في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. هل يمكن أن يتم الحكم علي مدرب من مباراة واحدة ؟ أو من خلال عدة مباريات ؟ كيف يمكن ان تظهر بصمة مدرب من أول مباراة ولا تظهر لمدرب أخر رغم مرور عدة مباريات ..كلها أسئلة تدور في ذهن البعض وإجابتها في السطور المقبلة. لماذا ظهرت بصمات مؤمن سليمان ؟ هل هناك فارق بين 4-3-3 التي كانت تنقذ وقت فيريرا وبين 4-3-2-1 التي قدمها مؤمن أمس ..ربما هذا هو المدخل الأساسي لمعرفة ماذا قدم المدرب العام للزمالك في مباراته الأولي أمام الإسماعيلي. السؤال الأصعب والذي لم يكن له حلا من قبل ..كيف يمكن أن يتواجد أيمن حفني وشيكابالا سويا ويقدم كلا منهما أفضل ما لديه ؟ سليمان أجاب عن ذلك.. إعتمد المدرب الجديد للزمالك علي طريقة 4-3-2-1 بتواجد الشناوي حارسا للمرمي أمامه الرباعي شوقي السعيد وعلي جبر وإسلام جمال وعلي فتحي أمامهم طارق حامد كإرتكاز دفاعي يعاونه أحمد توفيق يمينا ورمزي خالد يسارا ثم الثنائي أيمن حفني وشيكابالا في العمق خلف رأس الحربة باسم مرسي. أيمن حفني قدم أفضل ما لديه في الموسم الأول مع الزمالك عندما لعب جناحا أيمن في طريقة 4-3-3 مع فيريرا وقبلها في 4-2-2-2 مع باتشكيو .. البعض يطالب بأن يتواجد حفني في العمق والإعتماد علي 4-2-3-1 وتكثيف العناصر الهجومية للزمالك ولكن ذلك لم يكن ممكنا في ظل عدم تواجد لاعب يمكنه تقديم الدور الدفاعي والهجومي في وسط الملعب ويستطيع أن يخرج بالكرة. شيكابالا لم يعد قادرا هو الأخر علي القيام بمهام ( الجناح الأيمن ) طوال المباريات ..بمجرد إستلامه للكرة يصبح خيار الذهاب للعمق هو خياره الأول وبالتالي تصبح مراقبته أسهل خاصة مع تراجع عنصر السرعة لديه عن ذي قبل. حفني وشيكابالا يبرعان في مركز واحد وتقل قدراتهم في باقي الأماكن ..لذلك كانت فكرة مؤمن سليمان في الدفع بهما سويا في أماكن قريبة من بعضهما خلف باسم مرسي ..بحيث تتواجد حرية لديهم في التنويع بين اللعب في العمق وبين الذهاب يمينا علي أن تحدث عملية تبديل المراكز خلال المباراة. هذا الأمر جعل شيكا وحفني ( أكثر أريحية ) في عملية إستلام الكرة وأكثر حركة خلف وسط الإسماعيلي الذي لعب بشكل هجومي ولكن بطريقة مختلفة نوعا ما الأمر الأكثر جراءة من مؤمن سليمان هو تطويع ( أحمد توفيق ) تحديدا لأن يلعب ك False Wing عند الهجوم ومعاونة طارق حامد عند فقدان الكرة .. الأمر الأكثر خطورة أن يعطي نفس الأدوار ل رمزي خالد وإذا أضفنا أن علي فتحي يصعد للهجوم وبشكل أقل عند شوقي السعيد هذا يعني أن الزمالك يدافع ب ( إسلام وجبر امامهم طارق حامد). كيف تخلق مساحة ؟ تقهقر حفني وشيكابالا في منطقة العمق يجعل منطقة الجناحين فارغة .. رمزي وتوفيق في بداية الهجوم يبدأن من العمق ..الفريق يتمركز طوليا بشكل ضيق للغاية مما يترك مساحات هائلة عند أطراف الملعب. ميزة شيكا وحفني هنا أن تظل الكرة تحت أقدامهم دون أن تقطع .. الإثنين لديهما ميزة في ( الإستحواذ علي الكرة ) والمراوغة وهنا يصبح لديهم خيار تمرير الكرة بينهما أو للأمام مع باسم مرسي الذي يتحرك نحو المرمي ..فيخلق مساحة لديهم للتقدم طوليا. الخيار الثاني أن يذهبا أيا منهما إلي الأجناب ثم إرسال عرضية لباسم مرسي أو أن ينتظرا تحول أحمد توفيق لمركز الجناح ..وهنا لا بد من الإشادة بمؤمن سليمان .. لو إعتمدت علي توفيق كجناح يتسلم الكرة منذ بداية الهجمة يصبح الامر غير منطقيا علي الإطلاق ولكن تحويل مكان اللاعب أثناء الهجوم وفي كرات محددة يخلق عنصر المفاجأة وذلك ما يشكل الخطورة ..الجميع في كرة القدم يبحث عن المفاجأة أو الخدعة. أفكار مؤمن سليمان الهجومية تصطدم بالجزء الدفاعي ..شيكابالا وحفني لا يقوما بالضغط الجماعي عند إمتلاك المنافس للكرة لذك يصبح تمرير الكرة سهلا من الدفاع للهجوم بشرط أن يتواجد لاعبي الوسط الهجومين للمنافس يمين ويسار طارق حامد ..أنت تعرف أن هناك رد علي تلك الجزئية. الرد المنطقي بأن تواجد رمزي خالد وأحمد توفيق يحمي وسط ملعب الزمالك دفاعيا .. ولكن وقتها تصبح أطراف الملعب متاحة للمنافس وهذا ما يعني خروج ظهيري الجنب .. هذا الأمر يجعل الزمالك مخترق دفاعيا ..وهل سبعة لاعبين غير قادرين علي حماية المرمي ؟ الإجابة ربما تجدها في تحليل ما قبل قمة الكأس المرتقبة ..صورة 2 توضح مشكلة الزمالك في الدفاع.. تغييرات مؤمن الثلاثة كانت موفقة .. بعد التقدم وبعد الربع الأول من الشوط الثاني كانت فرصة لإدخال عنص هجومي ومعه زادت النتيجة وقبل الدخول للربع الساعة الأخير كان دخول إبراهيم صلاح لحماية وسط الملعب تماما ثم خمس دقائق أخري لتنشيط الهجوم والإعتماد علي المرتدات ..بتغيير لمركز مايوكا. الإعتماد علي 4-5-1 بشكل عرضي لخنق أية محاولات لصناعة اللعب من العمق وتلك هي أكثر مشاكل الزمالك فالفريق يمكن إختراقه في منطقة قلب الملعب ولكن تواجد صلاح وطارق حامد وأحمد توفيق يقلل من إحتمالات ذلك ..بالطبع ذلك يؤثر علي الجزء الهجومي ولكن لا تنسي أن ذلك حدث بعد التقدم بثلاثية نظيفة. أخيرا .. هناك نوعان من المدربين ..أحدهما يفضل عدم التغيير لا في التشكيل أو الخطة أو التكتيك بدعوي أن الفريق يفوز وهنا يحتاج وقتا لتظهر بصمته ..وأخر يجد الفرصة مواتية لإدخال بصمته سريعا يساعده في ذلك عدم توفيق الفريق في الفوز قبل مجيئه. للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك