أقيمت أمس الجمعة ندوة تكريم المخرج التونسى ناصر خمير بمركز الإبداع الفنى خلال مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى فى دورته ال25، بحضور كل من رئيس المهرجان خيرية البشلاوى والناقد والمخرج سيد سعيد. قال المخرج ناصر خمير فى الندوة إنه لم يتعلم السينما فى مدارس أوروبيه أو حتى مدارس شرقية ولم يخترها كمورد رزق ومعظم الأفلام التى قدمها خسر فيها الكثير من الأموال حتى إن فيلم "بابا عزيز" كلفه 100 ألف دولار من ماله الخاص . إلا أنه يرى أن الحضارة تستحق أكثر مما نعطيها وأضاف خمير قائلا إن الاتجاه للسينما جاء بعد أن فقدت والدى فى سن الرابعة عشر ومع شعورى باليتم لا بمعناه البسيط لكن بما حمله من دلالات رسخت أيضاً بداخلى شعور اجتماعى وسياسى هو ما دفعنى لرفض هذه الحالة وتقديم عمل شخصى مثل "بابا عزيز" وأعنى بعمل شخصى أنه لا ينتمى إلا لى فأنا أرفض أن يوصف فيلمى بأنه فيلم تونسى لأنه فيلمى وكونى أحمل الجنسية التونسية لا يعنى أن تلتصق الجنسية به لأنه لا يعبر عن تونس بقدر تعبيره عنى. وأكد أن السينما التى يقدمها مغايرة لأن أبجديتها مأخوذة من الحضارة العربية وقال إن معظم النقاد لا يفهمون أفلامه لأن ثقافتهم وتكوينهم غربى، كما أكد أن كتاب الناقد سيد سعيد اقترب من قراءة أفلامه إلى حد كبير وأضاف أن بدايته كرسام ونحات وكاتب قصه شكلت جزءاً من بنائه وإذا كنا نتحدث عن شهادة النقاد فالقصيدة التى كتبها ناظم حكمت تقول إن الذى لا يستطيع أن يشهد لذاته فهو ميت وإن كان حيا؛ لذلك أردت من خلال السينما أن أكون شاهداً على نفسى ورأيت أن الرسم والنحت كدراسة تتوافق مع مرحلة السلم ولكن فى زمن الحرب يجب استخدام إمكانيات دفاعية بشكل آخر وهو ما وجدته فى السينما التى ارتبطت بها جذريا أثناء إقامتى فى باريس حيث سكنت غرفة بجوار "السينماتك" وكنت أشاهد العروض من بدايتها لنهايتها وهناك أصبحت السينما مرادفا للحرية والشعور بالجمال الذى أعتبره نفاذ للروح من خلال الفكرة والجمال عند المتصوفة مع الإعلاء من شأن الجمال الداخلى بعيداً عن الجمال الظاهرى المسطح فالحضارة العربية حضارة مقنعة لا للمرأة فقط ولكن للرجل أيضا فإذا ما أظهرت المرأة عينها فالخيال يذهب لأبعد من العينين ودورى مع تغير المجتمع أصبحت شاهدا لا فاعلاً ولكنى أمنح الأمل. وأجاب خمير على سؤال خيرية البشلاوى هل ثمة سينما عربية تعبر عن حضارتنا؟ قائلا هناك الكثير من السينمائيين الذين يصنعون السينما ويستعينون فى أفلامهم بمفردات شعبية أو عربية ولكن المشكلة تكمن فى إيجاد تواصل بين الحضارة الإسلامية والعربية والعالم المعاصر واختيارى لهذه النوعية كان اختياراً شخصياً لأنى أعيش أغلب الوقت فى فرنسا وما زلت أتذكر أن الجيش حاكم والدى وأنا لا أسامح فى هذا، وأردت أن أستظل بشجرة غير هذه الشجرة أكون فيها بعيداً عن اليتم وبحثت كثيرا ثم قررت أن أكون الشجرة وهو ما جعلنى فى علاقة غريبة مع المتفرج رغم بلورة هذه العلاقة فى لغة مشتركة وهذا لا يعنى عدم قلقى من هذه العلاقة لأنى لم أقدم إلا ثلاثة أعمال ومازال لدى سبعة وعشرون سيناريو لم ينفذوا حتى الآن وتقدمت بطلب لدعم ثلاثة منهم ولكن طلب الدعم رفض بدون أسباب واضحة. يذكر أن الناقد والمخرج سيد سعيد شارك فى الندوة وتحدث عن الدراسة التى قدمها ضمن إصدارات المهرجان بمناسبة تكريم "خمير" فى الدورة ال25.