من منا لا يشغل باله افتقاد لأشياء؟ قد تكون مادة أو معنى.. جميعها توضع تحت مسمى احتياج - حرمان - نقص -عجز – مع كل هذا نشعر بالألم، ويقع الإنسان فى حمل مشكلة تعكر صفاء حياته، وتذوق الحلو مرا، ويحرم التنعم بها، وتكون حائل بينه وبين الراحة والطمانينة والسعادة.. لا يجنى من ورائها إلا الشقاء.. فالعين لا تقع إلا على ما يؤلمه.. كل ماليس لديه ويمتلكه الغير، وتحوله إلى حاقد أو ناقم على الغير، وعلى نفسه، ويتضخم لديه هذا الاحتياج، ولا يرى الكثير، والكثير من نعم الله عليه إذا به يفكر فى نفسه كيف يكون حاله بدون هذه النعم لحظة لعرف فضل ما هوعليه وسارع فى حمد الله وشكره وشعر بالرضا وفرح وتحول شعوره بالسخط والغضب إلى الرضا، والحب وأبصر حقيقة قدره عند الله – فإذا نظر فلتكن نظرته عاقلة عادلة.. حينما ينظر إلى ما ينقصه يجب أن ينظر إلى ما ينقص غيره أيضا من البشر ويكون على يقين بعدالة السماء فى عطائها للناس كافة فإذا شعر بظلم فهو ظلمه لنفسه.. بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ -) صدق الله العظيم.. وإذا كان نصيبه شيئ من الحرمان لا إراده له ولا سلطان.. عليه أن يعلم يقيناً أنه حب من الله وتقرب له.. إنه يغمر من كفر به بنعم كثيرة حتى يلقاه مستوف حقه على الله، ولا جزاء له عند الله لمعصيته إلا النار أما من أهمه حاله بالكرب والألم، والحزن ,, يقربه الله إليه لأنه يريد أن يرده ردا جميلا إليه.. فمن يعلم بأخرته، ويؤمن، ويحسن الظن بالله فى مسواه.. فليتحمل كل ما تحرمه الدنيا، ويتقبل ذلك بحب ورضا.. كان من الفائزين بالنعم الخفيه، وأعلم أن الفقر فقر الفكر والنضج نضج العقل، والغنى غنى النفس، والتضحيه كنز من العطاء ممن لا يملك مالا ولا ذهبا فتكون أجود وأغنى من كل الأغنياء لأنك تعطى ما لا يعطيه من لديهم الملايين.. فلنحسن النظرة حتى نتذوق سعادة الدنيا ونفوز بنعيم الاخرة.