بشكل مفاجىء، وبعدما كان النادي بعيدًا عن الاهتمام بالتعاقد مع كاي هافرتز أبرز المواهب الألمانية الصاعدة، فرض تشيلسي نفسه كوجهة أبرز لنجم باير ليفركوزن في الموسم المقبل. وأصبح التعاقد مع هافرتز حلمًا للعديد من الأندية الأوروبية الكبرى، أبرزها ريال مدريد الإسباني، بايرن ميونخ الألماني وليفربول الإنجليزي، إلا أن المقابل المالي الضخم المتوقع لإتمام الصفقة قد يحرم العديد من الأندية الطامحة في الفوز بخدمات اللاعب من التحرك الجاد نحو إتمام الصفقة. ووجه تفشي فيروس كورونا المستجد ضربة اقتصادية قوية لعالم كرة القدم، وهو ما سيتسبب في تقليص ميزانية الانتقالات بالعديد من الأندية الأوروبية الكبرى، إلا أن تشيلسي يبدو في موقف جيد على هذا الصعيد، بفضل عدم إبرامه صفقات في فترتي الانتقالات الأخيرتين. وأكدت صحيفة جارديان البريطانية أن تشيلسي يتصدر الأندية الراغبة في التعاقد مع هافرتز، وأضافت أن نادي العاصمة الإنجليزية يجهز 75 مليون جنيه إسترليني لإقناع باير ليفركوزن بالتخلي عن اللاعب، وهو الرقم الذي سيكون مرضيًا بنسبة كبيرة لطموحات النادي الألماني. شبكة "بليتشر ريبورت" الأمريكية أكدت أيضًا أن تشيلسي أقرب الأندية للتعاقد مع لاعب خط الوسط الشاب، في موسم انتقالات يبدو استثنائيا للنادي الإنجليزي، الذي أكدت صحيفة "بيلد" الألمانية أنه أتم اتفاقه مع تيمو فيرنر مهاجم فريق لايبزج الألماني، كما أشارت تقارير بريطانية إلى تحركه للتعاقد مع بن تشيلويل الظهير الأيسر لفريق ليستر سيتي. وبدأ هافرتز البالغ من العمر 20 عامًا مشاركاته مع باير ليفركوزن في موسم 2016/2017، وأصبح أصغر لاعب يمثل فريقه الأول في بوندسليجا في عمر 17 عامًا و126 يومًا، كما سجل رقمًا قياسيًا جديدًا في الموسم ذاته عندما أصبح أصغر لاعب يسجل هدفًا في تاريخ مواجهات الفريق بدوري الدرجة الأولى الألماني. وسجل هافرتز 20 هدفًا لمصلحة باير ليفركوزن وصنع 7 أهداف في مسابقتي دوري الدرجة الأولى الألماني والدوري الأوروبي، كما واصل تألقه بشكل ملفت في الموسم الحالي، حيث سجل 15 هدفًا وصنع 8 أهداف في مختلف المسابقات حتى الآن. ورغم تحركه في أكثر من اتجاه، لدعم قائمته التي عانت بوضوح من نقص الخبرات في الموسم الحالي، وتعدد الصفقات المنتظرة التي بدأت رسميًا بالتعاقد مع المغربي حكيم زياش من صفوف أياكس أمستردام، والاتفاق مع فيرنر، بالإضافة للتحرك نحو التعاقد تشيلويل، إلا أن هافرتز سيشكل دعمًا هائلًا لخط وسط تشيلسي في الموسم المقبل، ويعزز مخططات المدير الفني فرانك لامبارد بشكل كبير. شارك هافرتز في خمسة مراكز مختلفة مع باير ليفركوزن خلال الموسمين الماضي والحالي، أبرزها مركز صناعة اللعب، وأجاد بشكل مميز في مركز لاعب خط الوسط الصريح، بالإضافة لمشاركته في مركزي الجناح الأيمن ولاعب خط الوسط الأيمن، كما ساهمت فاعليته أمام المرمى في الدفع به في مركز المهاجم الصريح خلال بعض المباريات. تواجد هافرتز بقائمة تشيلسي سيمنح لامبارد مرونة كبيرة في تشكيلته، سواءً قبل أو أثناء المباريات، وأبرز الأدوار التي يمكن أن يساعد بها هافرتز مدرب تشيلسي الذي يفضل طريقة 4-3-3 هو التواجد كرأس مثلث أمام لاعبي خط وسط صريحين، أبرزهما نجولو كانتي وماتيو كوفاتشيتش. تواجد هافرتز كلاعب ثالث في خط الوسط سيمنح لامبارد حرية منحهه أدوارًا هجومية أبرز في بعض أوقات المباراة، ليحول الطريقة إلى 4-2-3-1 بتواجد هافرتز كصانع لعب صريح بين جناحي الفريق، وهي الطريقة ذاتها التي قد يبدأ بها لامبارد مباريات عديدة. التعاقد مع هافرتز سيزيح الضغوط عن تشيلسي في حالة رحيل الإيطالي جورجينيو، المرغوب بشدة في نادي يوفنتوس، مما سيحافظ على استقرار خط الوسط الذي مثل القوة الأبرز في طريقة لعب لامبارد خلال الفترة الماضية. تواجد عنصر مميز آخر في صناعة اللعب هو ماسون ماونت الذي ظهر بشكل جيد في الموسم الحالي، قد يسمح للامبارد باستغلال هافرتز في مركز الجناح الأيمن في بعض الأحيان، كما سيتمكن لامبارد من تغيير خططه بالكامل، في حالة رغبته في إشراك صانع اللعب الألماني كمهاجم متأخر خلف تيمو فيرنر، في حالة اللعب بطريقة 4-4-2، أوفي حالة رغبته في تحقيق كثافة هجومية في العمق عوضًا عن الأطراف، ليلعب هافرتز خلف المهاجمين فيرنر وتامي أبراهام. وكان النجم الألماني الشاب قد أعلن صراحة رغبته في اتخاذ خطوة أكبر في مستقبله الاحترافي، بعد تألقه بقميص باير ليفركوزن، وهو ما سيساعد تشيلسي في مفاوضاته مع النادي الألماني، في حالة تحركه بجدية لحسم الصفقة.
