أكد أحمد بهاء شعبان أحد النشطاء فى مجال حقوق الإنسان ومؤسس حركة كفاية، أن بداية هذه الإضربات كانت فى أواخر عام 2004، وكانت حركة كفاية هى أول من فتحت هذه البوابة، وأرجع أن السبب الرئيسى فى هذه الموجة من الاعتصامات هو غياب الحركة السياسية فى مصر وعدم وجود أحزاب سياسية حقيقية قادرة على التواجد فى الشارع والتواصل مع مشكلات المجتمع. ووصف أحمد بهاء شعبان الأحزاب المعارضة بأنها أحزاب ورقية جاءت لتكمل الديكور، مشيرا إلى أن الحياة السياسية الحقيقية انتهت عندما فرضت لائحة 79 على اتحاد الطلاب والتى تمنع ممارسة السياسية داخل الجامعات ووصفها بلائحة "متخلفة"، كما وصف أعضاء الحزب الوطنى بأنهم "بيدخلوا الحزب عشان كيس سكر أو ينقل ابنه من مدرسة إلى مدرسة أخرى". جاء ذلك فى مائدة الحوار التى عقدتها مؤسسة قضايا المرأة المصرية برئاسة عزة سليمان، وعرض فيها تقرير عن الإضرابات والاعتصامات خلال عام 2008 بعنوان " آهات وإضرابات"، والذى كشفت من خلاله أشكال الإضرابات فى مصر والتى تأخذ شكل الجلوس على الأرض أو الإضراب عن الطعام أو الوقوف أمام مؤسسات حكومية. وأشار التقرير إلى أن أغلب الإضربات كانت لمطالب شخصية مثل زيادة المرتبات أو تحسين الأوضاع داخل القطاع الخاص بالمضربين، ولم يحدث خلال هذا العام إضراب شامل من أجل مطلب جماعى. وأشار التقرير إلى أن نسبة مشاركة الذكور فى الإضرابات بلغت 36% والإناث 1% والمبادرات المستقلة 36% والأحزاب 24%، وجاءت المصرى اليوم على رأس الصحف اليومية التى اهتمت بتغطية الإضرابات بنسبة 43% وجريدة الأهرام 1% والبديل 32%. وأوضح د.أحمد الصاوى رئيس مجلس الأمناء بالمؤسسة، أن هذا التقرير الخامس الذى أعدته المؤسسة، وجاء اختيار موضوعه هذه المرة عن الإضرابات والاعتصام وحركات الاحتجاج لما كان فيه من لفت نظر الجميع لهذه الظاهرة التى وصفها بالإيجابية من جانب الشعب المصرى الذى بدأ يعرف حقوقه ويطالب بها. واستعجب الصاوى من أن 2% فقط من هذه الإضرابات تم تحريكها عن طريق الإنترنت، مؤكدا أن هذا مؤشر لضرورة وجود قوة بشرية على أرض الواقع سواء أحزاب أو منظمات المجتمع المدنى أو غيرها لتنظيم وتفعيل هذه الإضرابات. وأشار رئيس مجلس الأمناء إلى أن كل الحركات والإضرابات التى حدثت فى الفترة الماضية كانت جميعها مختلفة عن بعضها ولا يوجد أى شىء مشترك بينهما.