كشف الناقد والكاتب المسرحى الكبير الدكتور أحمد سخسوخ العميد السابق لمعهد الفنون المسرحية عن علاقات زعماء ورؤساء مصر بالمسرح منذ محمد على وحتى عصر مرسى والإخوان، ويفسر الناقد الكبير أسباب تراجع المسرح بعد الثورة. وقال الدكتور أحمد سخسوخ: من المفترض أن يعبر المسرح بعد الثورات عن الحراك، فبعد ثورة 1919 مثلا كانت كل الاتجاهات المسرحية التى تقدم أعمالا مسفة بعيدة عن الواقع توقفت وتجمع كل المسرحيين وقتها مثل نجيب الريحانى والكسار وقدموا أعمالا وطنية تعبر عن الحراك السياسى. وحول صناعة مجد الكثير من الفنانين من خلال المسرح قال العميد السابق لمعهد الفنون المسرحية: الفنان سيد درويش بنى مجده الحقيقى من خلال الأعمال الوطنية، وقدم مع جورج أبيض الكثير من الأعمال المحفورة فى الذاكرة وبعدها ظل المسرح فى تصاعد حقيقى حتى النكسة الاقتصادية عام 1929 التى انحدر بعدها المسرح أيضا لكنه عاد مرة أخرى بعد ثورة يوليو لكى يعبر عن الثورة حتى جاءت النكسة التى كانت علامة فارقة فى المسرح المصرى وبعد النكسة بدأ يتم تفعيل الرقابة التى كان لها دور سلبى فى المسرح وظهر اتجاهان اتجاه يمجد فى الحاكم واتجاه آخر يغيب العقل بالأساطير. وحول أكثر الزعماء اهتماما بالمسرح، أوضح سخسوخ أن محمد على اهتم بالمسرح وأسند مهمة تطوير وهيكلة المسرح لكلوت بيه وقدموا سلسلة من المسرحيات برغم أنها كانت موجهة واستمر الاهتمام بالمسرح مع وجود الرقابة فى عهد الخديوى إسماعيل وتوفيق وسعيد وفؤاد وصولا بالإنجليز الذين أحكموا سيطرتهم على الرقابة والمسرح، ولكن الغريب أن قرار إيقاف عرض مسرحى من قبل الرقابة لم يحدث إلا عام 1992 عندما صدر قانون بحق الرقيب فى إيقاف العرض المسرحى. ويشير سخسوخ إلى أن المسرح فى عهد المخلوع كان يمرر فقط الأعمال التى تبرر أفعاله وأفعال النظام، والغريب أن هناك أعمالا فى عهد مبارك رفضت رقابيا، ولكن نال كتابها جوائز بالمجلس الأعلى للثقافة مثل أعمال الكاتب بهيج إسماعيل وسليم كتشنر، فقد منعت لهم أعمال ولكنهم نالوا جوائز. وأضاف سخسوخ أنه شخصيا قد منعت له مسرحية من العرض قائلاً: منعوا لى عرضا كان اسمه «الرقص على جدار الموت» وكان يتناول فكرة «العدو وأنه سبب المصائب» لكن الرقابة أوقفته خوفا من إسرائيل وكان اسمه التجارى «الشيطان يرقص». وفى النهاية يؤكد العميد السابق لمعهد الفنون المسرحية أن المسرح حاليا فى غرفة الإنعاش ووزارة الثقافة تمر بحالة من التخبط فى التعامل مع المسرح، والقيادات المسؤولة عن المسرح غير مؤهلة لإدارة المسرح، ففى عهد الفاسد كان المسرح فاسدا، والوحيد الذى اهتم بالمسرح هو الزعيم جمال عبدالناصر الذى حدث فى عهده حراك سياسى وتبعه حراك فنى فقد أرسل عبدالناصر مسرحيين للخارج درسوا المسرح وعادوا بأفكار جديدة، ونهضوا بالمسرح ولكن فى عصر السادات تحول المسرح لتجارى وحدث تغييب للعقل المصرى، والتخوف حاليا على المسرح من النظام الحاكم الذى يحاول أخونة المسرح، ولكن هذا حلم بعيد المنال وأشك أن الرئيس مرسى وجماعته سيهتمون بالمسرح وأشك أنهم يعرفون «يعنى إيه مسرح».