رأى الكاتب الأمريكى توماس فريدمان أن الاتفاق النووى الإيرانى الذى يسعى فريق الإدارة الأمريكية لإبرامه الآن سيصب أساسا فى مصلحة الولاياتالمتحدة. وأضاف الكاتب الأمريكى فى مقال له أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها اليوم الأربعاء أن إبرام صفقة على المدى القصير ورفع بعض العقوبات الاقتصادية، سيؤديان إلى تجميد المركبات الأساسية فى البرنامج النووى الإيرانى، ولكن ما يستحق رفع كافة العقوبات هو تقويض قدرة إيران على بناء قنبلة نووية بصورة نهائية. ولفت إلى أن عددًا من حلفاء الولاياتالمتحدة، ومن بينهم إسرائيل، يرون فى الهجوم العسكرى على إيران خيارًا وحيدًا، لافتا إلى أن "إسرائيل ودولا خليجية لا تثق بإيران، وتريد إبقاءها معزولة وضعيفة، ولا تثق بالنظام الإيرانى". ومع ذلك، أكد فريدمان أنه بدون الضغط على إيران من قبل إسرائيل وبعض حلفاء واشنطن وفرض عقوبات دولية عليها، لم تكن إيران لتقدم حتى اليوم على تقديم أى تنازلات. ونوه فريدمان إلى أن "الولاياتالمتحدة ليست محامى دفاع عن إسرائيل ودول الخليج التى تمثلها فى المحادثات مع إيران حول البرنامج النووى، فواشنطن لها مصالحها الخاصة التى ترغب فى حمايتها أيضا، والتى تتضمن ليس فقط رؤية قدرات إيران النووية منخفضة، وإنما وضع حد للحرب الباردة بين إيرانوالولاياتالمتحدة التى بدأت منذ 34 عاما، والتى أثرت سلبا على مصالحنا ومصالح حلفائنا فى المنطقة". ومن ثم، حث فريدمان الإدارة الأمريكية على ضرورة تبنى نهج أكثر وضوحا بشأن الحفاظ على المصالح الأمريكية فى مواجهة الجهود الإسرائيلية والخليجية لعرقلة إبرام الصفقة النووية الإيرانية، مؤكدا أن الصفقة مع إيران تخدم الولاياتالمتحدة، إذ إنها تمهد الطريق لمعالجة مجموعة كاملة من القضايا الأخرى بين واشنطنوطهران. ومضى يقول "إن إيران حليفة لعدة دول تشكل مصدر قلق للأمن القومى الأمريكى، ومن بينها سوريا والعراق وأفغانستان، فضلا عن الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى، الإرهاب، أمن الطاقة، والانتشار النووى. وقد أسهم تصاعد حدة التوتر مع إيران فى تفاقم هذه القضايا، لذا فحدوث انفراجة دبلوماسية مع طهران قد يساعد بدوره فى تهدئة الأوضاع المتعلقة بتلك القضايا ". ودلل فريدمان على ذلك بالدور الحيوى الذى لعبته إيران فى مساعدة الولاياتالمتحدة على هزيمة حركة طالبان فى أفغانستان عام 2001، وهو ما يمكن أن يتكرر مرة أخرى الآن لمساعدة القوات الأمريكية على الانسحاب من أفغانستان بحلول عام 2014 وبدون أن تستعيد طالبان السيطرة مرة أخرى على الأراضى الأفغانية". علاوة على ذلك، أشار الكاتب إلى أنه لا يوجد ما يشكل خطرا على منطقة الشرق الأوسط أكثر من الشرخ الطائفى بين السنة والشيعة، الذى يخدم الرئيس السورى بشار الأسد وجماعة حزب الله اللبنانية وبعض زعماء العرب. واختتم الكاتب الأمريكى توماس فريدمان مقاله- مستشهدا بقول أحد مستشارى الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وهو من أصل إيرانى، حيث يقول "إن هناك فى الشرق الأوسط من يفضل حربا قبلية لا تنتهى، ولكنها ليست حربنا".