من يراجع السياسات العشوائية فى وزارتى الرى والزراعة؟ وافقتا على رى الأراضى الزراعية بمياه المجارى وخصصت مياه النيل لملاعب الجولف

12ملعب جولف فى مصر إضافة إلى 6 ملاعب أخرى يجرى إنشاؤها ستكون جاهزة بنهاية هذا العام أغلبها يروى بالمياه العذبة المخصصة للشرب والمياه الجوفية وبعضها يروى بمياه البحر المحلاة أو بالمياه المعالجة"العكرة" وهى أيضا مياه عذبة وحسب تأكيدات الخبراء يستهلك كل فدان من ملاعب الجولف 8 آلاف متر مكعب من المياه سنويا.
مصادر داخل وزارة الرى أكدت أن ملاعب الجولف فى مصر فى المدن الجديدة مثل الشروق والقاهرة الجديدة تروى بمياه نيلية وكذلك الملاعب الموجودة فى المدن السياحية بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى والتى تعتمد على مياه الآبار الجوفية حتى إن المنطقة أصبحت تعانى من الملوحة الشديدة بسبب السحب الجائر، وفى المقابل تورطت الحكومة فى رى مساحات شاسعة من الأراضى المزروعة بالخضراوات والفاكهة والمحاصيل بمياه الصرف الصحى بشهادة أحد المسئولين السابقين بوزارة الرى والذى أكد موافقة وزارتى الرى والزراعة على قيام الفلاحين برى مزارعهم بمياه الصرف بشرط تقديم شهادة من المعامل المركزية بوزارة الصحة تفيد عدم تأثر البنية الأساسية للتربة بنوعية المياه، رغم تورط بعض الوزارات فى كارثة الرى بالصرف فقد صدر قرار بإزالة المزروعات التى رويت بمياه الصرف.
وزارة الرى لم تتخذ أى إجراء ضد أباطرة الطريق الصحراوى أصحاب المنتجعات السياحية وملاعب الجولف رغم علمها بأنهم يعتمدون على المياه الجوفية بطريقة تضر بالخزان الجوفى، وكان الإجراء الوحيد من قبل وزارة الإسكان وتحديدا الشركة القابضة للمياه بأن قطعت مياه الشرب عن ملاعب الجولف والحدائق فى القاهرة الجديدة فقط، حيث قدرت الكميات التى كانت تروى بها الحدائق وملاعب الجولف بحوالى من 20 إلى 30 ألف متر مكعب يوميا من مياه الشرب، إضافة إلى 50 ألف متر مكعب يوميا كانت تستهلك فى عمليات البناء والإنشاءات العقارية.
المهندس سمير مدير الإدارة المركزية للمياه الجوفية بوزارة الرى سابقا أكد أن أصحاب ملاعب الجولف كانوا يستخدمون مياه الآبار الجوفية فى رى الملاعب وكان يتم تحرير محاضر ضدهم بسبب استغلال مياه الآبار فى غير الغرض المخصصة له وهو الزراعة واعتبار ذلك مخالفة للقانون وكذلك عمليات السحب الجائر، وأنه كان يسمح برى المحاصيل والخضراوات والفواكه بمياه الصرف المخلوطة بنسبة 50% بمياه نقية.
الخبير البيئى سامر المفتى قال نحن الآن نعيش زمن حكومة رجال الأعمال وملاعبهم تحظى باهتمام الحكومة أما البسطاء فليذهبوا إلى الجحيم والدليل السماح برى مزارع الخضراوات والفاكهة بمياه المجارى رغم أن القانون يجرم ذلك.
وأضاف المشكلة هى كيف يتم محاسبة أصحاب الحدائق وملاعب الجولف على تكلفة هذه المياه, والتى من المؤكد أنهم يحصلون عليها بسعر مدعم.