, مصريا كان أو غير مصرى مسلما كان أو غير مسلم, عربيا كان أو غير عربى أنتم تخرجون بذلك عن الإسلام, فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده, وأخشى عليكم جميعا من غضب الله , فإن غضبه لشديد وإن عذابه لواقع , فأين حبكم لله وخوفكم منه وحرصكم على رضاه ومحبته, فلا أراكم تغضبون لغضبه أو تفرحون لفرحه, وأين حبكم لدينكم وحرصكم الشديد عليه وعلى صورته امام العالم ؟ وأين وطنيتكم وحبكم لمصر يا من تنتسبون لها؟ أهانت عليكم مصركم كى تدمروها بأيديكم وتخربوها وتحرقوها وتقتلون من يدافع عنكم ويحرسكم فى حدود مصر وغيرها ممن يعمل بالجيش أو الشرطة وهم أولادكم وأخواتكم وأولاد عمائمكم , مع من تقفون؟ أتقفون مع عدو لا يرحم كبيرا ولا صغيرا ولا يفرق بين شيخا كبيرا أو امرأة أو حتى طفلا رضيعا , أتستجيبون لندائه وتتركون نداء أمكم مصر من تأكلون من خيرها وتعيشون على أرضها وتشربون من مائها. هل هذا هو وفاؤكم لها؟ أتضعون يدكم فى يد عدو مصر وتحققون له ما يريد, الذى لو أراد أن يحاربنا حقا بمعركة حقيقية جيش أمام جيش وعدة أمام عدة وذخيرة أمام ذخيرة فلن يقدر علينا , كما انتصرنا عليه سابقا فى حرب اكتوبر1973 وهو لن يجد أفضل منكم ليحارب جيش مصر بدلا منه , أتحسبون أن يد مصر مغلولة لا تستطيع أن تردعكم جميعا؟ لا والله هى قادرة على ذلك وأكثر, أم أنكم تستهينون بها ولا تعرفون مدى قدرتها وصبرها عليكم, فلا تستغلون حرصها عليكم لأنكم أبناء مصر, فأنتم الآن أعداء لمصر تقفون مع إسرائيل فى حربها على مصر وتساندونها حتى تدخل مصر , فلا تجعلوا صبرها ينفذ وتعرفوا فعلا وقتها معنى الألم, وتعرفون أيضا معنى الوطن, فالوطن ينعم به فقط كل محب له لا يعرف الحقد والغل والحسد إلى قلبه طريقا, فالوطن هو السكينة والأمان والاطمئنان وإنسان بلا وطن كإنسان بلا هوية أو عنوان. ويا من لم تلوث يده منكم حتى الآن بدماء الأبرياء ولم يساعد حتى على ذلك أحرصوا على وطنكم ولا تدمروه وتحرقوه فتفقدوا هذا الأمان وهذه الأرض الصلبة التى تقفون عليها الآن, واجتهدوا وسارعوا إلى فعل الخيرات وكونوا لها سباقين , تهنأوا فى حياتكم وتكونوا قدوة لغيركم من عباد الله الصالحين وأحبابا لله, ويحببكم ويجزل لكم العطاء وتتفتح لكم كل الأبواب المغلقة, وتقضوا بذلك على الفتنة ولا تساعدوا على نشرها. ولا داع للتظاهرات الغير سلمية والتى تدعون بسلاميتها وهى لها أغراض أخرى غير ما تعرفوه انتم أو غيركم من الشباب, فهى ستساعد على زيادة كره الناس لكم وساعتها لن تستطيعوا أن تظهروا فى النور وسوف تختبئون تحت الأرض كخفافيش الظلام واخشى عليكم من ذلك , فاليوم تتنكرون من أنفسكم وإلى من تنتمون, ولا عجب فى ذلك فقد فعلها أكابركم وادعوا ذلك, وغدا سوف تختبئون ولا تستطيعون أن تفصحوا عما بكم من آلام, فلماذا هذا كله؟ ولماذا تخربون وتدمرون وتحرقون وترهبون الناس؟ ولماذا هذا الانقسام الذى أراه فى كل مكان ألستم جميعا مسلمون, فالمسلم لا يروع مسلما ولا يفزعه كما قال لنا الرسول الكريم: (وروى عن عامر بن ربيعة رضى الله عنه أن رجلاً أخذ نعل رجلٍ فغيَّبها وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلمٌ عظيم) فهل عرفتم أنكم ظالمون لغيركم , فأنتم والظالمون سواء. أمن أجل رئيس ضعيف لم يقيم حدود الله ولم يمنع الخمر ولم يقفل الكباريهات ولم يصلح من حال مصر ولا حتى ساند شبابها الذى وقف معه يسانده وكله أمل أن تتحقق كل أحلامه وأماله وكيف كان سوف يحميكم لو بغى عليكم باغ أ وظالم أو أراد بكم عدوكم السوء, واعرفوا أنه لو كان مع الله ويعمل لله فقط ما تركه الله أبدا وتخلى عنه , قال تعالى: (إن تنصروه ينصركم ويثبت أقدامكم ), فقد أعطاه الله الفرصة ولكنه لم يفعل شئ وارتضى أن نأكل جميعا من مال حرام, وازدادت الأمور سوءا هل ترضون بذلك؟! فكونوا مع الله يكن الله معكم ويجعل لكم مخرجا, وسارعوا بالتوبة إليه وادعوه كى يستجيب لكم ويرفع مقته وغضبه عنكم وعنا جميعا واتبعوا تعاليم الإسلام الذى ارتضاه لكم رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) حين قال: ( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا) ولا تقتلوا النفس التى حرم الله قتلها ولا تفرحوا بقتل جنودا أبرياء كل ذنبهم أنهم يؤدون واجبهم ويعملون على حمايته ولا تعينوا على ذلك أو تساعدوا عليه ولو بالكلمة أو بالإشارة مثل اليد التى اتخذتموها رمزا لكم مما يجعلكم مختلفين عن باقى المسلمين, قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىء ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) الأنعام 159. وعليكم ألا تنضموا إلى جماعات تحمل صبغة دينية ظاهرها الخير وباطنها الوصول إلى الحكم, فتحاسبوا على تفريق أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ونشر الفتنة بين الناس, قال تعالى) قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) الكهف 103/104 الحياة ليست معركة بين اثنين فيها غالب أو مهزوم وإنما هى شراكة بين الجميع لبناء وطن نعيش فيه بأمان وتوبوا عباد الله وكونوا من المتقين.