سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التوتر يخيم على العلاقات الروسية الأمريكية بسبب الأزمة السورية.. واشنطن تتهم موسكو بدعم الأسد بالسلاح الكيماوى.. "وبوتين": مسئولو أوباما كذبوا على الكونجرس.. ورئيس "النواب" يرفض لقاء وفد روسى
تسببت الضربة الأمريكية المحتملة لسوريا فى حرب كلامية بين واشنطن وموسكو، فبعد ساعات من تأكيد وزير الدفاع الامريكى تشاك هيجل بأن روسيا هى التى دعمت نظام الرئيس السورى بشار الأسد بالأسلحة الكيماوية، اتهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين المسئولين الأمريكيين بالكذب، وقال إن الكثير مما يقوله ممثلو الإدارة الأمريكية لأعضاء الكونجرس أكاذيب، ونقلت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية عن بوتين قوله "على سبيل المثال قال وزير الخارجية الأمريكى (جون) كيرى فى رده على سؤال عن احتمال تقوية تنظيم القاعدة الإرهابى نتيجة الضربات لسوريا، إن القاعدة ليست موجودة فى سوريا وهو يعرف أن جبهة النصرة الموجودة فى سوريا إحدى وحدات "القاعدة". وقالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، إن هاجل اتهم روسيا بإمداد الأسد بالأسلحة الكيماوية، مشيرة إلى أن هذه الاتهامات كانت اللحظة الأكثر إثارة للدهشة فى جلسة طويلة، وفى بعض الأحيان غريبة، للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أمس الأول الأربعاء، لافتة إلى أن النائب جو ويلسون، الذى أصبح شهيرا باتهامه لأوباما بالكذب خلال خطاب حالة الاتحاد، احتل العناوين الرئيسية عندما سأل هاجل من أين حصل الأسد على الأسلحة الكيماوية، فأجاب هاجل "حسنا، لقد أمده الروس بها"، وأضاف أن هناك آخرين يمدونه بها، وبعض تلك الأسلحة يصنعها السوريون بأنفسهم. وأشارت المجلة إلى أن التقارير التى تحدثت عن أن روسيا باعت أسلحة كيماوية للأسد أو على الأقل قدمت المكونات والمعدات المطلوبة لصناعتها لعلمائه كانت موجودة لسنوات، إلا أن تصريحات هاجل هى المرة الأولى التى يدلى فيها مسئول أمريكى رفيع المستوى بهذا الاتهام علانية، لكن المتحدث باسم البنتاجون، جورج ليتل، تراجع وقال إنه ردا على عضو بالكونجرس، كان هاجل يشير إلى الأسلحة التقليدية المعروفة التى تقدمها روسيا لسوريا. فالنظام السورى لديه برنامج أسلحة كيماوية منذ أكثر من عقد من الزمان. والآن تزود روسيا النظام السورى بمعدات عسكرية متنوعة. وتوقعت الصحيفة أن هذه التصريحات تفاقم من التوترات الأمريكية الروسية بشأن سوريا، والتى زادت هذا الأسبوع بعد أيام من معارضة بوتين التدخل الأمريكى فى سوريا. وبالتزامن مع ذلك قالت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية اليوم الخميس، أن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية ومقر قيادة قوات الدفاع الجوى-الفضائى فى حالة التأهب القصوى بعد أن رصد أحد رادارات شبكة الإنذار المبكر الروسية لاكتشاف الصواريخ المهاجمة انطلاق صاروخين فى البحر المتوسط الثلاثاء الماضى. وفى المقابل قال جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى إنه من المستبعد أن يؤدى توجيه ضربة عسكرية أمريكية إلى سوريا عقابا على استخدامها أسلحة كيماوية إلى اشتباك مع روسيا، وأضاف فى جلسة للجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب أمس الأربعاء "أوضح وزير الخارجية (سيرجى) لافروف أن روسيا لا تعتزم خوض حرب بسبب سوريا ولافروف والرئيس الروسى فلاديمير بوتين أوضحا فى مناقشات أن "سوريا لا ترقى إلى هذا المستوى من الصراع". وتأكيدا على التوتر السياسى بين البلدين، رفض رئيس مجلس النواب الأمريكى (الكونجرس) جون بونر، طلب السفارة الروسية فى واشنطن عقد لقاء مع وفد برلمانى روسى لمناقشة الوضع فى سوريا، وقالت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، أن رئيسة مجلس الاتحاد الروسى فالينتينا ماتفيينكو أعربت عن أملها فى إقامة حوار مع الكونجرس ودفعه إلى تبنى موقف أكثر توازنا بشأن سوريا. من ناحية أخرى، أكدت روسيا أن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا قد يكون له وقع الكارثة، إذا أصاب صاروخ مفاعلاً نووياً صغيراً قرب دمشق يحتوى على يورانيوم مشع، ودعت وزارة الخارجية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، إلى تقييم المخاطر على وجه السرعة، حيث إن الولاياتالمتحدة تبحث توجيه ضربة عسكرية لسوريا لمعاقبة حكومتها على هجوم بالأسلحة الكيماوية يعتقد أن قواتها شنته فى شرق دمشق. وقالت الوزارة فى بيان "إذا أصاب رأس حربى، بقصد أو دون قصد، مفاعل النيوترون الصغير قرب دمشق فقد تكون النتيجة كارثة"، لافتة إلى أن المناطق القريبة قد تتعرض للتلوث باليورانيوم العالى التخصيب، وسيكون من المستحيل تحديد مصير المواد النووية بعد مثل هذه الضربة، مشيرة إلى أن هذه المواد قد تسقط فى أيدى من قد يستخدمونها كسلاح. وحثت روسيا أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على "التجاوب بسرعة"، وأن تقدم لأعضائها "تحليلا للمخاطر المرتبطة باحتمال توجيه ضربات أمريكية لمفاعل النيوترون الصغير ومنشآت أخرى فى سوريا".