أكد العميد مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية فى حركة الناصريين المستقلين اللبنانية "المرابطون" أن الدستور المصرى الجديد يجب أن يكون مثالا لكافة الأمة العربية، خاصة ما يتعلق بعروبة مصر وتعاطى أطياف المجتمع المصرى مع بعضها، وتنظيم العمل السياسى فى البلاد. وقال حمدان "ننظر نظرة واعدة لتطبيق خارطة الطريق وإجراء انتخابات الرئاسة، ولا نتدخل فى الشأن المصرى، ولكن نتمنى أن يكون المشير عبدالفتاح السيسى نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة رئيسًا، وإذا جاء رئيسًا سوف يزيد منسوب الأمل لدينا". وتابع قائلاً "بالطبع إن الشعب المصرى أعظم من أن يقول له أحد أين مصلحته، و نحن كحركة "المرابطون" لا نتدخل فى الشأن المصرى، ولكن من منطلقنا الناصرى نشعر بعين التأييد لترشيح المشير عبدالفتاح السيسى إلى الرئاسة، وفى النهاية هذا قرار الشعب المصرى". وأضاف "إننا كنا من أوائل من استبشرنا خيرا من ثورة 25 يناير، ولكن فترة السنة التى استطاعت فيها عصابات الإخوان أن تستولى على الحكم، نحن كناصريين بطبيعة الحال كنا ندرك أن الإخوان يمثلون خطرا ليس فى مصر فقط، ولكن على مستوى الأمة العربية وصحت النظرية". وأضاف "كنا مقتنعين بأن العام الذى استولت فيه عصابات الإخوان على الحكم، لن يغير من حتمية التاريخ والجغرافيا، وكنا نراهن على دينامكية الشعب المصرى.. وعندما خرج المصريون فى 30 يونيو، كنا على قناعة بأن هذه الثورة إعادة تصويب للواقع المصرى، وتوجت هذه الثورة بحماية القوات المسلحة المصرية".. مشيرا إلى أن الجيش المصرى كان يخرج فى الأوقات العصيبة لتأمين الحماية لشعبه. وأشار إلى وجود الكثير من المشاكل الداخلية سواء الاقتصادية، أو السياسية أو مكافحة الإرهاب فى مصر حيث يخوض أبطالنا فى القوات المسلحة معركة حقيقة ضد الإرهابيين سواء فى سيناء أو الداخل المصرى. ولكنه أكد أن كل هذه الأمور تجعلنا ننظر إلى مصر نظرة واعدة، ونحن نعلم أنه عندما تستطيع مصر أن تضع الحلول لمشاكلها الداخلية تخرج لتكون منارة لأمتها العربية. وقال "تحسن الوضع فى مصر سينعكس إيجابا على لبنان، ومصر عندما تكون بخير سوف تكون الأمة العربية بخير"، مشيرا إلى أن ما جرى فى الأمة العربية هو اهتزاز كاد أن يكون زلزالا بمشروع جهنمى يخطط لأمتنا العربية، وكنا على اقتناع بأن ما يجرى هو يخدم الأمن القومى الإسرائيلى، "لأننا رأينا ملامح إمارات مذهبية مثل إمارة درعا، أو طرابلس الشام أو سيناء، كل ذلك يؤكد يهودية دولة إسرائيل". وأضاف "كنا نرى أنه بدلا من أن تكون مصر الصخرة التى ترتكز عليها الأمة العربية، ولكنهم كانوا يريدون إضعافها، ولكن عندما خرج الشعب المصرى لحماية ثورته وبلده، وخرجت قواته المسلحة رأينا تباشير الأمل". وفيما يتعلق بالوضع السورى، قال إنه من الواضح أن هناك تسرعا فى عقد مؤتمر جنيف2، إذ لم يستطع الروس أو الأمريكيون أن ينتجوا وفدا معارضا يفرض شروطه فى الميدان. وأضاف "هؤلاء الذين يسمون أنفسهم معارضة، لا قيمة لهم فى الميدان، وإذ وقع أى اتفاق ميدانى، فإن المعارضة الممثلة فى المؤتمر ليست لها قدرة على تنفيذه، ولذلك فإنهم يتمسكون بالحكومة الانتقالية وهى غير واقعية، لأنها غير قادرة على فرض وقف إطلاق النار بسوريا، وهم يريدون إزاحة الرئيس السورى بشار الأسد، وهو أمر غير وارد لأن الجيش السورى يحقق إنجازات ميدانية، وهو الرئيس الدستورى لسوريا". وأضاف قائلا "أقصى إنجاز يمكن أن يحققه مؤتمر جنيف هو فرض وقف إطلاق نار فى مناطق يسيطر عليها وفد المعارضة، وهى قليلة جدا أو إدخال المساعدات وإخراج المسنين، كما حدث فى حمص، بالإضافة إلى دفع روسى باتجاه الأمريكيين أو الأوروبيين لوضع مبادئ عامة لخارطة الطريق لمكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم انطلاقا من سوريا". وردا على سؤال هل النظام فى سوريا لديه رغبة فى استيعاب المعارضة.. قال "الأمور فى سوريا خرجت من إطار أن هناك معارضة تطرح إصلاحا أو تغييرا للنظام، وأصبحت حربا إرهابية مكتملة الأوصاف، لذلك فإن أهم شىء هو أن من يمول هؤلاء الإرهابيين عليه وقف التمويل". وأضاف قائلا: إنه بعد ذلك يأتى موضوع من سيبقى من هؤلاء المقاتلين الأجانب فى سوريا هل سيتوجهون إلى لبنان أم سيذهبون إلى مناطق أخرى. ورأى أن سوريا تذهب إلى ما يشبه الواقع الجزائرى، المدن الكبرى والطرق الرئيسية والمطارات خاضعة للنظام، وإرهابيون ومخربون موجودون فى الأرياف. وقال إنه إذا تحدثت الآن مع الشعب السورى بعد تدمير حلب وحمص وغيرها من المدن، فإنك لا تستطيع أن تطرح عليه الحديث عن الإصلاح والتغيير وهو يريد أن يبقى على قيد الحياة. واستدرك قائلا "لكن لا يمكن لهذا النظام أن يستمر كما كان سابقا،لابد من إعادة تنظيمه وتشكيله، هذه المعارضة لا تستطيع أن تفعل ذلك، وهل ينتصر النظام على نفسه وعلى أعدائه بإعادة تشكيل واقع إصلاحى متقدم؟"، معربا عن اعتقاده بأن الرؤية غير واضحة لما يمكن أن تكون عليه سوريا. وفيما يتعلق بالشأن اللبنانى.. حذر من أكبر خطر على حدود لبنان أو داخل حدوده هو المجموعات الإرهابية الخطيرة مثل القاعدة، وداعش، وكتائب عبد الله عزام، وكلما تحققت إنجازات للجيش السورى فى مكافحة الإرهاب، يكون هناك دفع لعدد من الإرهابيين والمخربين فى الساحة اللبنانية. ورأى أن التطورات فى لبنان تتجه إلى تطورات أكثر خطورة، فى ظل المواجهة مع الإرهابيين. ودعا إلى أن يكون البند الوحيد لأى حوار لبنانى سياسى هو خارطة طريق لمكافحة الإرهاب من كل الأطراف بما فيهم رجال الدين سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين والأحزاب السياسية لمساندة الأجهزة اللبنانية والجيش فى معركة مكافحة الإرهاب. وأكد ضرورة تحضير الأجواء لإجراء انتخابات رئاسية ولو باكرا، لإنتاج واقع سياسى يدير معركة لبنان ضد الإرهاب. وردا على سؤال هل يؤيد الرئيس التوافقى فى لبنان.. قال إن الرئيس التوافقى كان يأتى فى لبنان نتيجة تفاهم إقليمى ودولى، ولكن الواقع الإقليمى غير مستقر والواقع الدولى لا يضع لبنان فى أولوياته، فالرئيس التوافقى إذن غير موجود. وفى هذا الإطار.. دعا حمدان إلى إجراء تنافس انتخابى بين الأطراف لنرى من يأتى وبطبيعة الحال فإن الظروف الحالية فى لبنان سوف تجبر الرئيس سواء من هذا الطرف أو ذاك على أن يكون توافقيا من أجل لبنان. وردا على سؤال حول وجهة نظرهم تجاه الدستور اللبنانى والنظام السياسى اللبنانى.. قال: لاشك أن النظام الطائفى المذهبى فى لبنان وصل إلى حائط مسدود، وأصبح حتى غير قادر على تجديد نفسه، وذلك بسبب تفكك الحالة اللبنانية مما يؤدى إلى صراعات طائفية مثل الانقسام السنى والشيعى، كما أن المسيحيين قلقون من هذا الواقع، وهذا يحتم ضرورة ترتيب البيت اللبنانى. وأضاف أنه تقليديا كان الواقع اللبنانى يتأثر بالواقع الإقليمى وحاليا لا يوجد مدير إقليمى للصراعات اللبنانية، فسوريا بحالة مشتعلة وغير قادرة على التدخل فى الشأن اللبنانى، وبقية الدول العربية مشغولة بأولويات أخرى. وشدد على أنهم كمرابطين وناصريين وقوميين وطنيين لبنانيين يرون أن هذه الصيغة اللبنانية أثبتت عقمها، وأنه بعد كل 10 أو 15 عاما تعود الأمور للخلف وتحدث مجازر وخسائر بشرية وعمرانية، ولذلك لابد من إنشاء نظام لبنانى متطور. وفى هذا الإطار دعا إلى عقد مؤتمر تأسيسى من حكماء الساحة اللبنانية يطرح قانون انتخابات دائرة واحدة للبنان على أساس النسبية، ولاتعتمد على التوزيع الطائفى، ولكنه قال نقبل بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، بحيث ينتخب النواب على مستوى الوطن وليس دوائر معينة، فالمسلم يستطيع انتخاب نائب مسيحى والعكس. وأوضح أن هذا يؤسس لمجلس نواب يمثل كل البلاد، ثم إنتاج حكومة ورئاسة تضع أسسا جديدة للمواطنة بدلا من الانقسامات الحالية، حيث أصبح هناك بيئة حاضنة للتطرف سواء السنى أو الشيعى أو المسيحى.