لم يعتد محبو كرة القدم أن تقود امرأة واحدًا من الأندية الكبرى، وتكون المشرفة على أبرز صفقات الفريق، سواءً على صعيد انتقالات اللاعبين، أو الصفقات المتعلقة بالرعاة، لكن الروسية صاحبة الأصول الكندية مارينا جرانوفسكايا المديرة التنفيذية لنادي تشيلسي الإنجليزي فرضت نفسها ك "امرأة حديدة" جديدة، وأصبحت الاسم النسائي الأشهر في عالم كرة القدم. وتصدر اسم جرانوفسكايا العديد من التقارير الأوروبية، في ظل فترة انتقالات ذهبية لتشيلسي، تضمنت التعاقد مع المغربي حكيم زياش من صفوف أياكس أمستردام الهولندي، تيمو فيرنر من صفوف لايبزج الألماني وبن تشيلويل من صفوف ليستر سيتي الإنجليزي، بالإضافة إلى إبرام صفقتي انتقال حر، ضم النادي بموجبهما المخضرم تياجو سيلفا مدافع باريس سان جيرمان السابق والمدافع الشاب مالانج سار الذي انتهى تعاقده مع نادي نيس الفرنسي. كما أشارت العديد من التقارير الألمانية والبريطانية إلى أن تشيلسي بقيادة جرانوفسكايا حسم صفقة التعاقد مع كاي هافرتز صانع لعب فريق باير ليفركوزن، والتي من المنتظر أن تصبح الأغلى في تاريخ تشيلسي، بقيمة تتراوح بين 80 و100 مليون يورو. ونجح تشيلسي في التفوق على أندية كبرى خلال ال "ميركاتو" الحالي، حيث سعى ليفربول بشدة للتعاقد مع فيرنر، إلا أن تشيلسي نجح في إقناع الهداف الألماني بالانضمام لصفوفه، كما كان مانشستر سيتي أحد أبرز الراغبين في التعاقد مع تشيلويل، ويعد هافرتز الصاعد بقوة أحد أبرز النجوم المرغوبين من أندية كبرى عالميًا. جرانوفسكايا كانت بعيدة عن الرياضية في سنوات دراستها الأولى بالعاصمة الروسية موسكو، حيث تخصصت في الموسيقى والرقص، قبل أن تتحول إلى دراسة اللغات الأجنبية، في جامعة موسكو، التي تخرجت منها بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1997. عقب تخرجها مباشرة انضمت جرانوفسكايا إلى شركة سيبنيفت للبترول، المملوكة لرجل الأعمال رومان أبراموفيتش، وكانت تلك الخطوة هي ما مهد لدخولها عالم كرة القدم في المستقبل، حيث أظهرت كفاءة جعلتها إحدى أبرز المقربين لأبراموفيتش، وواحدة من ممثليه في اجتماعات بارزة حول العالم، مما جعلها تنتقل للعيش في العاصمة الإنجليزية لندن، عندما استحوذ أبراموفيتش على نادي تشيلسي عام 2003. أصبحت السيدة الروسية النشيطة ممثلة أبراموفيتش بين عامي 2003 و2010، قبل أن تنضم رسميًا لمجلس إدارة النادي، وأصبحت المسؤولة الأولى عن جميع المعاملات المتعلقة بلاعبي الفريق. مع المزيد من الخبرة، وكذلك مع إجادتها اللغة الإنجليزية والعديد من اللغات الأخرى، شاركت جرانوفسكايا مدربي تشيلسي خططهم المستقبلية، واحتياجاتهم في أسواق انتقالات اللاعبين، وساهمت بشكل بارز في إتمام العديد من الصفقات. وبشكل رسمي، أصبحت جرانوفسكايا عام 2014 المدير التنفيذي لنادي تشيلسي، ووصفتها صحيفة "تايمز" البريطانية الشهيرة بأنها المرأة الأكثر نفوذًا وتأثيرًا في عالم كرة القدم. واحدة من أبرز الخطوات التي ارتقت باسم جرانوفسكايا في عالم كرة القدم، وجعلتها المرأة الأقوى في عالم كرة القدم، تمثلت في مساهمتها في إتمام صفقة تعاقد تشيلسي مع شركة "نايكي" الأمريكية، لتصبح الراعي الرياضي للفريق، بعقد بلغت قيمته 60 مليون دنيه إسترليني سنويًا، ويمتد حتى عام 2032. واصلت جرانوفسكايا إثبات كفاءتها في قيادة النادي الذي أصبح بين أبرز القوى الكروية الإنجليزية في القرن الجديد، حيث نجح تشيلسي في بيع مهاجمه الإسباني ألفارو موراتا إلى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، مقابل 56 مليون يورو، رغم المستويات المتواضعة التي قدمها بقميص الفريق الإنجليزي، والتي تراجعت بسببها قيمته السوقية. كما نجحت جرانوفسكايا في تأمين صفقة مميزة نظير بيع البجيكي إيدين هازار نجم الفريق السابق، والذي انتقل إلى نادي ريال مدريد الإسباني مقابل 100 مليون جنيه إسترليني في صيف 2019، رغم أن عقده كان يتبقى به موسم وحيد، وهو ما يعني أنه كان قادرًا على التوقيع للنادي الملكي الإسباني بشكل مجاني عقب أشهر معدودة، للانتقال في الموسم التالي.