الرجاء يتجاوز أحزانه المحلية ويتطلع لتحقيق مفاجآت في مونديال الأندية

يأمل الرجاء البيضاوي بطل الدوري المغربي لكرة القدم في نسيان همومه المحلية والتركيز على البطولة العالمية من خلال مشاركته في النسخة العاشرة من مونديال الاندية التي تستضيفها بلاده من 11 الى 21 كانون الاول/ديسمبر الحالي.
وهي المرة الثانية التي يشارك فيها الرجاء البيضاوي في البطولة العالمية بعد الاولى في النسخة الاولى عام 2000 في البرازيل، بيد انه شتان بينهما. ففي الاولى نال الرجاء البيضاوي شرف تمثيل القارة السمراء بعد انجازه الرائع المتمثل في احرازه لقب دوري ابطال افريقيا للمرة الثالثة في تاريخه، وابلى بلاء حسنا في المونديال في مبارياته الثلاث على الرغم من خسارته، أمام ريال مدريد الاسباني والنصر السعودي وكورينتثيانز البرازيلي.
وفي النسخة الحالية، ضمن الرجاء البيضاوي مشاركته بفضل تتويجه باللقب المحلي واستضافة بلاده للعرس العالمي للاندية، لكنه يواجه خطر الخروج من مباراته الاولى امام اوكلاند النيوزيلندي بطل اوقيانيا بالنظر الى المعنويات المهزوزة للاعبيه بسبب الهزائم المتتالية التي تعرض لها واجبرت ادارته على اقالة المدرب محمد فاخر صانع انجاز لقبي الدوري والكأس العام الماضي، وذلك قبل 10 ايام من انطلاق المونديال.
وحقق الرجاء البيضاوي بداية مخيبة في بداية الموسم الحالي حيث فشل في الفوز في مبارياته الاربع الاولى (3 تعادلات وخسارة واحدة) قبل ان يضرب بقوة ويسجل 4 انتصارات متتالية خولته احراز المركز الثالث، لكنه عاد وانتكس مجددا بسقوطه في فخ التعادل امام جاره وغريمه التقليدي الوداد البيضاوي 1-1 علما بانه كان متخلفا صفر-1 حتى الدقيقة 89، ثم خسر امام الدفاع الحسني الجديدي بركلات الترجيح في نهائي مسابقة الكأس وامام الفريق ذاته في الدوري قبل ان يسقط امام حسنية اغادير الثلاثاء الماضي.
وحاول الرجاء البيضاوي التعاقد مع المدرب التونسي نبيل معلول وتوصل معه الى اتفاق مبدئي بيد ان الاخير اعتذر بعدما رفضت ادارة الجزيرة الرياضية حيث يعمل معها محللا فنيا السماح له بذلك. وتشبث رئيس الرجاء البيضاوي محمد بودريقة بالمدرسة التونسية وتعاقد مع فوزي البنزرتي الذي من المرجح ان يقوده في المونديال، وقال "الفريق يعمل جاهدا على تأهيل البنزرتي ليكون حاضرا في المونديال.
أتمنى حضور البنزرتي في كأس العالم للأندية، ونحن بدورنا قمنا بربط الإتصالات مع الإتحاد الدولي من أجل تأهيله حتى يكون في كرسي البدلاء في المونديال".
وأضاف "البنزرتي درب فرقا كبيرة، وألقابه تتحدث عنه ونحن سنسعى إلى استغلال تجربته الكبيرة وإن شاء الله سنعمل على توفير الظروف المناسبة له لكي يشتغل في أجواء جيدة".
وتابع "المدرب سيقوم بتصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها الفريق الموسم الماضي... فريق الرجاء البيضاوي دائما في الواجهة لذلك فقدوم البنزرتي لن يكون من أجل تكوين فريق".
وشدد بودريقة على ان فريقه ليس في أزمة، وقال "لا توجد أزمة في الرجاء، و كل ما يتم الترويج له في وسائل الإعلام مجرد شائعات.
الإستغناء عن فاخر جاء في وقت مناسب، وعلى ما أعتقد فهو لم يجد الظروف المناسبة ليعمل براحته، وأتقدم له بالشكر لكونه حقق مع الفريق لقبي الكأس والبطولة".
وغير الرجاء البيضاوي جلده الموسم الماضي بنسبة 90 بالمئة خصوصا بعد تعاقده مع لاعبه السابق المدرب فاخر الذي يعرف البيت الرجاوي جيدا والذي قاده الى اللقب المحلي في موسمه الاول معه بتركيبة بشرية ضمت افضل النجوم في الدوري المغربي في مقدمتها محمد امين الشطيبي وحمزة بورزوق وعبد المجيد الدين الجيلاني وعادل كروشي وخالد العسكري.
وستكون اولى مهام البنزرتي اعادة الثقة الى لاعبي الرجاء والاعتماد على مواهبهم لتحقيق نتيجة مشرفة في المونديال خصوصا بوجود القائد محسن متولي والواعد عبد الاله الحافيظي ومحسن ياجور وعصام الراقي. وقال البنزرتي الذي كان يشرف على تدريب اتحاد المنستير: "عندما يتقدم فريق مثل الرجاء البيضاوي بعرض للتعاقد معك من المستحيل أن ترفض.
انه تحد بالنسبة إلي خاصة انني اول مدرب تونسي يعمل في الدوري المغربي". ويعتبر الرجاء أحد قطبي كرة القدم المغربية وأعرق انديتها الى جانب جاره وغريمه التقليدي الوداد، تأسس عام 1949 ومنذ ذلك الحين وهو يلعب ادوارا طلائعية في الدوري والكأس لكن القابه محليا كانت قليلة وتعد على اطراف الاصابع والسبب انغماس لاعبيه واعتمادهم على الاستعراض اكثر من الواقعية.
وكانت مدرسة الرجاء ولا تزال خزانا اساسيا للمنتخب المغربي وزودته بلاعبين اكفاء صنعوا معه الامجاد في مقدمتهم المرحوم بيتشو وبكار وعبد المجيد الظلمي ومصطفى الحداوي وصلاح الدين بصير ويوسف روسي وطلال القرقوري وجمال السلامي وغيرهم.
وتفرز مدرسة الرجاء على غرار نظيرتها في الوداد لاعبين ممتازين، وامام عدم توفر الفرص امام النجوم الصاعدين للعب ضمن الفريق الاول فانه تتم اعارتهم للاندية المحلية الاخرى على اساس استعادتهم بعد اكتسابهم الخبرة والتجربة.
وانتظر الرجاء حتى الموسم 87-88 لاحراز لقبه الاول في الدوري، وكان العام 1989 ذهبيا بالنسبة له حيث سجل اسمه في سجل الفائزين بلقب بطولة افريقيا للاندية البطلة (دوري الابطال حاليا) على حساب مولودية وهران الجزائري.
وغاب الرجاء عن الساحة حتى موسم 95-96 ليسيطر على الدوري المحلي لاربعة مواسم متتالية وساهم دمج فريقي الرجاء البيضاوي والاولمبيك البيضاوي عام 1995 في منح قوة اضافية للاول بانضمام عناصر جيدة من الثاني في مقدمتها السلامي وعبد الكريم نزير ومصطفى الخلفي ويوسف روسي وعبد اللطيف جريندو ساهمت باحرازه اللقب الافريقي للمرة الثانية والاولى بتسميته الجديدة (دوري الابطال) عام 1997. واحرز الرجاء لقب الدوري 11 مرة (1988، 1996، 1997، 1998، 1999، 2000، 2001، 2004، 2009، 2011، و2012) والكأس 7 مرات (1974، 1977، 1982، 1996، 2002، 2005) ودوري أبطال أفريقيا 3 مرات (1989، 1997، 1999) وكأس الإتحاد الأفريقي مرة واحدة (2003) والكأس السوبر الأفريقية (1999)، ودوري أبطال العرب (2006)، والكأس الأفرو-اسيوية (1999).
ويملك الرجاء البيضاوي قاعدة جماهيرية كبيرة تقف بجانب فريقها في السراء والضراء ولا تدخر جهدا في مؤازرته وتشجيعه حتى الرمق الاخير. وانعش الفريق امال مشجعيه في نهاية الالفية الثانية باحراز لقب دوري ابطال افريقيا للمرة الثالثة.
ويرتكز اسلوب الرجاء على الاستعراض وامتاع جمهوره الكبير باللمسات الفنية والتمريرات القصيرة والهجمات المنظمة والمنسقة، خطوطه مكتملة ومتجانسة