لا تملك مدينة بيلو هوريزونتي غابات الأمازون أو شواطيء مشمسة أو استاد ماراكانا وتعد إلى حد كبير أقل جمالا من مدن أخرى تشارك في استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم. لكن وقبل يوم واحد من استضافة الصراع المرتقب بين البرازيلوألمانيا في الدور قبل النهائي تبدو بيلو هوريزونتي أخيرا في طريقها للانضمام للأجواء الاحتفالية. وبدأ المشجعون المحظوظون بالحصول على تذاكر في تجهيز ألوان الوجه واللافتات وقمصان البرازيل قبل التوجه إلى استاد مينيراو باللون الأصفر المميز. أما باقي المدينة البالغ تعداد سكانها نحو 2.5 مليون شخص فسيلوحون بأعلام البرازيل ويحتشدون في مجموعات بالمنازل أو بالحانات لكن من المؤكد أنه لن يتوجه أحد لعمله في الفترة المسائية غدا. وقالت ماريا جونكالفيس البالغ عمرها 37 عاما وكانت تتنزه برفقة أربعة أطفال يحملون بالونات صفراء "لا أستطيع الانتظار حتى انطلاق المباراة. أطبخ من أجل العائلة كلها حتى يكون بوسع الجميع الأكل ومشاهدة المباراة في الوقت ذاته." وأضافت "إلى الأمام يا برازيل.. افعليها من أجل كتابة التاريخ.. افعليها من أجلنا." وكما هو الحال بالنسبة لباقي الجماهير الأجنبية التي حضرت المدينة تشعر بعض جماهير ألمانيا بالإحباط من عدم توفر الأجواء البرازيلية الشهيرة في هذه المدينة من حيث الشواطيء والغابات لكنها شعرت في المقابلة ببعض السعادة بسبب جودة مستوى المطاعم. وقال ياس بومجارتنر وهو مشجع ألماني عمره 25 عاما بينما كان يجلس إلى جوار نافورة "هنا الأجواء مملة وكأننا في أوروبا." وأضاف "لكننا في المقابل أكلنا لحوما لذيذة الليلة الماضية ولا نزال تحت تأثير الشراب من الليلة الماضية. على كل الأحوال فإن رغبتنا تتمثل فقط في فوز ألمانيا والباقي لا يهم." ورغم أن بيلو هوريزونتي قد لا تكون جاذبة للمشجعين فإنها مدينة منظمة جدا ودرجة حرارتها معتدلة وربما يفسر ذلك سبب اختيار بريطانيا لها لتكون مقرا لبعثتها في دورة الألعاب الأولمبية في 2016. واختيرت هذه المدينة على وجه التحديد لاستضافة مباراة الدور قبل النهائي لأنها تملك ثاني أكبر استاد بالبلاد. وحتى الآن سارت الأمور بشكل رائع في هذه المدينة مع منتخب البرازيل إذ شهدت فوزه بركلات الترجيح على تشيلي في دور الستة عشر.