تشديد الإجراءات الأمنية بلبنان وجهود لتخفيف الاحتقان الطائفى

قالت مصادر أمنية وحزبية لبنانية، أمس الاثنين، إن إجراءات أمنية مشددة قد اتخذت لمواكبة مراسم إحياء ذكرى عاشوراء هذا العام، خاصة فى المناطق الشيعية الكبرى، بالتزامن مع جهود ودعوات لتنقيح الخطاب العاشورائى والابتعاد عن أى مظاهر قد تعتبر "استفزازية" من أجل التخفيف من الاحتقان السنى الشيعى.
وأوضحت المصادر لوكالة الأناضول، أن هذه الإجراءات الأمنية المشددة التى بدأت بتنفيذها القوى الأمنية اللبنانية والقوتين الشيعيتين الرئيسيتين فى لبنان حزب الله وحركة أمل، أتت نتيجة التخوف من حوادث أمنية قد تطال المجالس العاشورائية، على خلفية استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الرئيسى لحزب الله بتفجيرين إرهابيين فى شهر أغسطس الماضى، اتهم الحزب جماعات بالمعارضة السورية و"التكفيريين" بالوقوف وراءهما.
وتكثفت الإجراءات الأمنية حول الحسينيات والأماكن التى تقام فيها المجالس العاشورائية، حيث يعمد عناصر حزب الله وحركة أمل على إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية التى تحاذى تلك الأماكن، ومنع مرور أى سيارة خلال فترة إقامة المجالس التى تمتد من الساعة 7 إلى 9 مساء بالتوقيت المحلى (16-18 ت ج)، ابتداءً من مساء أمس الاثنين إلى 13 نوفمبر الجارى.
وقالت مصادر مقربة من حزب الله، إن قيادة الحزب قررت تعليق إجراء بعض المجالس العاشورائية هذا العام فى عدد من المناطق المختلطة مع المسلمين السنة "منعاً لحدوث أى احتكاك أو استفزاز أو إثارة للعصبيات المذهبية"، مشيرة إلى أن قيادة الحزب أصدرت تعليمات لقادة المجالس بضرورة الابتعاد عن استخدام تعابير من شأنها "إثارة الفتنة".
وأضافت المصادر، أن الإجراءات الأمنية التى قام حزب الله بتشديدها ورفعها إلى درجة عالية "للمرة الأولى" خلال مراسم إحياء عاشوراء، "ضرورية للحيلولة دون إفساح المجال للمجموعات التخريبية والتكفيرية من تحقيق مآربها المغرضة".