعامل مع التهديدات الأمنية التى يتعرضون لها وتوفير المساعدة للحلفاء الأوروبيين الذين لهم علاقات تاريخية وقوات فى المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين وشركاءهم يصفون ذلك بالتمكين، وهو طريقة للتحول من محارب كبير فى مناطق الحرب إلى دور الدعم للقوات المحلية وغيرها من القوات الدولية.