اهتمت صحيفة واشنطن بوست فى عددها الصادر اليوم، الأربعاء، بتسليط الضوء على انسحاب القوات الأمريكية من القرى والمدن العراقية أمس الثلاثاء، وقالت الصحيفة إن مظاهر الاحتفالات والفرحة العارمة التى امتلأت بها شوارع العراق ناقضها رد فعل الولاياتالمتحدةالأمريكية التى استقبلت هذا الحدث بنوع من اللامبالاة وعدم الاكتراث، كما غطت عليه قضايا داخلية مثل وفاة أسطورة البوب مايكل جاكسون ومصير أجندة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، الخاصة بالبلاد. ويتساءل دان بالز، كاتب المقال: هل نسى الأمريكيون حرب العراق؟. ويلفت الكاتب إلى إن مسألة بقاء القوات الأمريكية أو رحيلها من الأراضى العراقية كانت نقطة جدل واسع واختلاف حاد بين أوباما ومنافسه حينئذ على الرئاسة، جون ماكين خلال الحملة الانتخابية العام الماضى. وقد لاقى انتقال مقاليد القوة من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى القوات العراقية لحماية البلاد وتأمينها، استحساناً وقبولاً عالمياً أمتزج ببعض الخوف إزاء ما سيحدث بعد ذلك. ولكن على الرغم من ذلك، لم يحفل الأمريكيون كثيراً بهذا الانتقال وعودة الجنود إلى أرض الوطن، وعلق الرئيس الأمريكى باختصار ظهر أمس، الثلاثاء، قائلاً إن العراقيين كان لديهم سبباً كافياً للاحتفال والشعور بالسعادة، كما أشار إلى أن جعبة القادة العراقيين السياسية ممتلئة بالقضايا التى يجب أن تحل، وختم قائلاً: "هناك المزيد من العمل الذى ينبغى القيام به، ولكننا أحرزنا تقدماً هاماً". الانسحاب من العراق ليس انسحاباً بمعناه المعروف، على حد قول الكاتب، وذلك لأن واشنطن ستبقى على 130 ألف جندى بالعراق للمزيد من الوقت، ولن يحظى العراق على السيطرة كاملة حتى الانتخابات المقبلة التى يحين موعدها فى يناير 2010، ومع ذلك، شهد أمس بداية مرحلة جديدة فى عهد العراق، بعد مرور ست سنوات من الاحتلال.