مقطع فيديو لم يتجاوز ال106 ثانية كان كافياً لإقناع مسؤولي قطاع الناشئين بنادي الزمالك بموهبة محمد طارق عبدربه، لاعب نادي الإسماعيلي والنوبي سابقاً بجانب شهادات من جانب مدربي المحافظة. الزمالك كان قد أورد، مساء يوم أمس الاثنين، عبر موقعه الرسمي خبراً بالتعاقد مع محمد نجل طارق عبدربه، مدرب ناشئي الإسماعيلي السابق وشقيق أسطورة الإسماعيلي حسني عبد ربه. ابن الست سنوات حينها لم يكن يعرف طريقاً غير نادي الإسماعيلي؛ حيث تربى والده وعمه على حبه فبدأ في مركز الهجوم والجناح الأيمن والأيسر وأحياناً كصانع ألعاب قبل أن يتحول للاعب خط وسط مدافع ديفيندر كما كان عمه حسني عبد ربه بصفوف الإسماعيلي ومنتخب مصر:"في 2016 في مدرب شافني وقالي ألعب ديفيندر مكنتش حابب الأمر في الأول لكن الحمدلله بقيت مميز فيه". هنا قد تعتقد أن صلة القرابة بينه وبين "القيصر" كما يُلقب حسني عبد ربه، قائد الإسماعيلي السابق، مهدت له الطريق ولكن الأمر كان عكس ذلك فلم يُقيد لاعب 2004 مع فريقه في الموسم الماضي 2019/2020، فيقول صاحب ال 16 عاماً ليلاكورة:"كان نفسي أكمل مسيرة والدي وعمي في النادي لكن الظروف لم تكن ملائمة". أحمد فكري الصغير، المدرب السابق في قطاع ناشئي الإسماعيلي والذي كان يُتابع محمد في المباريات يقول ليلاكورة:"هو ديفيندر مميز جداً يُجيد استخلاص الكرة ويمتلك من المهارة التي تجعله يخرج الكرة بطريقة صحيحة، ودعني ألفت نظرك لشيء مهم اللاعب حين يترك الإسماعيلي وهو في الناشئين ولايذهب لأي نادِ كبير قد يحطم نفسياً ولكن محمد لاعب مميز والجميع يؤمن به لذا راهن على نفسه بموسم مع فريق النوبي وانظر أين هو الآن". وهو الأمر الذي لم يقلق محمد حين رحل عن الإسماعيلي:"الموضوع كان صعب ولكن أنا عندي حلم وهحققه، انضميت لأكاديمية القيصر في الإسماعيلية بعدها وحافظت على لياقتي والكل ساعدني هناك وبعدها كابتن حسام فتحي عرض عليا انضم لنادي النوبي في الدرجة الثالثة واقنعني بذلك، أول مباراتين لم أشارك بسبب التسجيل وبعدها هو مشي راح القادسية السعودي، لكن الحمدلله عملت موسم مميز". محمد الذي يعمل بنصائح والده وعمه في الملعب فالثنائي سبقه بمركز خط الوسط المدافع ديفيندر سجل 10 أهداف و صنع 12 هدفاً خلال موسم 2019/2020 جعلته محطاً للأنظار:"وصلني عرضاً من إنبي الحمدلله ولكن الأمور وقفت بسبب أزمة كورونا ولكن ربنا كان شايل ليا حاجة حلوة عشان تعبي فوكيلي محمد عبدالجابر تواصل مع مسؤولي الزمالك وبعد مشاهدتهم الفيديو الخاص بي طالبوا بحضوري للنادي". صاحب ال 180 سم، لم يكن يعلم حين طلب منه والده ووكيله يوم أمس أن يأتي معهما "في مشوار" أن الأمر سينتهي بهذه النهاية السعيدة:"لما عدينا البوابات بسأل والدي بقله إحنا رايحين فين فقالي كابتن طارق يحيى وسعيد لطفي عاوزين يشفوك.. مكنتش مصدق نفسي، مكنتش مصدق أني بعد الموسم اللي فات مع النوبي في الدرجة الثالثة إني هرجع تاني بسرعة.. الحمدلله". فالفيردي كما يُلقبه زملائه في الإسماعيلية لم يكن يتوقع أيضاً حسن الاستقبال الذي قابله في الزمالك:"الناس استقبلوني أنا ووالدي ووكيلي من على الباب لحد مكتب كابتن طارق وكابتن سعيد، كابتن طارق عرفت أنه بعد ماشاف الفيديو كلم والدي وكام مدرب وسألهم عني وقالهم يجي يمضي والحمدلله جيت مضيت على عقد على طول وبإذن الله هشارك مع فريق 2003 بدوري الجمهورية ومع فريق 2004، أنا كنت شاركت لأول مرة في دوري الموسم اللي فات مع النوبي والحمدلله كنا التاني بعد القناة". وهو الأمر الذي يُسعد المدير الفني لفريق 2004 في فريق النوبي ولكنه جعله في حيرة كيف سيعوض محمد بلاعب يكون مثله فمحمد كان قائداً لفريقه يبث الحماس في زملائه:"محمد كان هداف الفريق وفي ماتش سجل فيه جونين وجالنا بلن وكان مهاجم الفريق مش موفق، محمد قاله سدد أنت الكرة، هو غيور على فرقته وزمايله ومبيحبش يخسر وكان في أكتر من ماتش سبب عودتنا والفوز وسمونا فرقة الريمونتادا، محمد كمان مميز في تسديد الركلات الثابتة والمراوغة واستخلاص الكرة". المدير الفني لفريق النوبي، يتذكر حين ضاعت منه الورقة التي يدوّن فيها إحصائيات اللاعبين فأخذ يتواصل مع كل لاعب يسأله عن الإنذارات التي حصل عليها وهل سجل أم لا حتى وصل لمحمد:"قالي ثانية ياكابتن وصورلي ورقة كاتب فيها لعب كل ماتش أدام مين وجاب جون ولا عمل أسيست ولا وخد إنذار ولا فكلمت والده كابتن طارق لأن مش طبيعي حد في سنه يعمل ده فقالي أنه حاطط الورقة فوق السرير عنده عشان يشوفها كل شوية.. محمد لاعب مميز وبإذن الله يكون ضمن الشباب في الفريق الأول بالزمالك الفترة الجاية". تصعيد لاعبي الزمالك في قطاع الناشئين للفريق الأول ومشاركتهم أحد الأمور التي تُسعد محمد وتشجعه على بذل كل مالديه مع فريقه الجديد:"مين عارف بعد سنتين أو تلاتة ممكن أيه يحصل، أنا هبذل كل طاقتي عشان أكون على قدر المسؤولية وحسن ظن الجميع".
