الاتحاد وعودة «البلطجة»

رغم كلُّ ما تعرض له الاتحاد طوال تاريخه الطويل من عواصف الخلافات والاختلافات بين محبيه لكنها كانت تصل في نهاية الأمر لاتحاد كلمتهم واتفاقهم على حب الاتحاد، فمن يقرأ تاريخ هذا النادي على مدى عمره الذي قارب التسعين عاماً منذ تأسيسه كأول الأندية السعودية يجد أنّه مرّ بمنعطفات وعرة كانت تأتي من خارج أروقته ولكنها كانت تصطدم وبوقفة رجاله المخلصين ويعيد نفسه أمامها أكثر قوة بتجاوزها بعد وصول المختلفين عند نقطة التقاء واحدة، إلاّ أنّ هذه المعادلة ومنذ أقل من عقد من الزمن بدأت تأخذ في الانعدام والاتجاه لمنحنى آخر أصبحت الخلافات معها بين فريقين من داخل البيت الواحد بفضل آلة إعلامية قوية موجهة جعلت من النادي مكاناً خصباً لتوجيه مصالح فريق على الآخر كيفما أرادت ومتى شاءت مستخدمة أبشع طرق التحريض والتأجيج والخروج به بعيداً عن إطار الرسالة الإعلامية الصحيحة.
ما حدث لنائب رئيس النادي عادل جمجوم قبل يومين من اعتداء سافر في مكتبه من شخص مجهول هو نتاج عملي لهذه التوجه الاعلامي الخطير الذي وقفت أمامه جهات ذات الاختصاص عاجزة ومتفرجة وكأن الأمر لايعنيها وهي الجهة الرقابية التي تستطيع فرض ضوابطها لضمان إعلام ينقل الحقيقة كاملةً بعيداً عن التأجيج الذي كان هذا الاعتداء أحد نتائجه والبقية ربما تأتي، فما حدث لجمجوم هو تجسيد حقيقي حي للحالة المأساوية التي وصل لها النادي ونتاج لحالة التأجيج الاعلامي الكاذب الذي يمارس بشكل واضح وفاضح ومستمر، إذا ما علمنا أنّ مثل هذا التجاوز بالاعتداء ليس جديداً خلال السنوات القليلة الماضية فقد سبق أنّ تعرض الدكتور خالد المرزوقي إبان رئاسته لما هو أسوأ من ذلك عندما تم التأجيج والتحريض لبعض الجماهير حتى وصلت إلى منزله مما جعله يغادر المشهد حفظا لكرامته وكرامة أسرته وبنفس الحال تعرض له الوقور محمد فايز في ملعب الشرائع عندما هاجمته مجموعة من الجماهير في منصة الملعب الرئيسية!!
أمام هذا الاعتداء المنظم الذي تعرض له جمجوم يبرز كوم من الاسئلة التى تحتاج الى تمعن وتفكير قبولها او رفضها وهي: من هو المستفيد مما حدث؟ ولماذا تزامن هذا الاعتداء مع ظهور نتائج لجنة تقصي الحقائق التى ازالت كثيرا من الغموض حول مستقبل النادي بعد استمرار توالي ادارات متعثرة بسبب الفوضى المالية واصبحت المرحلة تتطلب استقراراً كاملاً لهذه الادارة من اجل تحصيل الاموال المنهوبة التي اعلن عنها من الاطراف المتورطة بها؟ ولماذا يطالبون جمجوم بالاستقالة ب"القوة الجبرية" بداعي عدم معرفة وجهة دعم كعكي لادارته المكلفة السابقة بمبلغ لايعرفون اين ذهب؟ أليس من الاولى عدم قبول استقالته لو أراد ذلك لكي لا يلحق به الاعضاء الاخرون المتضامنون معه وبالتالي تسقط الادارة بالكامل بها وذلك من اجل الضغط عليه داخل المجلس لاعادة هذه الاموال المذكورة لأنّ استقالته لن تكون الحل لمعرفة وجهتها خصوصاً انه لم يعد هو صاحب القرار الاول بالنادي!!