في زمن تتجه فيه صناعة الألعاب نحو الاعتماد الكامل على التوزيع الرقمي، وبينما تزال العديد من العناوين من المتاجر الإلكترونية دون سابق إنذار، تنشأ مخاوف جدية من اختفاء إرث كامل من ألعاب الفيديو. في ظل هذه التحولات، ظهرت مبادرة "أوقفوا قتل الألعاب" كصوت صادق يدافع عن حق اللاعبين والمجتمع في الحفاظ على هذه الأعمال الثقافية. وقد تمكنت المبادرة مؤخراً من تجاوز حاجز المليون توقيع، وهو إنجاز كبير يعكس حجم القلق الجماهيري، والوعي المتزايد بخطر الزوال الرقمي. هذا الرقم لم يكن مجرد هدف رمزي، بل يعبر عن قوة حملة جماهيرية واسعة تهدف إلى الضغط من أجل تبني سياسات رسمية تضمن حماية الألعاب وإتاحتها للأجيال القادمة. الحملة، التي انطلقت بجهود من مطور المحتوى "روس سكوت"، تحولت سريعًا إلى واحدة من أكبر العرائض في تاريخ صناعة الألعاب. ورغم فرحة الوصول إلى هذا الرقم القياسي، إلا أن القائمين على الحملة شددوا أن العمل لم ينته بعد. لا تزال المبادرة تدفع نحو تغيير فعلي في قوانين الحفظ الرقمي للألعاب، خصوصاً مع ما يشهده السوق من إغلاق مفاجئ لخوادم الألعاب الجماعية، أو إزالة الألعاب الفردية نهائياً من المتاجر، ما يجعل فرصة الوصول إليها في المستقبل شبه مستحيلة. وقد تفاعل جمهور اللاعبين بشكل واسع مع هذا الحدث، حيث امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل الدعم والمشاركة، فيما عبر الكثيرون عن أملهم بأن تسفر هذه الحملة عن تغييرات ملموسة تمنع فقدان مزيد من العناوين. وفي الوقت نفسه، أشار روس سكوت، المتحدث باسم الحملة، إلى أن بلوغ مليون توقيع هو مجرد بداية لمعركة طويلة، مؤكدًا أن الضغط سيستمر حتى يرى المجتمع نتائج حقيقية. وفي إطار الواقعية، قامت الحملة برفع هدفها الجديد إلى 1.4 مليون توقيع، مراعاة لاحتمالية وجود توقيعات مكررة أو غير صالحة. ووفقاً للبيانات الأخيرة، فإن العدد تجاوز الآن 1.07 مليون توقيع، مع استمرار الزخم القوي نحو بلوغ الهدف الجديد قبل الموعد النهائي المحدد في 31 يوليو. المبادرة تمثل اليوم أكثر من مجرد عريضة؛ إنها صرخة من اللاعبين والمطورين وكل من يهتم بحفظ التاريخ الثقافي للألعاب الرقمية. وفي ظل تسارع التحول الرقمي، فإن مثل هذه الأصوات قد تكون حاسمة لحماية ماضينا الرقمي من الاندثار.