قالت الكاتبة خالدة سعيد زوجة الشاعر الكبير أدونيس، إنه أغلق هاتفه فور علمه برحيل الشاعر اللبنانى الكبير أنسى الحاج، اليوم، الثلاثاء، ورفض الحديث مع الصحفيين حزنا على رحيل صديق عمره. وقالت خالدة سعيد، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إن رحيل الحاج خبر مفجع تعاطى معه أدونيس بالصدمة. جدير بالذكر أن أدونيس وأنسى الحاج بدآ فى تأسيس مجلة "شعر" معا عام 1960 وكانت من أهم المجلات التى تعنى بالثقافة والإبداع، وبحسب حوار أجرته الكاتبة عبلة الروينى مع أنسى الحاج فى مجلة أخبار الأدب عام 2001 خرج أدونيس من مجلة شعر 1964 بعد أن وصل التناقض منتهاه خاصة فى قضية (جدار اللغة) تلك التى تبناها الشاعر يوسف الخال مؤسس (مجلة شعر) فى استخدام الفصحى دون استخدام الحركات، أى استخدام الفصحى المحكية كما تنطق فى الحياة اليومية وهو ما ظنه البعض (دعوة إلى العامية). وحين خصصت المجلة بعض أعدادها لقضايا قومية كالثورة الجزائرية والقضية الفلسطينية اعتبر أنسى ذلك استسلاما لإغراء (المراعاة للمزاج السائد)، ورأى أن الأمر كانت (المجلة بغنى عنه كما هو فى غنى عنها، كل واثق من صدقه وإخلاصه). تولى أنسى الحاج سكرتير تحرير (مجلة شعر) 1964 فى إصدارها الثانى بعد خروج أدونيس منها.. كان من أكثر الحريصين على الهوية اللبنانية المنفصلة عن كل الهويات. كان الشاعر الكبير أنسى الحاج قد مر بحالة صحية متأخرة من الغيبوبة أسفرت عن غيابه عن الوعى بعد خروجه من المستشفى منذ أسبوع وتلقيه الرعاية الصحية فى منزله بعد تدهور حالته إثر مرض السرطان. أنسى الحاج الذى يعتبر أحد أعمدة قصيدة النثر والتحديث فى فضاءات اللغة الدلالية واللغوية بدءا بديونه الأول "لن" إلى "الرأس المقطوع" مرورًا ب"ماضى الأيام الآتية"، و"ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة"، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع"، "الوليمة". ويعتبر الحاج أحد رواد الصحافة الثقافية فى العالم العربى ساهم عام 1957 مع يوسف الخال وأدونيس فى تأسيس مجلة "شعر" وعام 1960 أصدر فى منشوراتها ديوانه الأول "لن"، وهو أول مجموعة قصائد نثر فى اللغة العربية، فضلا عن تأسيس القسم الثقافى المميز بجريدة النهار اللبنانية.