منذ سنوات طويلة امتدت لأكثر من (41) عاما تقريبا غاب الفريق النصراوي عن تحقيق البطولات وملامسة الذهب حيث كانت آخر بطولاته كأس ولي العهد والتي كانت عام 1394ه بينما كانت آخر بطولة دوري ممتاز حققها النصر عام 1415ه أي قبل (20) عاما. ولكن كان له حضوره بين ألفية وألفية أخري، فلم يغب كليا عن منصات التتويج، إذ حقق بطولة الخليج في الموسمين 1416ه و 1417ه إلى جانب تحقيقه لكأس الاتحاد السعودي وكأس الكؤوس الآسيوي في عام 1418ه وكأس السوبر الآسيوية في العام 1419ه.. هذا الموسم عاد النصر بقوة ليقول "ها أنا ذا موجود" ولكن وجودي في هذا الموسم غير، ومختلف البتة، فالحضور سيكون مميزا ونموذجيا ومغايرا .. نعم عاد النصر بعمل منظم ومتقن وبإدارة يرأسها الأمير فيصل بن تركي الذي عرف كيف هو طريق الوصول للبطولات، فأبحر بسفينته الصفراء ليكون هو ربانها وليبحر بها إلي شاطيء منصات التتويج بكوكبة من اللاعبين من طراز (نجم). بدأ النصر المشوار الطويل بخطة إستراتيجية ومبتغى طويل المدى بحثا عن تحقيق بطولة الدوري لأنه الأقوى والأهم ليبدأ الفريق مشواره الصعب - مشوار الألف ميل - والذي بدأ بأولى الأميال بالفوز الأول في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين السعودي ومن فوز لفوز ومن انتصار لانتصار حتى بلغ عند النقطة (60) من إجمالي (22) مباراة لعبها حيث أنه كسب (19) مباراة وتعادل (3) فقط ولم يخسر أيا من لقاءاته وبقي له (4) جولات فقط.. وتعتبر الجولة (23) هي الأهم والتي ستكون بمثابة آخر نقطة في السطر .. نعم هذه الجولة التي ربما وبنسبة كبيرة جدا يتوج فيها النصر بطلا لدوري جميل لهذا الموسم لتكون باقي الجولات التي سيلعبها الفريق النصراوي تحصيل حاصل. لقاء الجولة (23) بين القطبين الكبيرين النصر والهلال (فارس نجد والزعيم) لن يكون مجرد لقاءً دورياً عادياً، فالفائز سيحصل على ثلاث نقاط وانتهى الأمر صحيح هو كذلك، لكن أيضا هو غير ذلك للنصر الذي فاز على الهلال 2/1 في نهائي كأس ولي العهد لهذا الموسم محققا أولى البطولات والتي لم يكن ليخطط لها، ولكنها أتت في طريقه ومن أمام المنافس التقليدي الهلال ويالها من صدفة وفرصة جميلة ورائعة. بطولة وذهب ومن أمام الهلال (فاتحة خير) ولأن (الصدفة) وحدها أيضا أرادت أن تكون الجولة (23) هي بمثابة نهاية مشوار دوري جميل لهذا الموسم فحتما سيكون اللقاء حامي الوطيس بين الفريقين. فوز النصر يتوجه بطلا للدوري وفوز الهلال تحيي آماله الضئيلة .. ولهذا وذاك أعتقد بأن النصراويين لن يفرطوا في مثل هذه الفرصة التي قلما تتكرر لهم ما عاشوا لذا فهم سيرددون أحد أبيات قصيدة الشاعر المصري المعروف والمخضرم (أحمد شوقي) وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. العودة النصراوية تعتبر طبيعية نتيجة العمل الدؤوب وبذل المال الوفير ووجود مدرب مميز ولاعبين نجوم، فطالما أن هذه العوامل الأربعة تحققت فليس صعبا أو مستحيلا عدم تحقيق البطولات ولكن المختلف والأميز بالنسبة للنصراويين هو أن العودة أتت من بوابة المنافس التقليدي الهلال ولم يكن الأمر يتوقف عند هذا الحد بل أن مدرب الهلال سامي الجابر. وفي الوقت نفسه لن يكون الفريق الهلالي صيدا سهلا، فسيسعى للثأر لنفسه من خسارة مباراة ولقب في نهائي كأس ولي العهد وليبقى على أمل تعثر النصر في الجولات المتبقية آملا في تحقيق بطولة الدوري. آخر الكلام: "لا تحاول أن تجعل ملابسك أغلى شيء فيك حتى لا تجد نفسك يوماً أرخص مما ترتديه".