سادت حالة كبيرة من التضارب واللغط حول مؤتمر "مصر رايحة على فين"، الذى دعت إليه عدد من القوى السياسية والثورية، فى منطقة إمبابة، مساء أمس الجمعة، بسبب الانسحابات المتتالية للقيادات السياسية والحزبية، التى كان من المقرر حضورها المؤتمر، وهم الدكتور محمد البرادعى، وحمدين صباحى، وخالد على، وعمار على حسن، وجورج إسحاق. بدأ الأمر، بإعلان اعتذار الدكتور محمد البرادعى، وحمدين صباحى، بسبب دواعٍ أمنية، وعدم إمكانية تأمينهما فى منطقة المؤتمر، على الرغم من تأكيد الشباب المنظمين للمؤتمر، أنه تم التنسيق مع الأهالى لتأمين المؤتمر فى الشوارع المحيطة، ومن أعلى أسطح العمارات، بالإضافة إلى التنسيق مع مديرية أمن الجيزة، التى أكدت استعدادها لتأمين المؤتمر ب3 تشكيلات أمن مركزى، حسب رواية منظمى المؤتمر من شباب الأحزاب. وبعد اعتذار البرادعى، وصباحى، تلا ذلك انسحاب الدكتور عمار على حسن، الذى برره بأنهم قرروا إلغاء المؤتمر حتى لا يقارن مع مليونية رابعة العدوية، وعلى الرغم من تأكيد محمد فؤاد عضو المكتب الإعلامى لحركة 6 إبريل، أن اعتذار البرادعى، وصباحى، لن يؤثر على انعقاد المؤتمر، وأن خالد على، نائب رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، والدكتور عمار على حسن، المحلل والباحث السياسى، والناشط السياسى جورج إسحاق القيادى بحزب الدستور، سيحضرون المؤتمر. لم يمر وقت طويل، حتى فاجأنا جورج إسحاق فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أنه غير متواجد بالقاهرة، ولن يحضر المؤتمر، فيما أشارت منى عزت المتحدث الإعلامى لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، فى تصريحات أيضاً ل"اليوم السابع"، إلى اعتذار خالد على نائب رئيس الحزب عن حضور المؤتمر، بسبب ارتباطه بمواعيد أخرى وظروف طارئة، لافتة إلى أن اعتذاره ليس له أى بعد سياسى أو أمنى. وأثارت الانسحابات المتتالية غضب الشباب المشاركين فى المسيرة التحضيرية للمؤتمر، التى انطلقت من شارع طلعت حرب، لجمع توقيعات المواطنين على استمارات تمرد، وظهر ذلك الغضب جلياً فى لافتة رفعها أحد المواطنين المشاركين فى المسيرة كتب عليها "يسقط حمدين ويسقط البرادعى ويسقط مرسى"، وهو الأمر الذى أثار مشادات بين المتظاهرين بسبب رغبة البعض فى طرده من داخل التظاهر، فيما قال آخرون إن من حقه أن يعبر عن رأيه بأى طريقة. ورفع المتظاهرون خلال المسيرة، أعلام حزب الدستور وأعلام اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة بإمبابة، كما وضعوا بنرات كبيرة على الأرض تحتوى على صور الرموز الوطنية مثل "البابا تواضروس والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمد البرادعى، وتهانى الجبالى"، وبنرات أخرى لرموز الفكر والفن مثل "طه حسين وأحمد شوقى وأم كلثوم"، كما رددوا هتافات مناوئة للرئيس محمد مرسى والإخوان المسلمين، منها: "اقطع ميه واقفل باب.. مرسى ده عار ورئيس كداب". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام شباب حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، بالتنسيق مع منظمى المؤتمر من شباب حزب الدستور، والتيار الشعبى، وحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، على عقد المؤتمر واستمرار فعاليات اليوم، على الرغم من اعتذار القيادات السياسية. وأكد الشباب، أنه بعد اعتذار القيادات السياسية سالفة الذكر عن الحضور، قرروا أن تكون الكلمة على المنصة، للشباب الممثلين للأحزاب والقوى السياسية المشاركة فى تنظيم اليوم، بما يعد تحدياً لقياداتهم، وتأكيداً منهم لقادة تلك الأحزاب أنهم إذا خافوا على حياتهم، فإن الشباب لا يهابون الموت، ومستمرون فى مسيرتهم حتى تحقيق حلمهم فى وطن ينعم بالحرية. وانطلق العشرات فى مسيرة طافت شوارع منطقة إمبابة، حاملين رايات أحزابهم، والكارت الأحمر للرئيس مرسى مكتوبا عليه "ارحل"، وقوبلت المسيرة باحتفاء شعبى من أهالى المنطقة، الذين احتفلوا بهم بإطلاق الصواريخ والشماريخ والألعاب النارية، فيما ردد المتظاهرون أثناء حفاوة أهالى إمبابة بهم: "ارحل.. ارحل، والشعب يريد إسقاط النظام، ويوم 30 هيغور هيغور". ولم تنته بهذا الاتفاق والتنسيق بين الشباب، مفاجآت هذا اليوم، ولكن كانت المفاجأة الجديدة، هى انسحاب شباب حزب الدستور، وشباب حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، من المشاركة فى المؤتمر، مكتفين بالمشاركة فى المسيرة، فيما أعلن الناشط السياسى عمرو عز، عضو المكتب التنفيذى للتيار الشعبى المصرى، حضوره المؤتمر ممثلاً للتيار، قائلاً قبل صعوده على المنصة، "مكملين معاكم". ومع بداية المؤتمر، قال وليد صبرى، المتحدث الرسمى لحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية بإمبابة، إن يوم 30 يونيو هو يوم التغيير للنظام الفاشى لحكم جماعة الإخوان المسلمين وليس مجرد يوم للمطالب الشعبية فقط". وأضاف صبرى، خلال كلمته بالمؤتمر، إن حمدين صباحى ومحمد البرادعى لم يأتيا لحضور المؤتمر لأنهما خافا على أرواحهما ولا مكان للخوف بيننا والشباب هو الذى صنع كياناتهما السياسية المزعومة موجها لهما رسالة مفادها "أنتم نخبة سياسية فاشلة لم تحققوا أى نجاح يرضى الشارع المصرى والشباب هو الذى سيغير النظام الفاشى المتمثل فى حكم الإخوان المسلمين بكم أو من غيركم ويوم 30 يونيو سنملأ الشوارع والميادين لإسقاط حكم مرسى". وتابع صبرى موجها رسالته للجيش: "على القوات المسلحة المصرية أن تحمى المواطنين والمتظاهرين يوم 30 يونيو دون أى تدخل فى السياسة أو الانحياز لأى طرف على حساب طرف آخر". من جانبه، قال عمرو هريدى، عضو مجلس الشورى، خلال كلمته بالمؤتمر، إن نظام مرسى لم يغير أى شىء وهو نفس نظام مبارك وأن الشعب المصرى لم يشعر بأى تغيير حتى الآن منذ تولى الرئيس مرسى لرئاسة الجمهورية". ووجه هريدى سؤالاً للرئيس مرسى "لماذا وعدت الشعب بالتغيير فى برنامجك الانتخابى وأنت لن تفعل أى شىء لأنك تأخذ الأوامر من جماعتك". وأضاف هريدى "الشعب المصرى سيقول كلمته يوم 30 يونيو وسيسقط نظام مرسى الديكتاتورى". وفى نهاية المؤتمر، فوجئ شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية وأهالى إمبابة، الحاضرين للمؤتمر الجماهيرى للحركة، بدخول مجموعة من مؤيدى مرسى للمؤتمر لإبداء اعتراضهم على الهتافات، التى يقوم بها الحاضرون ضد جماعة الإخوان المسلمين، وهى "خرفان قطيع ماشيين ورا بديع" و"يسقط يسقط حكم المرشد"، ونشبت مشادات كلامية بين الطرفين انتهت بقيام المنظمين للمؤتمر بمحاولة التهدئة، وقاموا بإخراج مؤيدى مرسى من السرادق، المقام فيه المؤتمر الجماهيرى، وسط غضب الأهالى والحاضرين، الذين هتفوا ضد نظام حكم الإخوان، الذين وصفوه بنظام "البلطجة" الذى يعتمد على استفزاز المعارضين لحكمهم.