جاءت مشاركة الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا على غير المتوقع ليس من حيث موقعها في ترتيب المجموعات فحسب بل من حيث تذبذب المردود الفني في المسابقات المحلية والتي لم يسجل أيّ منهم اسمه كبطل لإحدى البطولات الثلاث وإن كانت الفرصة مازالت مهيأة للاتحاد أو الشباب لنيل بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وهذا يعطي الإيحاء لعدم وصولها بهذه الوضعية لخطوات أبعد خصوصاً أنها استعصت على كرتنا السعودية منذ عام 2005!! فالفتح بطل الدوري السعودي للموسم الماضي لم يستطع مواصلة تميزه والاستعداد الأمثل لهذه البطولة وأصبح في نهاية الموسم المحلي يصارع من شبح الهبوط لدوري أندية دوري "ركاء" لأندية الدرجة الأولى حتى الجولة الأخيرة وبالتالي قل اهتمامه وتناسى ولو قليلاً من مهر هذه البطولة الكبيرة وخرج منها بخفي حنين دون أن يسجل بصمة قد لا تسعفه الظروف لتكرارها مستقبلا رغم أنّه وقع في المجموعة الأسهل عن البقية وخرج متذيلاً ترتيب هذه المجموعة كإحدى أسوأ المشاركات السعودية في هذه البطولة. أمّا الشباب الذي بدأ موسمه المحلي مرتبكاً ولم يستطع الصمود والمنافسة على بطولة الدوري كأحد المرشحين لها قبل بداية الموسم بفضل ارتباك إداري وفني عاد في النهاية وقبل أن يبدأ مهمته القارية بصورة مختلفة مبدياً استعدادا مثالياً رغم وقوعه في مجموعة صعبة وبدأها بتفوق على الأراضي الإيرانية مواصلاً التميز إلى أن تأهل عن مجموعته قبل النهاية بجولة ولديه الإمكانيات التي تجعله يذهب بعيداً كنتيجة للاستقرار الفني الذي شهده مؤخراً ومازالت حظوظه قوية أيضاً لنيل آخر البطولات المحلية كأس خادم الحرمين الشريفين. الهلال وصيف بطل الدوري مازلت عند رأيي أنّ استمراره وحيداً منافساً للنصر على بطولة الدوري وكأس ولي العهد كان بهيبته فقط رغم توفر كل الإمكانات المادية والبشرية، ولكنه افتقد إلى الدهاء التدريبي لقلة خبرته مدربه الوطني سامي الجابر إذ لم يكن الدعم الإعلامي والجماهيري كافياً لإنقاذ موسمه ببطولة، كما اعتادت جماهيره من قبل واكتفى بالوصافة والخروج الباكر من كأس خادم الحرمين الشريفين واستمرت المعاناة في مشاركته الآسيوية التي استعصت عليه منذ أكثر من عقد من الزمن ورغم ذلك مازالت فرصته كبيرة بالوصول للدور الثاني من هذه البطولة إذ يتطلب الحصول على نقطة واحدة من مباراته الأخيرة أمام سباهان الإيراني لضمان التأهل. أمّا الاتحاد الأكثر تمرساً في هذه البطولة وتحقيقاً لها بنسختها الحالية ليس على المستوى المحلي بل على مستوى غرب القارة بلقبين متتاليين لم تمنعه ظروفه القاهرة إدارياً ومالياً من تقديم نفسه بصورة مميزة والتأهل رسمياً قبل نهاية دوري المجموعات بجولة واحدة على الرغم من أنّ هذا الجيل يختلف تماما عن الأجيال التي حققته من قبل فهذا الجيل يفتقد إلى الخبرة في مثل هذه البطولات وإن كان بهذه الوضعية لن يذهب بعيداً إن لم تستطع إدارته جلب رباعي أجنبي على مستوى عال يدعم هذه الكوكبة الشابة من خلال هذه النسخة الأسهل التي لن يلتقي المتأهل من غرب القارة فرق الشرق الأكثر تفوقاً إلاّ في المباراة النهائية. خلاصة القول إن تأهل فريقين واقتراب الثالث من التأهل يؤكد لنا أن هيبة الكرة السعودية في هذا التجمع القاري مازالت موجودة وتحتاج إلى مزيد من العمل الاحترافي الجاد لاعتلاء القمة من جديد.