سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
9 مشيرين فى تاريخنا العسكرى الحديث. . طنطاوى ارتبط مصيره بمرسى. . وأبو غزالة أبعده الصدام السياسى. . ومحمد على فهمى شارك فى صناعة نصر أكتوبر بحائط الصواريخ.. وعبد الحكيم عامر مازال مصيره غامضا
"المشير" ليس مجرد لقب يحصل عليه صاحبه، ولكنه يتحول لمثابة دور يشارك به فى تأريخ المرحلة السياسية الموجود بها، "فالمشير" هى أسمى وأعلى رتبة عسكرية فى القوات المسلحة المصرية، ولا يصل إليها إلا القائد العام للقوات المسلحة، ولا يسمح أن يكون هناك أكثر من مشير واحد فى الخدمة فى نفس الجيش. وفى تاريخ العسكرية المصرية الحديث نال 9 قادة رتبة المشير، وكان لكل منهم دورهم العسكرى والسياسى البارز، كما اختلفت التقديرات بشأن مسار كل منهم، ليبقى كل منهم حتى الآن مجالا للتأريخ والجدل السياسى فرغم مرور ما يزيد عن ثلاثين عاما على وفاة المشير عبد الحكيم عامر، إلا أنه حتى الآن لم يستدل على سبب وفاته هل هو قتل أم انتحر، وبقيت نهاية أبو غزالة لغزا كبيرا لا يعرف أحد لماذا أصر مبارك على عزله وهل كان سيقوم بانقلاب عسكرى ضده؟، وتبقى حتى الآن إقالة المشير طنطاوى محل جدل، فهل فضل البعد عن السلطة بعد وصول مرسى للحكم، أم أن مرسى فضل عزله ليستأثر بالسلطة وحده. وكان المشير عبد الحكيم عامر، أحد رجال ثورة يوليو1952، وصديقاً مقرباً للرئيس جمال عبد الناصر وصلاح نصر ووزير الحربية حتى حرب 1967، التى خطت هزيمتها نهايته فأعفى من كافة مناصبه, وقيل إنه أقدم على الانتحار بسبب تأثره بالهزيمة وقال آخرون إنه قتل مسموما. وكان المشير أحمد بدوى سيد أحمد، وزير للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الأسبق، وأحد قادة حرب أكتوبر المجيدة، وحصل على رتبة المشير شرفيا، بعد وفاته فى 2 مارس 1981، بحادث تحطم مروحيته. أما المشير محمد على فهمى فكان قائدًا لقوات الدفاع الجوى المصرى، فى 23 يونيو عام 1969، وظل قائدًا للدفاع الجوى أثناء حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973، وكان له دور كبير فى النصر عن طريق قيامه ببناء حائط الصواريخ المصرى ولقب بأبو حائط الصواريخ، وبعد نهاية حرب أكتوبر 1973، تولى محمد على فهمى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وذلك فى عام 1975، وفى عام 1978 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مستشارا عسكريًا له، وتوفى فى لندن يوم الأحد 12 سبتمبر1999، وأصدر الرئيس مبارك فى الرابع من شهر أكتوبر1993، قرارا جمهوريا بترقيته إلى رتبة مشير تقديرا للدور البطولى الذى قام به بحرب أكتوبر. أما المشير فؤاد ذكرى فهو قائد القوات البحرية فى حرب أكتوبر 1973 م، ومخطط لعملية المدمرة إيلات عام 1967 م، ويعد أبرز قادة القوات البحرية فى تاريخ مصر، وحصل على الرتبة شرفيا بعد وفاته وشغل المشير محمد عبد الغنى الجمسى، منصب رئيس المخابرات الحربية (1972) ورئيس أركان القوات المسلحة (1973) ووزير الحربية (1974)، تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا فى التاريخ، كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية يعتبر آخر وزير حربية فى مصر، حيث تم استبدالها بوزير الدفاع. وتقاعد بناء على طلبه فى 11 نوفمبر 1980 وتوفى عن عمر يناهز 82 عاما بعد صراع طويل مع المرض، فى 8 يونيو2003. وكان المشير أبو غزالة وزير دفاع مصر فى أواخر عهد محمد أنور السادات وبداية عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، لعدة سنوات حتى سنة 1989، شارك فى حرب أكتوبر 1973 قائدا لمدفعية الجيش الثانى. وأقاله الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك من منصب وزير الدفاع سنة 1989، واعتبر الكثيرون القرار وقتها مفاجئاً وفسره البعض على أن الغرض منه التخلص منه لتزايد شعبيته فى الجيش، وتخوف مبارك من أن يقوم بانقلاب عسكرى ضده. وكان المشير محمد حسين طنطاوى قائدا عاما للقوات المسلحة المصرية، وعمل كوزير للدفاع والإنتاج الحربى، ولد لأسرة مصرية نوبية، تخرج فى الكلية الحربية سنة 1956، ثم كلية القيادة والأركان شارك فى حرب 1967، وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة، وبعد الحرب، وحصل على نوط الشجاعة العسكرى، ثم عمل فى عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر فى باكستان، ثم فى أفغانستان، تدرج فى المناصب حتى أصبح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة فى عام 1991، وحصل على رتبة المشير فى 1993. وأنهى خدمته أحيل للتقاعد بقرار رئاسى من الرئيس السابق محمد مرسى فى 12 أغسطس 2012، ومنح قلادة النيل وعين مستشارًا لرئيس الجمهورية. ويعتبر المشير عبد الفتاح سعيد خليل السيسى مواليد (19 نوفمبر 1954)، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ووزير الدفاع الرابع والأربعين منذ 12 أغسطس 2012 هو أحدث قائد عسكرى مصرى يحصل على رتبة المشير، تقديرا لعطائه المتميز فى خدمة الجيش المصرى ورفع مستواه التدريبى. وتخرج المشير السيسى فى الكلية الحربية عام 1977، وعمل فى سلاح المشاة، وعين قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، واليوم أجريت مراسم تقليده رتبة المشير ليكون تاسع مشير فى تاريخ العسكرية المصرية الحديثة.