وجهت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى افتتاحيتها، انتقادات حادة لتركيا بسبب سياستها فى الداخل والخارج، وقالت تحت عنوان "تركيا: الوعظ وليس الاستماع" إن تركيا جديدة قد ظهرت خلال سنوات رئيس وزرائها الحالى رجب طيب أردوغان فى الحكم، ويحتاج أردوغان وحزبه إلى التعايش مع الواقع الذى خلقوه. وتتابع الصحيفة قائلة: خلال كل الإحباطات التى أعقبت الربيع العربى، كان الليبراليون داخل وخارج الشرق الأوسط، قادرين على أن يقولوا إن تركيا قدمت دليلا على إمكانية التوفيق بين الإسلام والديمقراطية، لكن ما حدث مؤخرا يشير إلى أن هذا الاعتقاد محل اختبار قوى. فالجانب الأكثر قسوة من نظام تركيا، تم الكشف عنه للعالم هذا العام، عندما أساء أردوغان التعامل مع المظاهرات فى جيزى بارك بأسطنبول، فحول مظاهرة إلى احتجاج على صعيد البلاد ضد نمط حكمه، ضمت الملايين من الناس، وأظهرت تصريحات أردوغان خلال الأزمة، أنه لا يفهم، ولا يحترم آراء معارضيه، وتولى الأعضاء الأكثر اعتدالا فى حزبه العدالة والتنمية، مهمة استعادة الهدوء، لكن ما لم يكن من الممكن استعادته هو مصداقية أردوغان، لاسيما لدى جيل الشباب والأصغر سنا. و أدت الاحتجاجات على إعادة النظر فى التغييرات التى شهدتها تركيا منذ انتصار العدالة والتنمية فى الانتخابات عام 2002، فقد حدثت العديد من الأشياء الطيبة بعد ذلك، فقد وضعت الأقلية الأتاتوركية التى ظلت تهيمن على الحكم لعقود فى حكمها الحقيقى، وكذلك الحال بالنسبة للجيش التركى، وتعزيز الاقتصاد، وتم اتخاذ خطوات نحو تسوية مع الأقلية الكردية المهمشة. ومثل هذا نوع من التحرير، إلا أن الطريقة التى تم بها، أثارت معارضة فى بعض الأحيان، فتم الدفع بالنخبة العلمانية القديمة خارج النظام، وتم إغراق الجيش بتحقيقات عن مؤامرات للانقلاب، كانت الأدلة الخاصة بها إشكالية، ووضعت الكثير من الضباط، والصحفيين خلف القضبان، مدى الحياة. والآن هناك استهداف لحلفاء الساقين للحرية والعدالة فى حركة هيزمت الإسلامية المعتدلة، ربما لأن حصتهم الصغيرة من الأصوات، قد تؤثر على التوازن لصالح المعارضة فى الانتخابات القادمة. وفى غضون ذلك، يواصل أردوغان إرشاد الأمة فى كل شئ، بدءًا من النظام الغذائى، وحتى تنظيم الأسرة، فيقول إن كل أسرة يجب أن يكون لديها ثلاثة أطفال، لكنه يجب أن يستمع أكثر من أن يرشد، لو كان قادرًا على هذا، وهو أمر يظل محل تساؤل.