المذيع الذى يلتف حوله الجمهور له مفردات عديدة تجتمع لتكوين شخصية قادرة على أن تجمع حولها الجمهور، وتتزعم أفكاره أما المذيع المحاور فعليه المهمة الأصعب إذ يتطلب منه أن يتمتع بشخصية قوية تقود من أمامها فى الحوار ولها حضور متميز على الشاشة تجبر المشاهد أن يجلس أمامه وينصت باهتمام واحترام، فيما يناقش أو حتى يسرد، المذيعة التى تملك هذه الأدوات تضع قيمة البرنامج والحوار حتى لو كان الضيف ليس من السوبر ستار بل إنها تصنع نجومية ضيفها وكم من نجوم صنعتها البرامج. ولدينا نموذج ملىء بهذه المفردات مثل الأسطورة هالة سرحان التى بلورت شكل المذيع المحاور فى شكل يعد ماركة مسجلة باسمها، ذلك مقابل نموذج آخر لبرنامج الجريئة لإيناس الدغيدى من إنتاج نايل سينما لنرى تجربة لبرنامج حوارى تقدمه مخرجة سينمائية اشتهرت بإثارتها للجدل واتهمت بالإساءة إلى المرأة وقد يكون هذا ما اعتبره القائمون على البرنامج دلالة على الجرأة. وإن كنت ممن يرفضون منهج المقارنة فى الإعلام إلا أن الظروف فرضت المقارنة بين هالة سرحان التى جعلت من روتانا القناة الرسمية فى مصر والوطن العربى، وإيناس الدغيدى التى حاولت أن تحل محلها وتسد ذلك الفراغ الذى تركته هالة عقب رحيلها من روتانا من خلال برنامج "السينما والناس مع إيناس" ورسبت فى الاختبار الأول لها كمذيعة رغم سمعة البرنامج وانتشاره آنذاك. ولا أحد يفهم لماذا تمت الاستعانة بإيناس الدغيدى فى نايل سينما؟ رغم تجربتها الغير الموفقة فى روتانا وجاء برنامجها "الجريئة" خاليا من أى حوار فعال حيث تصر على الحديث مع ضيوفها فى الحلقات وبعضهم أصدقاؤها عن الجنس واختياراتهم الخاصة بعيدا عن السينما أو الرسالة السينمائية التى من المفترض أن تقدمها نايل سينما قناة السينما الرئيسية حسبما يدعى القائمون عليها، وهو ما يتضح أكثر فى نوعية الفنانين الذين لا يعتبرون من السوبر ستار مثل زينة التى ظلت إيناس تسألها عن حواجب تامر حسنى ما الذى يعجبها فيه وماذا تريد أن تفعل مع حبيبها "هتكون عاوزة تعمل معاه إيه يعنى" عندما رفضت زينة الحديث عن خصوصيتها قالت لها إيناس "أنت مش عاوزة تبقى جريئة"، أما محمد رجب فسألته عن تفاصيل علاقته الشخصية بزوجته ومع خالد أبو النجا فسألته عن علاقاته الجنسية خارج إطار الزواج أما خالد يوسف فسألته عن الشذوذ الجنسى وكانت المخرجة الكبيرة تحتاج قبل بداية برنامجها أن تشرح مفهوم الجرأة فى مفهومها الخاص. والمدهش أن رقابة التلفزيون المصرى التى تتعسف مع مشاهد التدخين التى تتضمنها المسلسلات وتعتبرها مشاهد مثيرة للغرائز فما موقفها مع هذا البرنامج الذى يعرض وقت الصيام ظهرا وهو يستعرض مفاتن المخرجة الحسناء وهى ترتدى جيبة فوق الركبة وملابس مكشوفة أخرى وتظل تتحدث عن مواضيع تعد خارجة بالنسبة إلى شهر رمضان الكريم وما يليق به من احترام مهما كانت الدافع ربما كانت تحتاج المخرجة الكبيرة أن تضطلع على مبادئ المهنة بدلا من أن تصبح مذيعة "برجليها"، وما ذنب المشاهد أن يرى فى شهر الصوم مفاتن سيدة تخطت الخمسين من عمرها ربما لكى يتعلم الفريضة.