ما يحدث حالياً بين مقدمى البرامج الرياضية على القنوات الفضائية من حوار ردئ ملوث للآذان وأعين المشاهدين، يدعو إلى القلق بشدة، خاصة بعدما أكدت الفترة الماضية أنه كلما زادت جماهير نجم إعلامى كلما زاد بطشه بكل من حوله، فى الوقت الذى يستوجب عليه تقديم معلومة أو خبر أو موضوع مفيد للجماهير والبسطاء من عشاق الرياضة، الذين وقفوا حائرين بين هذا وذاك، وأصبحوا ينتظرون بقعة من الضوء من أجل العودة إلى المسار الصحيح، والبعد عن التضليل والكذب الذى يزيد من حيرتهم ويؤدى بهم إلى الإحجام عن متابعة هذه البرامج. المشادات الإعلامية زادت حدتها بين النقاد ومقدمى البرامج الرياضية، لاسيما بعدما تحول الدور من مناقشة القضايا الرياضية فيما يخص المصلحة العامة بإفادة المشاهدين بكل ما هو جديد إلى مجال لتصفية الخلافات ومجال تصب فيه الأهواء والخلافات الفردية، حتى وصلت إلى ساحات القضاء بالمحاضر التى يحررها الإعلاميون لبعضهم داخل أقسام الشرطة. من أبرز تلك المشادات، ما حدث لشوبير مقدم برنامج "الملاعب اليوم" بقناة "الحياة" إثر سقوطه الأخير فى أزمة مع مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك الأسبق وقيامه بمحاربة الأخير، ونفى كل ما ردده بشأن "السى دى" الذى يحمل له ألفاظا خادشة للحياء واتهامات بجلبه للمواد المخدرة داخل مصر، فضلاً عن صراعه السابق مع خالد الغندور فى المعركة التى نشبت بينهما بسبب انتقاد الغندور له على خلفية حديث شوبير عن قرارات خاصة باتحاد الكرة الذى كان يعمل به كنائب لمجلس إدارته. لم يختلف الحال كثيراً بالنسبة إلى الدكتور علاء صادق الذى ترك برنامجه "هنا القاهرة" على الهواء بقناة "مودرن سبورت"، بعد أن علل ما حدث منه بالانسحاب من استكمال عقده مع القناة بأنه تعرض لحملة شرسة من زميله بالقناة مدحت شلبى بقوله إنه لن يستطيع العمل مع الجهلاء بعدما وصفه شلبى بأنه "بغبغان" كثير الكلام، وهو ما أدى إلى توتر العلاقة بينهما على حساب المشاهد المصرى. كذلك الحال للإعلامى كريم حسن شحاتة من خلال برنامجه بقناة "الفراعين" الذى دافع بضراوة عن والده حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب المصرى والذى تعرض لحملة شرسة من الإعلامى محمد شبانة مقدم برنامج "كوره أون لاين" بقناة "مودرن سبورت"، بسبب استبعاده للاعب أحمد حسام "ميدو" من صفوف المنتخب، حيث وجه شبانة إلى حسن شحاتة سيلا من الانتقادات اللاذعة وهو ما جعل كريم يقوم بالدفاع عن أبيه وتأكيده على أن شبانة لا يفقه شيئا فى كرة القدم. الخلل المتواجد حالياً فى البرامج الرياضية، جعل مقدميها يدخلون "قفص الاتهام"، أمام المشاهدين، حيث إنه مع مرور الوقت، أصبحت حالة البرامج الرياضية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم لتقترب من مرحلة الانهيار النهائى فى الوقت الذى يقف فيه مقدمو هذه البرامج يضحكون ويتفننون فى كشف فضائحهم أمام مرأى ومسمع من الجميع، وتناسوا هؤلاء أن واجبهم هو انتشال الإعلام الرياضى الذى يغرق يوماً بعد يوم بعد مشهد "الخناقات" المستمرة على شاشات البرامج الرياضية ووصف مقدمى هذه البرامج لبعضهم بأقذع الألفاظ.
