أكد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون أن التفاهم الإستراتيجى بينه وبين حزب الله مازال قائما معتبرا أن اللقاءات التى عقدها مع العديد من السفراء بينهم السعودية وإيران فى الأيام الأخيرة تندرج ضمن مبادرة انفتاح على الجميع. وقال إنه انطلاقا من هذه المبادرة سيكون هناك حوار حول المشاكل المعترضة فى لبنان بسبب أحوال الشرق الأوسط، سواءً فى سوريا أو أى بلدٍ صديق لنا، ولربّما نجحنا فى تمرير بعض الأفكار التى تمكننا من إحداث تقارب مع الأطراف المتنازعة فى لبنان". وأكد عون فى حديث لإذاعة "مونت كارلو"، أنه "لم يكن هناك توتّر فى العلاقة مع السعودية، بل كانت هناك سياسات مختلفة". وأكد أنه لم يتلق دعوة من أجل زيارة السعودية، مشيرا إلى أن أمر تلبيتها فى حال قدمت متروك للظروف. وفيما يتعلق بالعلاقات مع حزب الله .. أشار إلى أن "هناك شقان من العلاقات مع حزب الله، شقّ يتعلّق بالدّاخل اللّبنانى وشقٌّ استراتيجى يتعلّق بالمقاومة. فى الشقّ الثانى، هناك قناعة منّا على أنّه وفى الظّرف الحاضر تشكّل المقاومة نوعاً من الرّادع لإسرائيل وهذا ما يحفظ أمننا، أما فى ما يتعلّق بعلاقات حزب الله فى الخارج، فلا علاقة لنا بها". ودافع عون عن مشاركة "حزب الله" فى الصراع بسوريا.. قال "إنه سبق وحذر من حالة الفراغ على الحدود والتى تتحمل مسؤوليته الحكومة اللّبنانية، فهى أفرغت الحدود من المراقبة على مسار عكّار-عرسال( فى الشمال اللبنانى)، الأمر الّذى أدى إلى دخول وخروج المسلّحين من سوريا، وكاد هذا الموضوع يوصل إلى حرب أهلية بين عرسال والهرمل. بعدها أُجبِرَ حزب الله إلى الذّهاب إلى هناك لوضع حدّ للأمر". ولفت إلى أن "الحزب عبر الحدود حتى القُصَير كى يبعد المسلحين من الجهة السّورية، وذلك أدى فيما بعد إلى قتال حزب الله فى القُصَير. من هنا قلت إننا من ناحية المبدأ نحن ضدّ التّدخل فى الخارج، ولكن فى الموضوع هذا تحديداً صارت هناك وجهتا نظر: واحدة تنصّ على وجوب تدخّل عناصر حزب الله لأنّهم يمنعون الحرب الأهلية الّتى تطل من البقاع، وأخرى تعتبر أنّه لم يكن من المتوجب على هذه العناصر أن تذهب"، لافتاً إلى أن "الحزب يريد أن يتعامل مع الحدث كما تعاملت تركيا وقطر وغيرهما من الدول. هذا شأنه هو ولا أعلّق عليه أنا". ورداً على سؤال حول سلاح "حزب الله"، قال: "يجب التّمييز بين السّلاح الدّاخلى وهو سلاح الدّفاع عن الحدود اللّبنانية. سلاح حزب الله لم يكن منتشراً فى أى مكان فى لبنان، بل كان موجوداً على الحدود ولا يزال". وتساءل " ألم يذهب الكثير من اللّبنانيين من طرابلس وعكّار إلى سوريا؟! من كان البادئ بالمشاركة بالحرب فيها؟! أنا أعتبر البادئ هو الأظلم. لقد ذهب الكثيرون من لبنان خصوصاً من طرابلس وعكّار ليقاتلوا فى سوريا، وعلى نفس النّمط ذهب حزب الله أيضاً ليقاتل فى سوريا إلى جانب النّظام. وتابع: "لقد حاولت كثيراً إقناع الحكومة اللبنانية بتطبيق سياسة النّأى بالنّفس على المواطنين منذ بداية الأحداث وقبل أن يتدخل حزب الله، فقد ناديت رئيس الوزراء عدّة مرّات وقلت له: " نحن معك فى أن تنأى بنفسك عن الأحداث فى سوريا، وقد جاءت المواجهة نتيجة إهمال الدّولة. لم يكن فى بال أحد أن حزب الله واللّبنانيين سيحاربون فى سوريا ولكن هذا ما وصلنا إليه".