دائماً ما تغلب منتخب مصر في السنوات الأخيرة على المستحيل في كرة القدم، واستطاع بعزيمة لاعبيه وإصرارهم بأن يكسروا الحواجز في الأدغال الأفريقية ويعلنوا عن أنفسهم أبطالاً للقارة التي تكتظ بالمواهب، وفي تقارير "مصر تقهر المستحيل" سنتناول المواقف التي نجح فيها المصريون من إسقاط عمالقة أفريقيا والعالم على عكس التوقعات في محاولة لرفع معنويات رجال المنتخب المصري قبل لقاءهم الصعب ضد غانا في تصفيات مونديال 2014. بداية الغزو الإفريقي مع بدايات الألفية الجديدة شهدت الكرة الأفريقية تغيراً كبيراً وصعدت منتخبات للعالمية بفضل المحترفين الأفارقة الذين غزوا ملاعب أوروبا وأصبحوا من بين أفضل لاعبي العالم. وتاه الفريق المصري بين عمالقة القارة وودع البطولات الأفريقية من الأدوار التمهيدية والأولى حتى جاء عام 2006، وفشل في التأهل لكأس العالم مراراً وتكراراً ولكن في عام 2004 بدأ المنتخب المصري في تكسير حاجز الخوف والتغلب على المستحيل وهو قهر منتخب يضم محترفين من أفضل لاعبي العالم. الكاميرون والضحية الأولى شاءت الأقدار أن تقع مصر في مجموعة الموت في تصفيات كأس العالم 2006 بجوار الكاميرون المدججة قائمتها بمحترفين من العيار الثقيل وعلى رأسهم صامويل إيتو أحد أفضل مهاجمي العالم وقتها، وأيضا كوت ديفوار التي كانت في بداية الصعود والتوهج بفضل محترفيها بقيادة دروجبا. وفور وصول المدرب الإيطالي ماركو تارديلي لمصر لتدريب الفراعنة صرح بأنه لا يخشى الكاميرون ولكنه غير مطمئن لمنتخب كوت ديفوار الذي يعتبره المرشح الأقوى على بطاقة بلوغ المونديال. وبعد نتائج متذبذبة حان موعد مواجهة الكاميرون التي كانت نظرياً أقوى فرق المجموعة، وحضر الأسود إلى القاهرة بكامل نجومهم وعلى رأسهم صامويل إيتو لملاقاة مصر على ملعب المقاولون العرب. ووقتها تحدث الإعلام والجماهير عن هزيمة لمصر في ملعبها من الكاميرون التي تمتلك فريقاً رهيباً خاصة بعد نتائج مصر المتردية في التصفيات وهزيمتها على ملعبها من كوت ديفوار بالأسكندرية 2-1 والتعادل مع بنين المتواضعة خارج ملعبها 3-3. وبدأت المباراة ليفاجئ العالم بمنتخب مصر جديد استنفر لاعبوه كل طاقاتهم وإمكانياتهم للتعبير عن أنفسهم بكل قوة ونجح الفريق المصري أن يتقدم على أفضل منتخب في أفريقيا 3-0 ويضيع عدد من الأهداف ليتلاعب تماماً بالأسود وسط ذهول الجميع، قبل أن ينجح إيتو في تسجيل هدفين في النهاية لينتهي اللقاء بفوز مصر (3-2) ويعود الأمل من جديد في تصفيات مونديال ألمانيا. تحدي أصعب في ياوندي واقتربت التصفيات من النهاية وفقدت مصر رسمياً فرصة التأهل للنهائيات لكنها ظلت طرفاً في الصراع على التأهل بين الكاميرون وكوت ديفوار حتى النهاية حيث وضعتها القرعة في مواجهة الكاميرون في ياوندي في مباراة يجب على الأسود أن يهزموا الفراعنة خلالها ليتأهلوا للنهائيات وإلا ستضيع بطاقة التأهل لصالح كوت ديفوار. وفي الوقت نفسه نجحت كوت ديفوار في التغلب على السودان بنتيجة (3-1) لتنتظر هدية من الفراعنة بتعطيل الكاميرون لتتأهل لكأس العالم للمرة الأولى في التاريخ. ودخل الفراعنة ملعب الكاميرون في ظروف شبيهة بالتي تنتظرهم في ملعب كوماسي بغانا خلال تصفيات مونديال 2013 حيث احتشدت الجماهير بكثافة في الملعب مطالبين فريقها بالفوز من أجل التأهل المباشر للمونديال، ورشح الجميع أصحاب الأرض لفوز كبير على المصريين في المباراة التي أقيمت 8 أكتوبر عام 2005. وعلى الرغم من إقامة اللقاء في نهار رمضان في ظل صيام اللاعبين وتقدم الكاميرون بهدف لدوالا لم يستسلم الفراعنة وظلوا يقاتلون للتفوق على محترفي الكاميرون وبالفعل نجح محمد شوقي في إدراك التعادل قبل 12 دقيقة من النهاية. وحاولت الكاميرون بكل طاقتها الوصول لهدف الفوز والتأهل لكأس العالم لكن رفض منتخب مصر ذلك رغم كتيبة النجوم العالميون الذين تواجدوا في فريق الكاميرون وقتها. وانتهى الأمر في النهاية بسقوط نجوم الكاميرون أرضاً بعد المباراة غارقين في دموعهم وحالات الصراخ والعويل وعلى رأسهم النجم صامويل إيتو بعد ضياع حلم المونديال على يد الفراعنة. ومن يدري ربما يكرر نجوم منتخب مصر نفس الأمر أمام كتيبة محترفي غانا العالميون في تصفيات مونديال 2013 ولكن هذه المرة لن يساعد أبناء برادلي فريق أخر للتأهل بل سيطير الفراعنة لمونديال البرازيل للمرة الثالثة في تاريخهم. لمشاهدة ملخص المباراة التاريخية ضد الكاميرون في ياوندي اضغط هنا
