صدر عن الدّار المصرية اللبنانية، كتاب جديد بعنوان "حكاوى كويتى" للكاتب والمذيع الكويتى صالح الشايجى. يمثل هذا الكتاب خلاصة قراءات وتجارب "صالح الشايجى"، ويضم سبعة أبواب كبيرة هى على التوالى "بناتى الحبيسات، تعالوا نختلف، السياسة رقص على جثث الموتى، المدن زوّادة الزمن، الغناء المسلح، المرأة أين ذلك النصف؟ ومحطة أخيرة". الباب الأول من الكتاب بعنوان "بناتى الحبيسات" يصدّره المؤلف بمقولة "حينما لا تجد ما تكتبه .. فأعلم أنك تكتب أجمل ما عندك"، وفيه يعالج صالح الشايجى الأمور المتعلقة بالكتابة وأهميتها ودورها، والبحث عن الحقيقة، وهل إذا عثر الكتاب والفلاسفة على هذه الحقيقة سيعلنونها ويكفون عن الكتابة؟ أم سيستمرون فى تغطيتها ليصبح لوجودهم معنى ولا يتحولون إلى مجرد عاطلين لا يجدون ما يفعلونه؟ وفى فصل بعنوان "أنا العربى" ينعى المؤلف على العرب افتخارهم بالذات وإغراقهم فى هذا الافتخار دون الانتباه إلى أن العالم يتغيّر ويطوّر وينتج إلا هم ويقول فى هذا الفصل "أنا العربى أكتب بورق أمريكى على ورق نمساوى، أرسل ما كتبته بواسطة فاكس يابانى، لتطبعه الجريدة فى مطبعة ألمانية، ويقرأه القارئ مستعيناً بنظارته الطبية الإنجليزية". الباب الثانى بعنوان "تعالوا نختلف "يصدّره الكاتب بمقولة "القراءة نصف الوجع، والكتابة الوجع كله، وفيه يعالج معارك الشعراء والكتاب، بادئاً بكتاب "شرائع إبليس فى شعر أدونيس" لصالح عضيمة، ويصفه بأنه "حرب مدمرة لأدونيس ولكل من قرأه وتأثر به، وربما سار على نهجه " مروراً بكتاب محمد سليمان الأحمد وكتابه " هذا هو بدوى الجبل؛ ثم يتحول الكاتب بعد ذلك إلى المقارنة بين قصيدتى الحصرى القيروانى "ياليلُ الصب متى عذه"، وقصيدة أحمد شوقى مضناك جفاه مرقده، ثم يقارن بين غناء عبد الوهاب وأنغام لقصيدة أحمد شوقى منتصراً لأنغام على عبد الوهاب. وفى فصل بعنوان "الحقيقة خطأ شائع" يحمل الكاتب على الأديبات العربيات اللائى فهمن المساواة فهماً خاطئاً. الباب الثالث بعنوان "السياسة رقص على جثث الموتى"يعالج فيه موضوعات مثل "كذبة التاريخ الكبرى" ويؤكد أن التاريخ لم يكن صادقاً يوماً، فمن يكتبه هم المنتصرون، وكذلك "خيمة الدستور" أو فتنته فى دولة الكويت. وفى فصل "دماء وأصوات" يقف المؤلف طويلاً أمام أسباب فشل الثورات العربية، بسبب ركوب أصحاب اللحى هذه الثورات فيقول "وأظننى فى غنى عن القول بأحقية المسيحيين بالثورة أكثر من أحقية المسلمين بها، فيما لو أخذنا الثورة على المنحنى الدينى، على اعتبار إحساس المسيحيين بنقصان حقوقهم فى بعض تلك البلاد، أما المسلم فلا غبن ولا انتقاص من حقوقه الدينية. كما يعيب المؤلف على الشعوب العربية تخاذلها عن الالتفاف حول مشروع وطنى جامع كما فعلت أيام الاحتلال، فقدّمت الدماء والتضحيات فى سبيل الحرية والاستقلال وطرد المستعمر، فماذا فعلت بالحرية والاستقلال؟ والباب الرابع يتحدث المؤلف عن عشقه وارتباطه ببعض المدن العربية مثل دمشق، وبيروت، ودبى التى يصفها بأنها "الأسطورة المسحورة"، وهى كذلك لأنها مدينة للعالم كله، وللحضارة الإنسانية كلها، ليست لأبيض دون أسود، ولا لطويل دون قصير، ولا لغنى دون فقير، ولا لعربى دون أعجمى". أما الباب الخامس فيخصصه المؤلف لعلاقته بالغناء ورؤيته لبعض المطربين العرب، وسرقة الألحان، وفيروز ووردة وصباح وشادية. وعن وضع المرأة فى العالم العربى يخصص المؤلف الباب السادس وفيه يرى أن مقولة "المراة نصف المجتمع" مقولة مغشوشة وزائفة، ويتساءل : هل هذا الانتصاف عددى؟ الباب الأخير من الكتاب يسميه المؤلف "محطة أخيرة"، وفيه يتأمل الكاتب مقولة "الزمن الجميل"، ويتساءل أى زمن هو الجميل وبالنسبة لمن، فهذه مقولة يقولها الشاب والعجوز، ويتذكر المؤلف بعض من رحلوا مثل الكاتب المصرى "جلال عامر" الذى يصفه صالح الشايجى بأنه "نهر ضحك ثرى وبحيرة سخرية لا تتبخر".