في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. عقل المباراة في هذه المرة سيتناول لأول مرة مباراة تنس لنعرف تأثير المدربين علي اللاعبين حتي في الألعاب الفردية. هل يمكن أن يغير مدرب من مسار لاعب تنس في بطولات معينة ؟ .. لو نظرت للاعبي التنس عموما ستجد أن هناك القليل من الإضافات التي تمنح من قبل المدربين بعدما يصل اللاعبون إلي البطولات الكبري ونعني بها الجراند سلام والتي تقام في ( أستراليا " ملبورن " –فرنسا "رولان جاروس "- إنجلترا ويمبلدون" –أمريكا "فلاشينج ميدوز". مع نوفاك دجوكوفيتش أختلف الأمر كثيرا وقبل أن نحاول فهم سر تفوق نولي يجب أن نعترف أنه منذ ثنائية ( روجيه فيدرر - رافائيل نادال ) لم يظهر لاعب أخر مع نوفاك ورغم أن دجوكوفيتش أصغر من نادال بعام واحد فقط إلا أن صراع الأسباني كان دائما مع السويسري خاصة وأن نادال بزغ مبكرا جدا قبل أن يكمل العشرين بعكس دجوكوفيتش الذي بدأ سلطته في 2011 وهو يناهز الرابعة والعشرين وفي لعبة التنس خمسة سنوات كبيرة جدا كي تصنع مجدا. نعود مرة أخري لسر تفوق المصنف رقم واحد عالميا علي ملك رولان جاروس والذي أحرز تسعة بطولات علي هذه الأراضي في أخر عشرة مواسم ولا أجد سوي تفسير واحد ال ( بووم بووم ) أو لمن لا يعرف بوريس بيكر. أطلق لقب البووم بووم علي بوريس بيكر نظرا لقدرته الهائلة علي ضرب إرسال ساحق وبقدره هائلة علي رد إرسال منافسه ولكن هناك ما أضافه لنوفاك دجوكوفيتش ( اللعب علي الشبكة ). رغم طول نوفاك الفارع والذي يبلغ 1.90 م إلا أن أبرز نقاط ضعفه كانت اللعب علي الشبكة ولا أحد ينسي النقطة الماراثونية والتي كاد بها أن يجرد نادال من لقبه الموسم الماضي إلا أن إصطدامه بالشبكة قبل أن تلمس الكرة الأرض جعلت رافائيل يعود مرة أخري للمباراة ويحتفظ باللقب للمرة الخامسة علي التوالي والتاسعة في تاريخه. نعود إلي ما أضافه بوريس بيكر إلي نولي ( تدليل نوفاك ) وهو التقدم إلي الشبكة ..كان نولي قديما يتقدم ويحاول ضرب الكرة بشكل حاد أو قوي كما ذكرنا دون حساب وضعية جسده أو مدي قدرة منافسه علي استرجاع الكرة في اللحظة الأخيرة أو في ال (UnForced Error) وهذا يعني ضرب الكرة لخارج حدود الملعب أو ضرب الكرة في الشبكة. رغم أن نوفاك يمتاز بال Forehand Winner )) إلا أن أخطاءه كانت منصبة حول كيفية إستخدامها أثناء تقدمه للشبكة وهذا ما قام بإصلاحه بوريس بيكر كما جعل نوفاك يقوم بإستخدام ال back hand بيد واحدة لتوقيف الكرة لتسقط خلف الشباك ..معلومة بيكر كان من القلائل الذي يجيد إستخدام الback hand بنفس قوة الright hand وبيد واحدة . لذلك كانت نقاط الفوز التي تأتي عن طريق ال forehand winner لنوفاك في مباراة الأمس 23 مقابل ثلاثة فقط لنادال والذي فقد أهم ما يمكن أن نقول أنه سر قوة نادال علي الملاعب الترابية ( الدوران خلف الكرة ) نادال كان يعتمد دائما علي الركض بسرعة حتي يسمح لجسده بأن يكون دائما في وضعية ال forehand winner وعندما نعلم أن رافائيل أصلا أعسر فلك أن تتخيل صعوبة أن تواجد اليد اليسري في تلك الوضعية والتي تجعل العديد من النقاط في متناول نادال . نوفاك علي غير العادة جعل الضربات في عمق الملعب وفي منتصفه تماما وهذا ما حرم نادال من الإستمتاع بقدرته علي الركض وتحويل مسار الكرة لليمين واليسار وتحريك منافسه معها وعندما تقدم نوفاك للأمام كانت كرته تسقط خلف الشباك مباشرة وبطريقة ال Drop Shot بشكل يجعل لحاق نادال بها مستحيلا. فرصة نوفاك تبدو الأعلي لحصد اللقب الوحيد الغائب عن خزائنه وهو اللقب الذي فشل في تحقيقه مدربه بوريس بيكر خاصة مع خروج فيدرير علي يد مواطنه فافرينكا والأخير في رأيي هو الوحيد القادر علي مقارعة نوفاك مستقبلا لو تطور بالقدر الكافي. للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا