سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الزراعة من الشرقية: مليون حالة تعدى على الأراضى منذ ثورة يناير.. ونحتاج جيشاً من 9 ملايين جندى لإزالتها.. ويؤكد: ملتزمون بشراء محصول القمح من المزارعين.. ومصر لن تعود إلى الوراء أبداً
كشف الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أن حجم التعديات على الرقعة الزراعية، منذ يناير 2011 وحتى الآن بلغ مليون حالة، لافتا إلى أن هذا الحجم الضخم يحتاج جيشا من 9 ملايين شخص لإزالته. وقال أبو حديد إنه تقدم بطلب منذ توليه الوزارة إلى وزير الداخلية، يتضمن إنشاء جهاز أمنى خاص للتعديات على الأراضى الزراعية، لافتا إلى أن هناك محددات لدور الشرطة فى الوقت الحالى، ولابد أن نقدرها جميعا، ولا نحملها ما لا تطيق. جاء ذلك خلال زيارته اليوم الجمعة لمحافظة الشرقية، يرافقه الدكتور طارق بن موسى الزدجالى مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، لتوزيع عدد من فراطات الذرة ورؤوس الماشية على الجمعيات الزراعية والمزارعين بالقرى الأكثر احتياجا، بحضور الفريق عبدالعزيز فاضل وزير الطيران المدنى باعتباره أحد أبناء المحافظة، ومحافظ الشرقية الدكتور سعيد عبدالعزيز. وأوضح أن مصر تمضى نحو أولى خطوات الاستقرار والمستقبل المشرق، ودعم خارطة الطريق، بعد أن أصبح لمصر والمصريين دستورا قويا يليق بها وبشعبها العظيم، الذى لم يدخر جهداً للتأكيد على دوره الوطنى فى دعم الديمقراطية. وأضاف أنه فى فترة وجيزة استطاع المصريون توجيه كافة أنظار العالم إلى هذا الوطن، لتحليل وتفسير ظاهرة النضال الوطنى والقومى، وكيف عادت مصر إلى قلب العالم العربى، وامتدادها الطبيعى للقارة السمراء، وأصبح لمصر صوتاً مسموعاً يملأ صداه أرجاء العالم، بتطورات متلاحقة سريعة وقرارات مصيرية شارك فيها الشعب العظيم، الذى لم يكن أبداً فى معزل عن قياداته الطبيعية والرسمية. وأكد أبو حديد أن تاريخ الفلاح المصرى حافل ومليئ بالإنجازات الحقيقية، والأعمال العظيمة التى أضاءت الطريق، وفتحت دروب الحرية للمصريين جميعاً، وهو ما يشهد على وطنيتهم الخالصة وإخلاصهم من أجل رفعة هذا الوطن، فالفلاح المصرى كان وسيظل صاحب الفضل الأول فى تحقيق الأمن الغذائى فى مصر، وكان على امتداد تاريخاً طويلاً له دور مؤثر عميق بالخبرات المكتسبة من التجربة، له القدرة على استغلال الأرض واستخدام مواردها واستخراج ثرواتها، خاصة إذا ما أتيحت له الفرصة للاستفادة من نتائج التقدم العلمى والبحثى للزراعة، وكانت له القدرة دائماً على العمل الخلاق إذا ما توفرت له الظروف الملائمة، وخاصة إذا ما اعترفت الدولة وقيادتها بحقه ودوره فى المجتمع، ووفرت له ظروف المعيشة الكريمة. وتابع أبوحديد: "إننا لن نرضى على أنفسنا بالجمود ولن نعود إلى الوراء أبداً، فالذين لا يتحركون ليس من حقهم أن ينتظروا التقدم أو الرقى، والذين لا يقبلون بالمسئوليات ليس من حقهم أن يتطلعوا إلى الآمال، وكان ذلك السبب الحقيقى الذى قامت الوزارة من أجله بعدد من السياسات والتشريعات بعد دراسات مستفيضة تصب فى صالح المزارعين، وتعمل على تنمية الزراعة من جانب وتتكامل مع الدستور وتحقق بنوده." وأوضح وزير الزراعة أنه لا يتم منح أى تراخيص ببناء معالف، أو مزارع للدواجن، أو أى مشروع آخر على الأراضى الزراعية القديمة، وأن كل ما يتم فى هذا الشأن عبارة عن مخالفات لابد من إزالتها، مشددا على أنه لن يفلت أى متعد من القانون، وأن إزالة التعديات لا تسقط بالتقادم، وسوف تنفذ عاجلا أو آجلا، ملقيا باللوم على المجتمع المدنى والقيادات فى القرى، لعدم تحركها ومقاومتها لهذه الظاهرة التى تهدد الثروة الزراعية ومستقبل الأجيال القادمة . وأشار أبو حديد إلى أن الحكومة تتبنى خطة لمواجهة التعديات، تعتمد على تفعيل قرى الظهير الصحراوى والتوسع فيها، فضلا عن إعادة تخطيط القرية المصرية وتحسينها، لتستوعب عددا أكبر من السكان، لافتا إلى تطبيق الضبطية القضائية لمهندسى حماية الأراضى، فور الانتهاء من الدورات التدريبية المنعقدة لها حاليا بوزارة العدل . وقال إن وزارة الزراعية تسعى لتعميم منظومة الزراعة التعاقدية، بهدف نقل القطاع الزراعى من الإنتاج للاستخدام العائلى أو المحلى، إلى نموذج الزراعة الاقتصادية، موضحا أنه فى ظل هذه المنظومة، توفر الدولة مستلزمات الإنتاج وتحصل على المنتج أو تيسر تسويقه من خلال جهات أخرى، وقد بدأ تطبيقها هذا الموسم فى محصول القمح والموسم القادم ستفعل على الأرز والذرة . وأضاف أبوحديد أن وزارة الزراعة تعمل على التوسع فى زراعة الذرة الصفراء على حساب الأرز غزير استهلاك المياه، موضحا أن فدان الذرة ينتج نحو 3،5 طن، وأن اتحاد منتجى الدواجن وافق على تسلم المحصول من المزارع بسعر تعاقدى قدره 300 جنيه لأردب الذرة الصفراء، مما يجعله محصولا مجزيا للفلاح بدرجة كبيرة . وتعهد وزير الزراعة بأن الحكومة لن تتنصل من الفلاح و لكنها فى الوقت ذاته تيسر عملية التسويق، لأنها لا تستطيع شراء كافة المحاصيل منفردة، مؤكدا أن الدولة ملتزمة بشراء محصول الذرة الصفراء بسعر 300 جنيه للأردب، إذا ما تخلى اتحاد مربى الدواجن عن تعهده، وكذلك فإن الحكومة متكفلة بشراء القمح من المزارعين بسعر 420 جنيها للأردب بزيادة 40 جنيها عن السعر العالمى. وأشار أبوحديد إلى أن مشكلة الأسمدة شهدت انفراجة كبيرة خلال هذا الموسم، حيث تم الانتهاء من توزيع أسمدة المحاصيل الشتوية بالكامل، وسيبدأ توزيع أسمدة الموسم الصيفى اعتبارا من أول مارس القادم، بغض النظر عن نوع الزراعة، على أن تستكمل بقية الاحتياجات على مراحل طبقا للمعاينة على الطبيعة. وقال وزير الزراعة إنه يجرى حاليا حصر الدرجات الخالية فى الجهاز الإدارى بالمحافظات لاتخاذ إجراءات تثبيت العاملين المتعاقدين بمديريات الزراعة بها . وكان وزير الزراعة ووزير الطيران المدنى ومحافظ الشرقية ومدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، قد شهدوا اليوم مؤتمرا شعبيا بقصر ثقافة الزقازيق، تم خلاله توزيع عقود وشهادات 50 فراطة ذرة على الجمعيات التعاونية الزراعية، التى تحتاجها بمناطق زراعة الذرة الصفراء، بمختلف مراكز المحافظة، وذلك بهدف زيادة مساحة زراعتها والحد من استيرادها من الخارج. كما تم تسليم عقود 75 عجلا عشار على صغار المزارعين، على أن يتعهد المزارع بتسليم العجول الوليدة إلى مستفيدين آخرين، وذلك بهدف نشر السلاسلات الجيدة وتنمية الثروة الحيوانية . وقام وزير الزراعة بزيارة معلف الإصلاح الزراعى بقرية "كفر الحمام" مركز الزقازيق، لتسليم رؤوس الماشية للمستفيدين، وتفقد الحقول الإرشادية للقمح بقرية "أبوحجاب" التابعة لمدينة "القنايا. وقال وزير الزراعة، مصرون على تطوير وتنمية الريف، مما يفتح أبواباً هائلة لفرص العمل، والحياة الجديدة المتطورة، وخاصة وأنه لم يعد هناك جدل بأن حق العمل فى حد ذاته هو حق فى الحياة، والتأكيد على قيمة الإنسان ووجوده، فالريف المصرى قادر على رفع قيمة الإنتاج الزراعى، وتعزيز عناصره العاملة فى الحقول الخصبة، وخدمة الإنتاج الزراعى فى كافة مراحله.