خرج الزمالك من بطولة أفريقيا خالي الوفاض للمرة السابعة منذ آخر بطولة حققها عام 2002، وهو الأمر الذي لم يكن مجرد صدفة، وإنما نتاج عدة أسباب أدت لهذا الخروج من المعترك الأفريقي. وخسر الزمالك 4-2 أمام الأهلي في الجولة الخامسة من مباريات دور المجموعات ليودع بطولة أفريقيا رسميا. ورغم البداية القوية للزمالك في البطولة، وتحقيق أحد أكبر نتائج المسابقة بالفوز على جازيللي التشادي 7-0 ، إلا أن الفريق ودع البطولة كعادته في السنوات الأخيرة، وربما يتذيل مجموعته في تكرار لموسم 2012. وجاء خروج الزمالك الأفريقي هذا الموسم، نتيجة عدة أسباب، يمكن إيجازها في التقرير التالي: أولا: رحيل النجوم: رحل عدد كبير من نجوم الفريق الذي كان يتم الاعتماد عليهم بشكل أساسي في المباريات، وذلك بسبب عدم دفع المستحقات المالية للبعض أو التجديد للبعض الآخر قبل انتهاء تعاقده. وكأن ابرز الراحلين عن صفوف الزمالك، إبراهيم صلاح الذي انتقل للعروبة السعودي، والكاميروني ألكسيس موندومو المنتقل لصفوف الرائد السعودي، والبوركيني عبد الله سيسيه الذي احترف بصفوف الاتحاد الليبي، فضلا عن انتهاء فترة إعارة الحارس أحمد الشناوي ورحيل البنيني رزاق. ولم يستعيض الزمالك بلاعبين على مستوى الراحلون، مكتفيا بالعناصر المتواجدة بالفريق، ولم تكتف إدارة النادي بذلك، بل تركت من تبقى في صفوف الفريق متذمرا طوال الوقت بسبب عدم حصوله على المستحقات المالية. ثانيا: عدم التجديد للبرتغالي فييرا وفي السياق ذاته، لم تقم إدارة القلعة البيضاء بالتجديد للبرتغالي جورفان فييرا المدير الفني السابق للفريق والذي قدم مع الزمالك آداءا طيبا افتقده جمهور الأبيض في السنوات العشر الأخيرة. ولعب فييرا مع الزمالك 21 مباراة في الدوري المحلي وبطولة كاس مصر ودوري أبطال أفريقيا، محققا الفوز في 13 مباراة، وانتهت 5 مباريات بالتعادل، فيما لم يخسر سوى ثلاث مباريات فقط. واشتكى فييرا قبل رحيه من الأزمات الإدارية التي تطارد فريق الزمالك، مطالبا الإدارة بإنهاء أزمات المستحقات المتأخرة دون جدوى. ثالثا: التعاقد مع حلمي طولان: بعد رحيل البرتغالي فييرا تعاقد مجلس إدارة الزمالك مع حلمي طولان، الذي كان قد حقق قبل فترة وجيزة انتصارا على الأهلي 3-1 أثناء توليه مهمة تدريب فريق حرس الحدود. ويعد التعاقد مع طولان من أبرز أخطاء مجلس إدارة الزمالك، باعتبار أن الفريق كان مقبلا على مباريات دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، ولم يكن الوقت كافيا حينها للتعرف على اللاعبين وتغيير طريقة اللعب، وترك بصمته على آداء الفريق. وكان الأجدر بإدارة النادي التجديد للبرتغالي جورفان فييرا وحل الأزمة المالية، بدلا في التفكير الأسهل بالتعاقد مع مدرب جديد والتضحية بمجهود عام كامل قام به فييرا. رابعاً: الكوارث الفنية والإدارية: لم يحقق حلمي طولان النتائج التي كان ينتظرها جمهور الزمالك، مكتفيا بالفوز في مباراة واحدة أمام أورلاندو الجنوب إفريقي، والتعادل في مباراة أخرى أمام الأهلي، بينما خسر ثلاث مباريات أخرى، ليكون محصلة ما جمعه من نقاط 4 فقط من أصل 15 نقطة. وتعد الكوارث الفنية لطولان من أبرز أسباب فقد 11 نقطة بدور المجموعات ببطولة أفريقيا، فالمدرب اعتمد على بعض الأسماء بغض النظر عن مستواهم مع الفريق، مثل محمود عبد الرازق " شيكابالا" الذي اعتمد عليه في المباريات رغم هبوط مستواه الفني بسبب غيابه لفترة عن المباريات بعد رحلة احتراف قصيرة، بالإضافة إلى عدم وجود بديل لأحمد جعفر الذي يهدر أسهل الفرص. وبعيدا عن الاخطاء الفنية في إدارة بعض المباريات، إلا أن طريقة استعداد الزمالك للمباريات تثير التساؤلات، فالفريق واجه قبل أحد المباريات الهامة فريق "الطيبين" والذي اكتشف بعد ذلك أنه تابع لأحد محال الحلويات، فضلا عن سفره قبل مباراة الأهلي إلى الجونة بأقل من 24 ساعة فقط. وبالإضافة إلى المشاكل الفنية، تبدو مشاكل إدارية بالجملة في الفريق، فحلمي طولان لم يستطع في إحدى المباريات من استدعاء أكثر من 16 لاعب فقط بعد خلاف ممدوح عباس رئيس النادي مع الثنائي أحمد حسن وعبد الواحد السيد ورفضه استخراج تأشيرات سفر لهما. وظهرت المشاكل الإدارية بوجهها القبيح مجددا عندما حرمت طولان من سفر أحمد توفيق لاعب الفريق لعدم استكمال أوراق تجنيده. ولم يستطع النادي في كبح جماح لاعبه محمد إبراهيم الذي تلقى عرضا احترافيا من مالجا الاسباني، فوقف في طريق احترافه ولم يستوعب غضبه، ليبقى اللاعب في خلاف مع مدربه أبقاه على مقاعد البدلاء في المباريات الهامة، رغم أن اللاعب يقدم مستوى جيد عند نزوله والاعتماد عليه حتى عندما دخل لقاء الأهلي الأخير غير شكل الزمالك ولكن طولان يفضل جلوسه على مقاعد البدلاء بسبب أن إبراهيم يرغب في الاحتراف.