يؤكد أنور الملكى، رئيس مجلس إدارة شركة سنابل للتدريب والتنمية، على أن الاكتئاب هو حالة نفسية تشتد فيها الأحاسيس والمشاعر السلبية بحيث تؤثر سلبا على الأنشطة اليومية والحركات الجسدية ونبرة الصوت والحالة المزاجية بشكل عام . يصيب الاكتئاب النساء ضعف ما يصيب الرجال وفقا لإحصائية جامعة "هارفارد الأمريكية"، وغالبا ما يزول الاكتئاب تلقائيا بعد أيام أو أسابيع قليلة، عندما تغير من طريقة التفكير، لكن هناك حالات أخرى قد يتطلب دعما ومساعدة متخصصة، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب شديد الدخول إلى المستشفى، حتى لا يسببوا الأذى لأنفسهم، وتلك تكون أقصى حالات الاكتئاب شدة . ويضيف الملكى، أن الاكتئاب مراحل ودرجات، والسبب الوحيد فى حدوث ذلك الاكتئاب وزيادة حدته هو أننا نستقبل فى اليوم الواحد "60" ألف فكرة "80%" منها أفكار سلبية وتسبب فى "75%" من الأمراض العضوية والنفسية. وحينما نفكر فى السعادة فإن ذلك يظهر على الجسد وتعبيرات الوجه والعكس صحيح حينما نفكر فى الحزن والأسى، ففى حالة تغير ما بظاهرك تغير ما بداخلك لأن العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر، فيجب أن نعلم أن التفكير فى حد ذاته إدمان، إما أن يكون إيجابى وإما أن يكون سلبى، وفى حالة إدمان التفكير السلبى فإن الاكتئاب يسرع إليك وترى نفسك تضخم كل السلبيات الصغيرة إلى مصائب كبرى. وللتخلص منه علينا التفكير بشكل إيجابى دائما، فالعقل يكبر وينجح ما تفكر فيه، فإن فكرت فى النجاح وجهك إليه وإن فكرت فى الفشل وجهك إليه، يجب أن نتخلص من البرمجة السلبية، حتى يكون تفكيرنا أكثر إيجابية لكى نكون سعداء وإيجابيين مما يوفر لنا الطاقة العالية، التى تساعدنا على تحقيق أهدافنا والوصول لمنتهى آمالنا وأحلامنا. بالإضافة إلى احترام الرأى الآخر أمر يجب التعامل به بشكل يومى حتى لو كنا مختلفين معهم فى الفكر أو السلوك أو العقيدة، فلكل إنسان وجهة نظر والاختلاف سنة الحياة وهو الذى يحدث تكامل فى الأفكار فيحدث الإبداع. وقد يفكر البعض أن عدم الوصول إلى تحقيق بعض الأمور يعتبر فشلاً، ولكن هذا خطأ فهو خبرات وتجارب نتعلم منها، مثل أديسون فقد حاول "999" مرة اختراع المصباح ولم ينجح سوا فى المرة الأخيرة، ومع ذلك اكتشف المصباح وأصبح من أهم وأعظم مخترعى التاريخ، فإذا تهاون أو مل لم يكن ليذكر اسمه فما فعله أديسون أنه حول تجاربه التى لم تنجح إلى خبرات وتجارب توصله إلى النتيجة الإيجابية. ويشير الملكى، إلى أنه علينا التفكير دائما فى حل للمشكلة التى تواجهنا ولا نفكر فى المشكلة ذاتها ونقف مكتوفى الأيدى فعند حدوث المشكلة تعامل معها كتحدى أو كعقبة ستصل بك إلى الطريق الصحيح عند تخطيها وفكر بإيجابية تامة فى كيفية حلها مع الاستعانة بذوى الخبرة واستخدام الوسائل المتاحة لذلك. وعلى الشباب أن يعى جيدا أن أى شىء يستطيع أن يفعله ويحققه وينجح فيه ويتميز فيه أيضا بشرط الرغبة والمعرفة والتعلم والفعل والاستمرارية، لهذا على الشباب دائما أن ينظرون لما حولهم للسعى فى تحقيق أهدافهم، وعليهم أن يتأكدوا أنهم سوف يفعلون ما يرغبون ويتميزون فيه، بالإضافة إلى التوكل على الله فى كل ما نقوم به. وينصح الملكى الشباب قائلا: "التحدث مع الذات ممكن أن يكون عونًا لك، إن كان إيجابيا وممكن أن يعمل ضدك إن كان سلبيا، فراقب أفكارك لأنها ستتحول إلى أفعال وراقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات وراقب عاداتك لأنها ستتحول إلى طباع وراقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك".