يوليو هو شهر ميلاد وانتحار أرنست هيمنجواى فى أوله انتحر وقبل آخره ولد، هيمنجواى هو مؤلف "العجوز والبحر" وأشهر الكتاب الأمريكيين وأكثرهم تأثيرا لما بثته رواياته فى نفوس قرائها من قوة نفسية وطاقة تحدى جعلت لخبر انتحاره فى الثانى من يوليو عام 1961 وقع الصدمة الكبيرة على قرائه، كان هيمنجواى ملء السمع والبصر فى الأربعينات من القرن الماضى وترك أبطال رواياته بصماتهم الواضحة على عشاق الأدب ومتذوقيه، فى عام 1923 نشر أولى مجموعاته القصصية وهى "ثلاث قصص وعشرة أناشيد"، لكن أول عمل لفت انتباه الجمهور من أعمال همينغوى لم يأت سوى عام 1926 م وهو "الشمس تشرق أيضا" التى تعد مع روايته " وداعا للسلاح" من أشهر أعماله الأولى . أثرت الحرب كثيرا على روايات هيمنجواى ونفسيته فقد شارك فى الحرب العالمية الأولى والثانية حيث خدم على ظهر سفينة حربية أمريكية كانت مهمتها إغراق الغواصات الألمانية، وهو ما صبغ أعماله الأولى بنظرة سوداوية سرعان ما أفلت منها ليمجد القوة النفسية والعقل وروح التحدى التى بلغت ذروتها فى روايته المهمة "العجوز والبحر" الحاصلة على جائزة نوبل وبطلها سانتياجو العجوز الذى أخذه همنجواى إلى نقطة بعيدة فى البحر ليصيغ من صراعه مع الأمواج وأسماك القرش أسطورة خالدة ولها مكانتها الرفيعة فى الأدب العالمى. تحولت روايته "وداعا أيها السلاح" إلى مسرحية وفيلم ولم تحقق المسرحية نجاحا كبيرا، فنشر عام 1932 م "وفاة فى العشية". وبدأ همينجوى منذ 1933 م يتردد باستمرار على كوبا، وفيها كتب عمله "الفائز يخرج صفر اليدين"، ثم توقف عن النشر حتى 1935 م لتظهر "روابى إفريقيا الخضراء" . ثم عمل مراسلا حربيا لتغطية الحرب الأهلية الإسبانية،و دخل الحرب ضد النازيين والفاشيين سنة 1940 م، وكانت هذه السنة علامة فارقة فى أدب همينجواى حيث نشر "لمن تقرع الأجراس" لتحقق نجاحا خارقا وتتجاوز مبيعاتها المليون نسخة فى السنة الأولى لنشرها، ونال عن حقوق الفيلم المأخوذ عنها 150 ألف دولار وكان رقما قياسيا وقتذاك. ولازالت روايته "لمن تقرع الأجراس؟" علامة مهمة فى الأدب العالمى لتنبيهها لخطورة الفاشية، وقد انتشرت الرواية جدا وحققت أرقاما غير مسبوقة فى التوزيع وقتها فقد بلغ عدد النسخ المباعة نصف مليون نسخة خلال أشهر، ورشحت للفوز بجائزة بوليتز، ووصل عدد النسخ المطبوعة من الطبعة الأولى 75000 نسخة بيعت الواحدة بسعر 2.75 دولار. وفى عصر يتساقط فيه القتلى فى كل لحظة لا تكف الأجراس عن قرعها فمراسيم دفن الوفيات لا تتوقف لحظة واحدة.