إن الإنسان دائما وفى كل مكان يتعرض للامتحان بداية من مولده وحتى بعد مماته وسيتم كشف الحساب يوم الحساب وطالما كنت مسئولا عنا فأنت مطالب بكشف حسابك لنا لتخبرنا ماذا فعلت وما قدمت لنا ؟! خاصة وأنك ستظهر كثيرا فى الأيام القادمة حتى تحصل على المراد و بعدها يختفى نجمك ولا كأنك لابس "طاقية الإخفاء". إن حديثى هنا لنواب مجلس الشعب الذين نرى الكثير منهم يظهرون فقط فى المناسبات، سواء أكانت مآتم أو أفراحا، و طبعا بكل تأكيد لا ينزلون إلا ل"كبارات الدائرة"، وإلا أصبح النائب كشبه منحرف إذا قرر النزول بين أبناء دائرته فى غير المناسبات. لقد أصبح السعى نحو البرلمان بهدف الحصول على المنافع الشخصية فقط، فلكى تحصل على حصانة ووجاهة اجتماعية فسر على بركة الله نحو المجلس ولا تقلق كله فى السليم، لأننا جامدين أوى، هننجح هننجح لأننا ونطبق المثل اللى يقول "أطعم الفم تستحى العين"، وطالما قادرين ومعانا رزم عشرات وميات نقطع نصف الورقة والنصف الثانى ستحصل عليه بإذنه بس لما انجح يا حلو الأول. وترى مجلس الشعب بكافة فئاته عمال وفلاحين وطنى أو إخوان، مستقلين أو معارضة يشجبون وينددون وفى النهاية يوافقون، حيث يعرض سيادة الريس بتاع المجلس القرارات واللى موافق يرفع أيده.. طب بتعرف عددهم إزاى بقى حضرتك؟!، و لا دى خبرة بالنظر نشوف، ونتأكد ووقتها نقول "موافقة " !! . وأفضل ما فى المجلس أن يكون هناك نواب وهم فى الوقت نفسه وزراء ووقتها ينطبق عليهم قول الشاعر: يا أعدل الناس إلا فى معاملتى.. فيك الخصام وأنت الخصم و الحكم. وهذه أعجوبة فإذا كان هناك نائب يرى خطأ على الحكومة فستجد الحكومة نائبا يدافع عنها وهو منها ويبقى زيتنا فى دقيقنا ويا بخت من نفع واستنفع. لا أنكر أن هناك نواب لهم جهودا مضنية فى دوائرهم ويعلمون بحق أهمية هذا المنصب الذى يمثلونه ويخدمونه ويلبون مطالبه بقدر المستطاع، إلا أن الطريف والمحزن فى الوقت نفسه أن هناك نوابا يظهرون فى شهر رمضان والأعياد فقط، فما أن تأتى هذه الأيام العطرة حتى يرسموا بلوحاتهم على صفحات تلك الأيام ما بين لافتات وهدايا كلها تهنئ أبناء الدائرة الكرام الذين يعيشون معهم فى كل رخاء بفضل أعمالهم الحثيثة !!.. ليؤكدوا لهم أنهم خرجوا أخيرا من الإنعاش وربنا قومهم بالسلامة ولحكمة يعلمها سبحانه وتعالى سيختفون بعد الانتخابات، ولكن اطمئنوا سنظهر كما عودناكم فى أقرب مناسبة !! ومن ضمن هذه الأعاجيب أن نظام الاحتراف موجود داخل المجلس فمن كان مستقلا يصبح وطنيا ومن كان فى حزب "علان" ينتقل لحزب "فلان" أى لا توجد كما يقول الخبراء - من الكلمات الكبرى المجعلصة – أيديولوجيات وتوجهات فكرية لدى هؤلاء النواب، فقط نحن مع المفيد لنا طالما أنه لن يقرب من حصانتنا أو مصالحنا فنحن معه دائما. إن لسان حال هؤلاء النواب نراه لا يتفق مع كل ما يوعدون به أهل دائرتهم قبل الانتخابات، لأنه بعد الوصول فإن ما قيل ليس عليه حساب، فهم سيقولون: هو حد يحاسبنا على كده !!، ده الكلام ببلاش يا جدع، وبعدين إحنا فوق الجميع زى الأهلى كده، فأصبح النائب غير المناسب فى المكان غير المناسب، حيث يتجمع فيه الكثير من من يفضلون مصلحتهم و أصبحوا من "بتوع المجلس" لا نوابا للشعب.