في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ. هل يمكن إختصار ناد يحتل المرتبة الخامسة في الدوري الإيطالي وقريبا من الوصول لنهائي الكأس ويلعب في مراحل متقدمة من الدوري الأوربي في لاعب أكمل شهرا بالكاد معه ..الإجابة نعم ولا. هل تلعب كرة القدم وحدك وتظن أنك فائز في كل الظروف مهما تغير المنافس ومهما تغيرت قائمتك الإجابة لا لماذا هذه الأسئلة ؟ الإجابة العقلانية التي نتحسسها للوصول للحقيقة تبدأ من الأسئلة السابقة ناهيك عن دور فينشنيزو مونتيلا في خسارة فيورنتنيا أما لاتسيو برباعية سيناريو المباراة أن تضرب يوفنتوس في ملعبه بثنائية وبعد أسبوع تواجه روما في الدوري الأوربي وبينهما تلاعب لاتسيو .. أعطني فريقا واحد في العالم في نفس مستوي فيولا بل اقوي منه يلعب كل هذه المباريات دون إنخفاض في المستوي ..عفوا تصحيح أعطني فريقا واحدا في العالم يغيب عنه ثنائي رأس الحربة المعتمد عليه منذ بداية الموسم مع كل المعطيات السابقة ولا ينهار. عندما غاب يايا توريه عن مانشستر سيتي أثناء مشاركته في بطولة أمم أفريقيا إهتز مستوي السيتزنز بشدة رغم تواجد لاعبين مثل فيرناندينو وفيرناندو في عمق الملعب ..عندما أصيب دزيكو وأجويرو وظل السيتي يلعب بدون رأس حربة دفع مبلغا خرافيا في ويلفريد بوني من أجل أن يلعب في هذا المركز حتي لو كان أقل كثيرا من مستوي السيتي في العموم. مونتيلا وجد نفسه مضطرا لإشراك إيليتيش وديامنتي ومحمد صلاح في الهجوم بشكل عشوائي ..لعب الثنائي الأول دورا فرديا أكثر في إنهاء الهجمة بانفسهم والهجمة الوحيدة التي كانت تحمل رائحة الخطورة جاءت من تمريرة معتاده من ماتياس فيرنانديز إلي محمد صلاح. إنسف كل ما سبق ولو إنه سببا غير مباشر ..وأنت تشاهد مباراة يجب أن تعرف المشكلة الحقيقية ..أمس فيورنتينا كانت مشكلته في خط الوسط وليست في الهجوم في النتظيم الدفاعي أثناء صعود لاتسيو وليس العكس. المأزق الذي وضع فيه مونتيلا نفسه منذ البداية كان إشراك ثلاثي خط الوسط كورتيتش وميلان بادي وفيرنانديز وهو نفس الثلاثي الذي أشترك في مباراة يوفنتوس كاملة ليس هذا فقط بل الأدهي أن الثنائي كورتيش وميلان لعبا أيضا مباراة الإنتر كاملة. صحيح أن بيتزارو أبطأ كثيرا ولكنك في مباراة لا تحتاج فيها للهجوم المكثف فلاتسيو بالتأكيد يدخل المباراة وفي ذهنه ثلاثة نقاط تقربه أكثر من دوري الأبطال .. مونتيلا كان يحتاج لتنظيم أكثر في خط الوسط بدلا من التغيير الأكبر في خط الدفاع. هل تعلم أن رباعي دفاع الفيولا دائما يتغير في كل مباراة .. ظهيري الجنب توموفيتش وباسكوال في مباراة ثم ميكا ريتشارد وألونسو في مباراة أخري ناهيك عن التبديل الدائم بين سافيتش وباسنتا ورودريجيز قلوب الدفاع .. الصورة المقبلة توضح لك التغييرات التي حدثت في المباريات الثلاث الأخيرة. مشكلة مونتيلا الحقيقة كانت في خط الوسط لذلك لم يجد بيليا إرتكاز فريق لاتسيو صعوبة مرتين في تسديد هدف وأخر في العارضة دون ادني مضايقة من خط الوسط بل أن ماتيس فيرنانديز علي سبيل المثال أعطي ظهره له تماما أثناء الهدف الاول. كيف عالج مونتيلا بعض الأخطاء؟ فيشينزو أخرج ديامنتي وأقحم بيزارو وتقدم فيرنانديز لمساندة الهجوم .. بيزارو ساعد في إمتلاك الكرة ولكن الثنائي بادي وكورتيش لعبا كثيرا وباتا غير قادرين علي مواصلة اللعب وربط الدفاع بالهجوم فتم اللجوء للكرات الطويلة وهنا ظهرت المشكلة الثانية. مشكلة الهجوم كانت واضحة في عدم التعاون بين الثلاثي الهجومي وبين عدم تحديد مسئولية من يتولي العمق لذا كان دخول جيلاردينيو بديلا لإيليتش أفضل هجوميا ولكن ظلت مشكلة خط الوسط كما هي . أخيرا خرج بادي ودخل خواكين وعاد فيرنانديز مرة أخري لخط الوسط ولكن عندما تتواجد مساحات هائلة في الملعب يصبح تسجيل الأهداف أسهل ما يمكن خصوصا بعد خطا توموفيتش في ركلة جزاء كان يمكن تفاديها وخطأ لمصلحة فيورنتينا لم يتم التعامل معه جيدا ومنها إرتدت الكرة للهدف الثالث. محمد صلاح صاحب اللمسة الأخيرة في الفيولا في المباريات السابقة لم يجد من يمرر له اللمسة قبل الأخيرة ..هذا إن كنت تبحث عن المردود التهديفي لكن الأداء التكتيكي يختلف. صلاح لمس الكرة أكثر في الشوط الثاني وهو ما يؤكد ندرة التعاون الهجومي معه في الشوط الأول وتغير الشكل بعدما تغيرت التركيبة الهجومية للفريق ناهيك عن تواجد لاعب بالقرب منه دائما وهو ما دعا ستيفانو بيولي مدرب لاتسيو لأن يلعب لأول مرة منذ فترة طويلة 4-2-3-1 بتواجد ثنائي إرتكاز في عمق الملعب بيليا وكاتالدي. تطور أداء صلاح بدنيا وفي الإلتحامات بات أقوي ولكنه سيصل لمرحلة نهائية في القوة ولن يمكنه ان يزيد عن ذلك وستكون ذلك هو منتهاه ..لا تظن أن ذلك سيئا فأحيانا تصبح القوة الزائدة عن الحد سببا في قلة الرشاقة والمرونة وقليلون جدا ممن يملكون العنصرين في كرة القدم. ما رأيك في بابا نجيدا - شون رايت فيلبس –ارون لينون- نافاس – نصري –والكوت .والقائمة تطول هناك لاعبون يمتلكون عنصرا ويعلمون علي تحسين عنصر أخر لكن ان تطلب منهم أن يتحولوا كلهم لأدريانو فذلك مستحيل ..المدرب الناجح هو من يعرف كيف يستفيد من قدرات لاعبيه مع تطويرها علي أن يكون التطوير متلائما لمهارته دون ان يخل بها. قاعدة في كرة القدم ..كلما زادت القوة بشكل مفرط كلما قلت الرشاقة مع الإعتذار لمارادونا وميسي ورونالدو ( لاحظ أني تحدثت عن أساطير ) للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا