بعد العديد من المفاجآت التي شهدتها فعاليات الدور الأول للبطولة ، تراجعت حدة هذه المفاجآت في الدورين التاليين ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ليصل إلى المربع الذهبي أربعة منتخبات من بين الفرق التي كانت مرشحة بقوة للفوز باللقب. ويستطيع كل من منتخبات البرازيل والأرجنتين وألمانيا وهولندا ، التي وصلت إلى المربع الذهبي للبطولة الحالية ، أن يحرز اللقب. وفي ضوء جميع الأحداث والظروف المحيطة بالبطولة ، سار المونديال البرازيلي بشكل جيد حتى وصل إلى المربع الذهبي الذي ضم أربعة منتخبات من بين المرشحين للقب. وتدعم الإحصائيات أيضا وصول هذه المنتخبات الأربعة للمربع الذهبي حيث سبق للمنتخب البرازيلي الفوز بلقب البطولة خمس مرات سابقة كما بلغ الدور قبل النهائي في 11 نسخة للمونديال. ويلتقي الفريق غدا في مدينة بيلو هوريزونتي مع المنتخب الألماني الفائز باللقب ثلاث مرات سابقة كما بلغ المربع الذهبي للبطولة 13 مرة. كما أن بلوغ المنتخبين الأرجنتيني والهولندي المباراة الأخرى في المربع الذهبي لم يكن مفاجأة أو صدمة حيث سبق للمنتخب الأرجنتيني الفوز بلقب المونديال مرتين كما بلغ المنتخب الهولندي النهائي ثلاث مرات سابقة كان آخرها في البطولة الماضية عام 2010 بجنوب أفريقيا. ويشارك كل من المنتخبين الأرجنتيني والهولندي في المربع الذهبي للمرة السادسة في تاريخه. والحقيقة أنها المرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم التي يكون فيها جميع منتخبات المربع الذهبي من الفرق التي شاركت من قبل في نهائي البطولة. كما لم يخسر أي من منتخبات المربع الذهبي في البطولة الحالية أي مباراة على مدار مسيرته في البطولة حيث خاضوا مجتمعين 20 مباراة حتى الآن بواقع خمس مباريات لكل فريق وكان الفوز من نصيبهم في 18 مباراة وانتهت مباراتان بالتعادل. ولكن الأرقام ليست الشيء الوحيد الذي يؤكد مكانة ووضع هذه الفرق كأفضل المنتخبات المشاركة في المونديال الحالي. وربما لا يزخر المنتخب البرازيلي الحالي بنفس الكم من النجوم الذي شهده في 1970 بقيادة بيليه وريفيلينو أو في 1982 بقيادة فالكاو وزيكو أو في 1994 بقيادرة روماريو وبيبيتو ، ولكن الفريق بقيادة نجمه الشاب نيمار دا سيلفا /22 عاما/ وبالتشجيع الحماسي الكبير لمشجعيه بدا وأنه فريق يصعب التغلب عليه. ويعاني نيمار حاليا من الإصابة التي تعرض لها في مباراة الفريق أمام المنتخب الكولومبي في دور الثمانية والتي ستحرمه من مباراة الغد أمام المنتخب الألماني. كما قدم المنتخب الألماني دليلا جديدا على شهرته وسمعته كفريق صلد ومنظم على مستوى الأداء الجماعي رغم جلوس مهاجمه المخضرم ميروسلاف كلوزه ، الذي يشارك البرازيلي رونالدو في لقب الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم برصيد 15 هدفا لكل منهما ، على مقاعد البدلاء معظم الوقت. ومع وجود خط هجوم يعتمد على مجموعة من اللاعبين المتميزين والموهوبين مثل جونزالو هيجوين ووآنخل دي ماريا وإيزكويل لافيتزي إلى جوار النجم الكبير ليونيل ميسي ، كان المنتخب الأرجنتيني قادرا على عدم الاستعانة بالمهاجم المتألق كارلوس تيفيز نجم يوفنتوس الإيطالي. ورغم إقامة البطولة على أرض المنافس اللدود ، يشعر المنتخب الأرجنتيني بأنه يخوض البطولة في بلاده كما حقق الفريق الفوز في جميع المباريات الخمس التي خاضها في البطولة حتى الآن. ولا يشك كثيرون في إمكانيات المنتخب الهولندي بقيادة مديره الفني لويس فان جال المتميز خططيا وذلك بعد الفوز الساحق 5/1 للفريق على نظيره الأسباني حامل اللقب في المباراة الأولى لهما بالبطولة. وقال فان جال ، بعد الفوز بركلات الترجيح على نظيره الكوستاريكي في دور الثمانية ، "هذا المنتخب الهولندي أقوى بشكل كبير من أي فريق آخر دربته.. لم نلعب بشكل رائع مع الاستحواذ على الكرة ، ولكننا نكون من أفضل الفرق إن نكن أفضلها على الاطلاق عندما تكون الكرة بحوزة المنافس". وينتظر أن تكون مباراة الغد بين منتخبي البرازيل وألمانيا في بيلو هوريزونتي هي الأفضل من بين مباراتي المربع الذهبي بالمونديال الحالي علما بأنها المباراة الثانية فقط بين الفريقين في تاريخ بطولات كأس العالم. ويفتقد المنتخب البرازيلي في هذه المواجهة لجهود مهاجمه نيمار للإصابة وقائده تياجو سيلفا للإيقاف. ويمثل غياب نيمار بشكل خاص أمرا مؤلما لأصحاب الأرض. وقد يكون لاعب الوسط ويليان هو البديل الأكثر ملائمة له. وقال ويليان "نشعر بالحزن لفقدان نيمار في هذه المواجهة ، ولكن هذا يمنحنا حافزا وقوة أكبر لتحقيق حلم الوصول للنهائي والفوز بلقب المونديال". وفي المقابل ، يخوض المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني هذه المواجهة بكثير من الحذر ويفضل أن يظل في دور المستضعف بهذه المواجهة علما بأنه لا يعاني من مشاكل تتعلق بلياقة اللاعبين. وقال لوف ، في تصريحات إلى شبكة "إيه آر دي" التلفزيونية الألمانية ، "المنتخب البرازيلي بدون نيمار أكثر صعوبة. كنت أتمنى أن يكون نيمار موجودا في المباراة" مشيرا إلى أن أداء المنتخب البرازيلي لن يكون متوقعا ولا يمكن التكهن بطبيعته في غياب نيمار. كما تتسم المباراة الثانية بالمربع الذهبي والتي يخوضها المنتخبان الأرجنتيني والهولندي في ساو باولو بعد غد الأربعاء بالقوة والصعوبة خاصة وأن المنتخب الهولندي سيكون في تحد خاص مع ميسي ورفاقه. ويفتقد المدرب أليخاندرو سابيلي المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني في هذه المباراة جهود لاعبه آنخل دي ماريا للإصابة الذي فرض نفسه مع ميسي كأفضل لاعبين بالفريق على مدار مباريات الفريق بالبطولة. وفي المقابل ، عاد اللاعب نيجل دي يونج إلى تدريبات المنتخب الهولندي بعد تعافيه من الإصابة التي عانى منها مؤخرا. ولكن من المرجح ألا يشارك دي يونج في المباراة بعد غد بينما يشارك زميله المتألق آريين دو روبن والذي يمثل أبرز الأوراق الرابحة للهولنديين في المونديال الحالي.