نحمد الله أولاً وأخيراً على تأهل منتخبنا الوطني الأول إلى نهائيات كاس آسيا 2015 باستراليا قبل نهاية التصفيات بجولتين وبمستوى متصاعد ومتطور ينم عن عمل فني وإداري متكاملين حتى وإن لم يصلا إلى الدرجة التي نطمح ونتطلع إليها، فالأهم من هذا كله هو الروح العالية التي كانت سائدة على أداء كل اللاعبين، ليس في مباراة العراق الأخيرة فحسب بل منذ بداية هذه التصفيات وهو ما عكس لنا من خلالها اللاعبون واقعاً مختلفاً عن مرحلة الانتكاسة المخيفة السابقة التي مرّت على الكرة السعودية منذ نهائي كاس الأمم الآسيوية الأخير في اندونيسيا عام 2007. قد يرى بعضهم أنّ التأهل إلى هذه النهائيات ليس هو الحلم الذي يبحث عنه منتخب سبق له التأهل إلى مونديال كاس العالم أربع مرات متتالية وتسيّده القارة الآسيوية على مدى عقدين وذلك بعد مشاهدة الفرحة العارمة التي أحاطت بالجميع بداية بدموع أحمد عيد ومروراً بالألفة والروح التي بدت على اللاعبين ونهاية بالثقة التي اكسبوها الجماهير السعودية من خلال تصاعد رتم الأداء ووصوله لدرجة مقنعة وهذا الأمر صحيح، ولكنها من وجهة نظري كانت مبررة على اعتبار أنّها تمثل الخطوة الأولى لعودة أمجاد بنيناها ووصلنا بها إلى مرحلة ناصعة البياض قبل أن تعود لانتكاسها الأمر الذي أعادنا في التصنيف إلى مركز مخجل ربما لم فيه قبل أن تتحقق تلك المنجزات!! مباراة العراق الأخيرة كانت محكاً حقيقياً لاستمرارية وظهور التصاعد التدريجي في الروح والأداء الفني والتجانس من مباراة إلى أخرى فشاهدنا ذلك واقعاً حقيقياً من خلال القتالية حتى آخر ثانية من المباراة من أجل الحفاظ على الفوز رغم أنّ التعادل كان يكفي لحسم التأهل بغض النظر عن نتائج مباراتي الصينواندونيسيا القادمتين، ولكنهم أظهروا لنا تلك الروح التي تحققت معها أمجاد الكرة السعودية السابقة ما أعطانا بشائر الاطمئنان الأولية لمرحلة جديدة مختلفة!! في مرحلة سابقة قلنا إنّ عدم الاستقرار سواء في اختيارات اللاعبين أو في استمرار الأجهزة الفنية لتنفيذ كل أهدافها ومخططاتها كان أهم أسباب التراجع الذي مر به المنتخب ولكن في هذه المرحلة التي جاء فيها لوبيز كمدرب "طوارئ" بعد إنهاء التعاقد مع الهولندي "المتغطرس" ريكارد بعدما فشل في تحقيق الطموحات التي تتناسب على الأقل مع العقد الخرافي الذي أعطي له رغم انه أخذ وقته كاملاً ولكنه كان يفتقد لأهم المقومات التي تواجدت عند لوبيز وهي الرغبة والطموح والقرب من اللاعبين الذي اتضح جلياً في حديثه بعد مباراة العراق حين أهدى الفوز للاعب كامل الموسى الذي كان معهم في المرحلة السابقة وغاب عنهم للإصابة وهذه اللفتة تنم عن الحميمية التي تربطه باللاعبين وهذا انعكس واقعا على ارض الملعب وهو ما كان غائباً أتناء مرحلة ريكارد. وقفة أخيرة خرج اجتماع الجمعية العمومية العادية بنادي الاتحاد كعادته من دون حلول من أعضاء الشرف الذين عجزوا عن إيجاد الحلول التي يخرجون بها النادي من أزمته بل طغى عليها كالعادة الانقسام المعتاد بين رحيل الإدارة وبقائها وكأن ما حلّ بالنادي لا يتحمله سوى هذه الإدارة فكان الموقف المالي الذي قدمته وصادقوا عليه وتم اعتماده ملجماً لكثير منهم وأتحدى أن يتفقوا على إدارة بديلة يتم دعمها بإيجاد الحلول بل ستلقى في نهاية الأمر نفس مصير هذه الإدارة.. وسترون؟!