كأحدث المنضمين إلى إمبراطورية "سيتي"، أعلنت شركة "سيتي فوتبول جروب" ضم نادي تروا الفرنسي، إلى عائلتها التي أصبحت تضم عشرة أندية، أبرزها مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمين من المواسم الثلاثة الأخيرة. وينافس تروا الذي تأسس عام 1986 في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، وخسر فرصة التأهل لدوري الدرجة الأولى بشكل درامي في الموسم الماضي، الذي تجمد في فرنسا بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، وكان تروا في المركز الرابع بعد مرور 28 جولة، بفارق نقطة وحيدة خلف أجاكسيو آخر المتأهلين. وتضمن بيان الشركة تأكيد استحواذها على النسبة الكبرى في ملكية النادي، بعد اتفاق مع المالك السابق دانييل ماسوني، بينما حافظ رجل الأعمال الفرنسي ماكسيم راي على حصته في ملكية النادي، والتي سيحصل بموجبها على مقعد في مجلس إدارة تروا خلال الفترة المقبلة. شركة "سيتي" أسسها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان عام 2014، وتشارك في ملكيتها ثلاث مؤسسات، أبرزها مجموعة أبو ظبي للتنمية والاستثمار وهي المالك الرئيسي بنسبة 78% إلى جانب مؤسستي "سيلفر ليك" الأمريكية و"تشاينا ميديا كابيتال". حلم "سيتي" بدأ قبل ست سنوات من تأسيس الشركة العملاقة، عندما استحوذت شركة أبو ظبي للتنمية على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي ترأسه الإماراتي خلدون بن مبارك أحد أبرز أسماء "سيتي" بعد اتفاق شركة أبو ظبي مع مالك النادي السابق تاكسين شيناواترا رجل الأعمال الشهير ورئيس وزراء تايلندا الأسبق، وهو ما ساهم في انتعاشة كبيرة حولت النادي الإنجليزي إلى أحد كبار الدوري الإنجليزي الممتاز. عهد مانشستر سيتي الجديد جعله النادي الأقوى في "بريميرليج" خلال العقد الأخير، حيث حقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز أربع مرات، كما هيمن على العديد من البطولات المحلية، وتترجمت تلك الهيمنة بالرقم القياسي التاريخي لعدد النقاط في "بريميرليج" في موسم 2017/2018 عندما جمع السيتيزنز 100 نقطة، قبل التتويج بالبطولات الأربع المحلية "الدوري الإنجليزي الممتاز، كأس الاتحاد الإنجليزي، كأس رابطة المحترفين الإنجليزية والدرع الخيرية" في الموسم التالي. مانشستر سيتي أصبح جاذبًا لنجوم كرة القدم بفضل تلك الخطوات، فتعاقد مع أسماء أبرزها الأرجنتيني سيرخيو أجويرو، الإسباني ديفيد سيلفا، البلجيكي كيفن دي بروينا والإنجليزي رحيم ستيرلينج، كما تعاقد مع المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا عام 2016، بعد تجربتين خاضهما على مقعد القيادة الفنية لبرشلونة وبايرن ميونخ. في عام 2013 بدأ التوسع التاريخي للشركة المالكة لنادي مانشستر سيتي، بعدما اتخذت خطوة بارزة بتأسيس نادي نيو يورك سيتي الأمريكي، الذي أصبح محترفًا بشكل مباشر، وشارك في منافسات الدوري الأمريكي، وبات في الوقت الحالي أحد أبرز أذرع مؤسسة "سيتي" عالميًا، حيث لعب له نجوم أبرزهم فرانك لامبارد وديفيد فيا. في عام 2014 تواصل التوسع، عندما أعلن نادي ملبورن هارت الإسترالي استحواذ ملاك مانشستر سيتي على النادي مقابل 12 مليون دولار أمريكي، وهي الخطوة التي صاحبها تحول اسم النادي إلى "ملبورن سيتي" بفضل حصة بلغت 80% للمؤسسة الإماراتية، قبل امتلاك "سيتي" النسبة الكاملة في وقت لاحق. بعد أربعة أشهر من امتلاك "ملبورن سيتي" تحولت الشركة إلى القارة الرابعة، وأعلنت ضم نادي يوكوهاما مارينوز الياباني، عقب اتفاق ثلاثي ضم النادي الياباني وشركة "نيسان" للسيارات، واستحوذت "سيتي" على 20% من أسهم النادي الواقع في شرق آسيا. لم تنتظر الإمبراطورية الكروية الناشئة سوى لأقل من عامين، لتتحول إلى القارة الخامسة، حيث أعلنت في أبريل عام 2017 الاستحواذ على نادي أتلتيكو توركي الأوروجواياني، وهي الخطوة التي حولت اسمه إلى مونتفيديو سيتي توركي مطلع العام الحالي. عادت شركة "سيتي" إلى نشاطاتها الأوروبية في شهر أغسطس عام 2017، واستحوذت على نسبة تجاوزت 44% من أسهم ملكية نادي جيرونا الإسباني، الذي كان ينافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني، والذي يقوده إداريًا بيري جوارديولا شقيق المدير الفني لمانشستر سيتي، وأسفرت تلك الخطوة عن مساعدة مانشستر سيتي نظيره الإسباني عقب هبوطه لدوري الدرجة الثانية، بإعارة بعض لاعبيه الشباب لصفوفه. في شهر فبراير عام 2019 تواصل التوسع الآسيوي، وانضم نادي سيشوان جيونيو الصيني إلى عائلة "سيتي" ولحق به مومباي سيتي الهندي في نوفمبر من العام ذاته، بعد استحواذ الشركة على 65% من أسهمه. لم تؤثر أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد التي جمدت العديد من النشاطات عالميًا في العام الحالي على طموحات "سيتي" الكروية، فاستحوذت المؤسسة على نادي لوميل البلجيكي في شهر مايو الماضي، قبل خطوة ضم تروا الفرنسي. ويبدو أن طموحات "سيتي" لا تتوقف، حيث أثيرت ضجة كبيرة في الأيام الأخيرة، بعدما أبلغ الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة برشلونة ناديه رسميًا برغبته في الرحيل عن صفوفه، وهي الخطوة التي قابلها رفض كتالوني، قد يدفع الطرفين إلى نزاع قضائي، وأشارت تقارير عديدة إلى أن مانشستر سيتي يعد الوجهة الأقرب لاستقبال النجم الأرجنتيني، بفضل قوته الاقتصادية، التي تجعله أكثر الأندية قدرة على تقديم عرض يرضي طموحات ميسي. وتجاوزت عوائد شركة "سيتي فوتبول جروب" 580 مليون جنيه إسترليني في تقرير رسمي صدر العام الماضي، بينما تجاوزت قيمة أصول الشرطة 800 مليون جنيه إسترليني، وتضم بين جدرانها أكثر من 1000 موظف.