قبل 16 عاما على وجه الدقة، شارك الإسباني إيكر كاسياس، حارس بورتو، في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لأول مرة، حينما تولى مسئولية حماية عرين ريال مدريد في 15 سبتمبر/أيلول عام 1999 بأثينا أمام أوليمبياكوس، في مباراة انتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق. وسيلعب غدا قائد المنتخب الإسباني في البطولة الأوروبية الأهم على مستوى الأندية، ولكن هذه المرة دفاعا عن عرين آخر بخلاف (الميرينجي)، للمرة الأولى أيضا. ويدافع كاسياس غدا عن مرمي بورتو أمام دينامو كييف الأوكراني في الجولة الأولى من مرحلة المجموعات، المباراة التي من المنتظر أن يعادل خلالها عدد مشاركات زميله السابق في المنتخب تشافي هيرنانديز في التشامبيونز ليج (151 مباراة). وتعود علاقة حارس الريال السابق بدوري الأبطال إلى 16 عاما مضت، عقب ثلاثة أيام فقط من مشاركته الأولى في الليجا رسميا على ملعب سان ماميس القديم أمام أثلتيك بلباو (2-2). وكانت إصابة كل من الألماني بودو إليجنر والأرجنتيني ألبانو بيزاري قد أجبرت المدير الفني الويلزي للريال وقتها جون توشاك على الدفع بالحارس الشاب ذي ال18 عاما. وكان التحدي يكمن في اللعب أساسيا على ملعب أثينا الأوليمبي بجماهيره المتحمسة أمام أوليمبياكوس، الذي كان يضم حينئذ البرازيلي جيوفاني سيلفا دي أوليفييرا (لاعب برشلونة السابق) والسلوفيني زلاتكو زاهوفيتش. وقال توشاك حينها عن كاسياس قبل المباراة "إنه لاعب بالفريق وسيحمي غدا بكل طمأنينة عرين ريال مدريد"، مذكرا بأن الحارس اليافع لديه بعض الخبرات الدولية خلال مشاركاته في المباريات الودية الإعدادية لذلك الموسم، ومع منتخب الشباب الإسباني تحت 12 عاما. واستقبلت شباك ريال مدريد في الدقيقة 11 من تلك المباراة الهدف الأول عن طريق رأسية قوية لجيوفاني، الذي أفلت من رقابة المدافع خوليو سيزار داخل منطقة الجزاء. وتلقت شباك كاسياس هدفين آخرين (جيوفاني أيضا ق46 وزاهوفيتش ق67)، في ثلاث لعبات لم يكن للحارس الشاب وقتها أي ذنب تقريبا في اهتزاز شباكه بها. بل إن الملقب ب(القديس) أظهر يومها بادرة صغيرة على مهاراته الفريدة، التي تفجرت بعد ذلك على مدار مسيرته، حينما تمكن في الشوط الثاني من التصدي لتسديدة صاروخية من مسافة قريبة للاعب ستيلوس جياناكابولوس ببراعة. ومنذ تلك الليلة النارية في أثينا، خاض كاسياس 150 مباراة في البطولة القارية وتوج باللقب مع الميرينجي في ثلاثة مناسبات (أعوام 2000 و2002 و2014). ومن المنتظر أن يستمر الحارس المخضرم الآن (34 عاما)، في تمتين رابطته بالبطولة المفضلة لديه، ولكن هذه المرة بقميص بورتو، الذي توج باللقب الأوروبي عامي 1987 و2004. وقال بطل العالم وأوروبا مع منتخب (لا روخا) "آمل أن يلتقي كل من بورتو وريال مدريد في النهائي بسان سيرو"، ملعب مدينة ميلانو الإيطالية.