مصنع "يقظة لتدوير البلاستيك"، هو أول مصنع شبابى تعاونى، يجسد رحلة نجاح مجموعة من شباب ثورة يناير، وتحقيق أهدافها على أرض الواقع، بيد شباب مصر المخلصين، الذين انتقلوا بالثورة السياسية من ميدان التحرير إلى ثورة صناعية بالمنطقة الصناعية فى مدينة السادس من أكتوبر. مجموعة من شباب الثورة الذين تجمعوا حول شعارات واحدة بميدان الثورة وهى"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، قرروا عدم انتظار الدعم من الدولة لتوفير فرص العمل التقليدية، أو أن يحقق لهم أحد أهداف ثورتهم، فعملوا على تحويل حماسهم ونشاطهم الثورى، إلى عمل منتج يعمل على حل أبرز المشاكل التى يواجهها المجتمع وهى انتشار "القمامة" فى الشوارع، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لعدد لا بأس به من الشباب، دون أن يلتفتوا إلى تفرقة دينية أو عنصرية فيما بينهم، وهو الأمر الذى ينعكس على لافتة المصنع التى تتصدر واجهته بلونها الأخضر، تحتضن فى قلبها "الهلال والصليب". ولاء عيد، رئيس مجلس أمناء يقظة للتنمية، ومدير مصنع يقظة لتدوير البلاستيك، يروى ل"اليوم السابع"، قصة انطلاق مصنعهم الصغير الذى تم افتتاحه فى شهر أكتوبر 2012، بتكلفة 600 ألف جنيه، قائلاً، إن مجلس إدارة الشركة يتكون من 10 أعضاء من المسلمين والأقباط، تتراوح أعمارهم ما بين 18 – 33 سنة، لافتاً إلى أن الفكرة نشأت بميدان التحرير عندما التقى أعضاء مجلس إدارة المؤسسة خلال الأيام الأولى للثورة، مؤكداً أن انتماءاتهم السياسية المختلفة لم تؤثر على وحدتهم للخروج بمشروع إنتاجى شبابى. قال رئيس مجلس أمناء يقظة للتنمية، فى تصريحاته ل"اليوم السابع"، إن سبب اختيارهم لنشاط تدوير البلاستيك، هو الانتقال بالثورة من السياسة، وتحويلها لثورة مجتمعية واقتصادية وصناعية، والمساهمة فى حل أحد أبرز المشاكل التى يواجهها المجتمع، والمواطنين فى الأحياء الفقيرة، وهى انتشار القمامة، بالاستفادة منها عن طريق إعادة تدويرها. أضاف مدير المصنع، أنهم تمكنوا من تأسيس مؤسسة يقظة للتنمية، بمجهوداتهم الذاتية دون أى دعم من الدولة، لافتاً إلى أنهم تلقوا مساندة من بعض الأشخاص السياسيين ليتمكنوا من إنشاء المصنع، وأبرزهم الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، والدكتور سمير مرقص. أوضح عيد، أنهم واجهوا بعض الصعوبات مع بداية إنشاء المصنع تمثلت فى استيراد الماكينات المستخدمة فى ضغط البلاستيك من الخارج، وهو الأمر الذى دفعهم للجوء إلى تصنيع ماكينات مصرية فى منطقة أبو زعبل، مشيراً إلى أنهم يعانون من معوقات فى توفير الموارد البشرية، حيث إن العمالة المتوفرة بالقاهرة لا تهتم أو تسعى للعمل فى هذا المجال. وأشار عيد، إلى لافتة المصنع المتصدرة واجهته بلونها الأخضر، محتضنة فى قلبها "الهلال والصليب"، قائلاً، إن الهدف من ذلك توجيه رسالة للشباب والمجتمع، مفادها أن توحدنا وراء أهداف وقضايا واحدة دون الالتفات إلى الجنس أو الديانة، تؤدى إلى نتائج اقتصادية واجتماعية وإنتاجية هائلة، وتساعد على تخطى الأزمات التى تمر بها البلاد. على الجانب الآخر، أقام مجلس الإدارة، احتفالية لتكريم العمال بمقر المصنع أمس الأربعاء، فى ذكرى عيد العمال الثانى بعد الثورة، التى تسلم فيها بعض عمال المصنع شهادات تقدير، وذلك بحضور المرشح الرئاسى السابق خالد على، القيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى. من جانبه، قال خالد على، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، على هامش الاحتفالية، إن المصنع يمثل أول تجربة تعاونية إنتاجية لشباب الثورة، ليقدموا بها نموذجًا يؤكد أن شباب الثورة قادر على الإنتاج، وأنهم ينظمون الاحتجاجات والتظاهرات من أجل العدالة الاجتماعية، وفرصة عمل كريمة، وليس بهدف تعطيل عجلة الإنتاج كما يدعى البعض. أكد القيادى بحزب التحالف الشعبى، على ضرورة أن تتجه الدولة لدعم المشروعات الشبابية الصغيرة، بإنشاء منطقة تعاونيات، مطالباً الدولة بتوفير أرض لإقامة تعاونيات بدون مقابل للشباب، ليقيموا عليها تعاونيات صغيرة، بالإضافة إلى توفير الطاقة المدعمة لهم. وأشار على، إلى أن لافتة المصنع مكتوب عليها مصنع يقظة "1"، لافتاً إلى أن رقم واحد تعد تعبيرًا عن رؤية الشباب المستقبلية وطموحهم لافتتاح سلسلة تعاونيات جديدة.